Al-Watan (Saudi)

في صخب الجريدة

-

ضجيج الجرائد يحاصرني الآن، في ذهني شوق العناقيد إلى القطف، أريد التحدث مع أشياء كثيرة كل منها يطبق على عنقي، ولكن ضجيج الجرائد يحاصرني، يقطع الجسور بيني وبين الشهب التي تلمع على الأرض وتغازلني بدفء أنثى. - ماذا تريدين؟؟ - أريدك حروفا لملء ثقوب الفراغ في أطراد الزمن، حجارة لردم المستنقعات في طرق العبور من اليقظة إلى الرقاد، كلمات تلبس رشاقة الدمى، ولوت الأزياء لا تمر بقلبك، تغبر من تثاؤب المعجمات، أو غبار الأصوات العتيقة، إلى قلمك.. اصرخ وحدك أيها المغفل، فالقارئ يريد أن يضحك، تكور داخل نفسك، حاورها، واسمع أغنية خطاك على الجليد، وفوق سفوح السكون المترامية كاللعنة على جوانب الليل، وحين تريد مواجهة القارئ فالبس أصابع الضجيج وادخل السوق، أو ادخل في مقبرة صمتك أيها الشقي.

- أصخرة أنا ما لي لا تحركني هذي المدام ولا هذي الأغاريد.

- نعم أنت صخرة من الرماد، لم تضيء باحتراقك شيئا، أشعلت دمك في الفراغ، كنت مهزلة للحاتمي، والناي، وابن وكيع ووزير السجاعين، أنت مغفل آخر في زمن سلسلة المغفلين الممتدة ونهر التاريخ، صخرة أنت ولكنها صخرة ولود، أبناؤها ينتشرون في كل مكان، ولكنهم دائما لا يتلاقون والزمن.

اعذرني أيها القارئ الكريم، حين اغتصبت وقتك، إنني مشغوف بسفك دماء الزمن، كما أنه مشغوف بسفك دمي، إننا معا صديقان متعاديان، حوارنا الليلي يأخذ شكل لقاء الصخور ببعضها، يأخذ ما لا يمكن أن يزهر في الضجيج، وبعد ذلك يتجمع في الداخل، ويردد قول من يقول: معاطف الرياح تحت المطر مسرعة.. كغيمة ترعى ضياء القمر ووجهي المشح الغافي يحس طعم السفر حقائبي تؤنس أكتافي.. في سفرتي سأكتب القصيدة.. وأنحت الملامح النقية الجديدة..

لوجهي الذي أبح بحثت عنه دونما أثر في صخب الجريدة. 1393

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia