Al-Watan (Saudi)

احتمالات كره ندى للمدرسة

-

- ودي أتمرض.. - ليش بابا؟! - حتى ما أروح المدرسة. ماذا يكون شعورك، نفسيتك، عواطفك.. حين تفاجأ من ابنتك الصغيرة -التي لم تتجاوز السنة الثامنة من عمرها بعدبهذا النفور الموحش من المدرسة؟؟

لا بد أنك ستضع العديد من الأسباب، أو الاحتمالات التي أفضت بالطفلة إلى هذا الكره الحاد للمدرسة: . قد تكون إحدى المدرسات، أو كلهن يجهلن معاملة الأطفال.. فكان هذا الموقف من الطفلة هو الإجابة الوحيدة عن هذا الجهل. . قد تكون الطفلة نفسها لا تملك قدرة التكيف مع محيط المدرسة، فتود البقاء في البيت هربا من المجتمع الصغير الذي لا تملك الوسائل للانسجام معه، والتفاعل فيه تفاعلا مثمرا. قد تكون المناهج التي تدرس نفسها ثقيلة على مداركها.. فهي تود الهروب حتى إلى المرض، علها تستريح من عبء هذه المناهج. هذه الاحتمالات كلها بحثتها مع ابنتي »ندى« التي صعقت من بلوغ كرهها المدرسة إلى هذا الحد.. لكنها بالطبع لم تستطع إعطاء إجابة محددة، هي فقط تحمل شجرة الشوك الضخمة هذه داخل نفسها.

أما أنا، فأعتقد أن سبب ذلك هو:

المناهج، فهذه المناهج من المفروغ منه، أنها تحتوي على الخصائص الآتية: . أنها ألفت من قبل مجموعة من الناس لا يملكون أية دراسة متخصصة عن الطفل، ونفسيته، ومشاعره، وعالمه الداخلي، وبذلك لم نستطع مخاطبته، بل لا تجوز لها مخاطبته إطلاقا. . لأنها وضعت أمامها هدفا أساسيا هو الحفظ لا الفهم، وبذلك جردت الطفل من وسائل الاستفادة المثمرة، وجردت فكره من إمكان النمو، جعلته فقط آلة تسجيل صغيرة تحمل نصوصا وضعت للكبار. . معظم القائمين على تدريس هذه المناهج يمتازون بما يمكن تسميته (الأمية المتعلمة). فهم لا يفرقون بين شكل النص ومضمونه، ولذلك فهم يعتبرون أن حفظ النص هو العملية التعليمية كلها. متى يتعلم أولادنا وبناتنا بطريقة تربوية سليمة؟؟ لست أدري.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia