ناقد يؤكد انكفاء الساردين والشعراء بالأحساء
أكد الناقد الســعودي محمــد الحــرز، بــروز مجموعة من الساردين في التســعينيات الميلادية في الأحساء، ويفترض أن تنمو شخصيات الكاتب مع كل تجربة في إطار توجه معين، بيد أن هناك أسباباً جعلت هؤلاء المبدعين -الساردينينكفئــون على أنفســهم، ويعيدون نسخ تجاربهم، وهذا الانكفــاء بحاجة إلى دراســة أكاديمية متعمقة لمعرفة أســبابه، وينطبق على الشــعر، الــذي يعود لأسباب اجتماعية وثقافية وسياسية.
تقبل النقد
ذكــر الحــرز، خلال حديثه في محاضرة بعنوان »موقع الــسرد في الثقافة المعاصرة«بتنظيــم مــن المقهى الثقــافي في جمعية الثقافة والفنون في الأحساء، وجماعة أصدقــاء السرد في الأحســاء »أن عدم تقبل الساردين والشعراء للنقد وراء تراجــع تجاربهــم السردية والشعرية، سبب غير مقنع لأن يتوقف المبدع بسبب رأي الناقد، ويجب أن يكون المبدع ناقداً لنفسه بالدرجة الأولى ولا يتوقف على نقــد الآخريــن لكي يتطور السرد والشــعر«، لافتا إلى أن اللغة الأكاديمية لم تســتطع أن تتعانق مع النصــوص المحلية، وإنما كانــت هنــاك نصوص للــدرس الأكاديمي فقط. وأضاف أنه في الآونة الأخيرة ظهرت أكاديميات استطعن الوصــول إلى الكثــير من الدراســات السردية، وأن المشهد السعودي السردي فيه العديد من الثغرات غير الموصولة، كما أن المجتمع الســعودي مجتمع متعدد الرؤى والثقافات والعادات، وهناك طبقات ســفلى من الكتابات الشعبية لم يصل إليها السرد .«
وأشــار الحــرز خلال المحــاضرة إلى »أن السرد البصري في الســينما، بات يفوق السرد الروائي، يعود لامتلاك الشــباب القدرة في الوصــول بالكاميرا إلى مناطــق عديــدة، وهذه فرصــة للتعانــق بــين النصــين السردي البصري والروائي .«
الفن الحميمي
أوضــح الروائي أحمد الدويحي، خلال مداخلته في المحــاضرة »إن السرد فــن شــعبي، وأن أغلب كتــاب أوروبــا حينمــا يعمدون للاســتفادة من ليالي وطقوس وأســاطير الشرق، يستعينون بالسرد، فهو فــن حميمي«، مؤكدا أهميــة المــكان في العالم الــسردي، ولا تقل أهميته عن الشــخوص والفضاء والحدث في كل عمل روائي، لافتا إلى أنــه بعد أحداث 11 ســبتمبر، شــهدت المملكة انفجــارا كتابيا في السرديــات، وتحديداً في الرواية، بعدما كان البعض منهم يكملــون أعمالهم الروائية في الخارج، مضيفا أن الجزيــرة العربية ثرية بتعددها الثقافي، وهي ثرية ومجتمعاتهــا متنوعة مما يؤكد أهمية المكان، وتفرد كل بيئــة بــأن يكون لها رواية تعبر عنها.«
جوائز البوكر
ذكر الدويحــي، أن 3 أعمال ســعودية حظيت بجوائز البوكــر، رغم أن بعض هذه الجوائز الأدبية أشبه ما تكون بالشهادات السياسية أكثر منها تقييما للعمــل الإبداعــي، وأن كثيرا مــن الأعمال الروائية السعودية تستحق الاحتفاء والإشادة، كما أن مصر هي البلد الكبير الذي تعلمنا منه فن الرواية.