Al-Watan (Saudi)

المشرف التربوي الفاعل

-

لا أحد ينكر الدور الحيوي والملموس الذي يقوم به المشرف التربوي، والمهام الجسام التي تقع على عاتقه من مساندة المعلم، وتقديم التوجيه له، وإرشاده وإطلاعه على مستجدات التعليم والتربية المتسارعة في المعرفة العلمية والتكنولوج­ية، وتوضيح كيفية تفعيلها، مما يحقق أهداف العملية التعليمية، وإشراكه فعليا في تحسين عملية التعليم والتعلم، وبما يحقق النمو المهني للمعلم وتحسين المستوى التعليمي للمتعلم.

لذلك، لا بد من مد جسور التواصل الفعال والإيجابي بين المعلم والمشرف وردم الفجوة والحاجز بينهما، فكلاهما زملاء مهنة، يجمعهما هدف مشترك يسعيان إلى تحقيقه، ألا وهو تحسين التعلم، ولن يكون ذلك إلا بالقضاء على الفوقية التي يمارسها بعضهم، متناسيا دوره الأساسي في مهنته السامية، فهو يزور من أجل الزيارة لا من أجل التحسين والتطوير، لا يحمل في جعبته ما يضيفه أو يثري به المعلم، يتردد داخله صوت يرفض أي اعتراض أو تبرير من المعلم، لأنه يرى نفسه هو الحلقة الأقوى، فيرصد السلبيات دون تقديم حلول أو مقترحات أو بدائل لتفاديها، فيقيّم المعلم على خبراته السابقة عن نفسه، فما كان يفعله وهو معلم هو النموذج الذي لا بد أن يحاكيه معلمه »لا أريكم إلا ما أرى .«

وبفضل من الله، ثم الجهود المبذولة، بدأت تتلاشى صورة المشرف التقليدي من تعليمنا، فمشرف اليوم ناقل للخبرة، لا يركز على الفجوة، ولكن على تجاوزها، يتشارك مع المعلم في وضع الخطط لعلاج ما يعترض العملية التعليمية، يسمع وينصت ويناقش ويحترم الرأي الآخر، يطور نقاط القوة لدى معلميه، ويساعدهم في التغلب على نقاط ضعفهم، خلال معرفة احتياجاتهم وتحديدها، وتقديم الدعم اللازم لهم وتحفيز المبدعين، وإسناد المهمات التي تتوافق مع قدراتهم ومهاراتهم، لتقديم ما يملكون من معرفة إلى زملاء التخصص وزملاء المهنة، خلال تفعيل مجتمعات النمو المهني التي تبث فيهم روح العمل الجماعي، وقيم التعاون والعطاء، وتفتح لهم آفاقا معرفية ذات اتجاهات مختلفة، تساعدهم على النمو المهني في عملهم. فالمشرف الناجح، هو الذي يشعل دافعية معلميه لتنعكس على طلابهم، فالمعلم والمشرف يكملان بعضهما بعضا.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia