التغيرات المناخية وراء اختفاء حضارة وادي السند

اكتشف علماء الآثار من نتائج عمليات الحفر في قاع المحيط الهندي، أن التغيرات المناخية كانت السبب وراء اختفاء الحضارة الأسطورية الأولى في العالم التي كانت قائمة في وادي السند.

وأصبح موضع جدال مستمر بين العلماء، حول ما إذا كان تأثير جفاف الأنهار والكوارث المناخية سبب في انهيار هذه الحضارة، لأن البيانات الجديدة عن مناخ الأرض خلال عشر آلاف سنة الماضية تشير إلى وجود تغيرات مناخية في ذات المنطقة سابقا، ولم تجبر السكان على تركها، وحاول ليفيو جوسان من المعهد الأميركي لعلوم المحيطات وفريقه العلمي تسوية هذا الجدل من خلال عمليات الحفر في قاع المحيط الهندي والسواحل الباكستانية.

وتعتبر الصخور الرسوبية المحتوية على العوالق والقواقع والرخويات وغيرها سجلا عن التغيرات المناخية على الأرض في فترة تكونها، مثلا تشير نسبة نظائر الأكسجين »الثقيلة« والخفيفة إلى تقلبات درجات الحرارة على الأرض وتركيز الكربون »الثقيل«، أما التنوع البيولوجي، فيشير إلى وجود انقراض جماعي، في حين يشير مستوى الكالسيوم والعناصر الأخرى إلى مستوى حموضة الماء وخواص مياه المحيطات.

وباستخدام هذه المعلومات وأجزاء الحمض النووي للعوالق، تمكن العلماء من تتبع كمية الماء العذب التي هطلت في المنطقة الساحلية للمحيط وكيف تغير مستوى الترسبات خلال الصيف والشتاء.

وأظهرت نتائج هذه المتابعة بأن نهاية هذه الحضارة الأسطورية كانت مرتبطة ببداية الجفاف والتغير الجذري في هطول الأمطار وأصبحت الرياح الموسمية أكثر، وتضاءل تدريجيا هطول الأمطار الصيفية، كل هذا جعل وادي السند غير صالح لسكن مجموعات كبيرة من البشر.

كما أن هذه التغيرات كانت مرتبطة ببداية »العصر الجليدي الصغير« وانخفاض درجات الحرارة في جميع أنحاء الكوكب، هذه البرودة غيرت تدريجيا اتجاه حركة الرياح والتيارات في المحيط الهندي، ما يعد أحد العوامل الرئيسية في اختفاء أولى الحضارات على الأرض، بحسب العلماء.