Al-Watan (Saudi)

الإعداد والتدريب والتعليم2

-

والتدريب لصيق الصلة بالتعليم، والتفرقة بينهما تفقد كلا منهما فاعليته الاجتماعية، ومن ثم فإن التخطيط لهما يجب أن يكون متناسقا ومتناغما، يتبادلان المدخلات والمخرجات بسهولة ويسر، وتنظيما يساعد على أن يؤتي كل منهما أكله. وإذا كان التعليم والتدريب متحدين وهما يقومان بصقل مهارات الإنسان وتنمية ملكاته، وينقلان إليه مهارات وخبرات جديدة فهما يضيفان إليه أيضاً حصيلة أجيال من البشر، يستفيد منها دون أن يقع في تجربة الخطأ والصواب، ويوفران جهده المتنامي ليوجهاه إلى الاستثمار فيما هو أنفع. وبالتالي تزداد درجة الرفاهية الاقتصادية وتتطور الحياة الاجتماعية والثقافية في المجتمع، إلى جانب المساهمة في زيادة إنتاجية الإنسان عن طريق زيادة مقدراته على الإنتاج الفني. ويزداد الأمر وضوحا إذا اعتبرنا أن التنمية الاقتصادية في المجتمعات النامية تعتمد على عدد من العناصر أهمها الأرض، ورأس المال، والعمل، وأن نمو رأس المال يرتبط بزيادة الإنتاج والعلاقة بينهما وثيقة وطردية، فعندما يزداد رأس المال يزداد الإنتاج كما ونوعا، ولما كانت الأرض تصبح محدودة الإنتاجية إذا وصلت إلى أقصى استغلال ممكن لها، فإن العنصر البشري يبرز في الساحة كأهم عناصر الإنتاج وأساسها جميعا، لذلك فإن استغلاله مع فقد السهولة التامة في العناصر الأخرى يصبح ضرورة تسبق كافة الضرورات، يضاف إلى هذا أن تنمية العنصر البشري تشكل هدفا رئيسيا في حدا ذاته، ومن هنا فإن الإنفاق على برامج التعليم والتدريب يصبح إنفاقا استثماريا وليس استهلاكيا، وقد بدأت بالفعل كثير من الدول النامية وما زالت نتائج الدراسات تشير إلى ارتفاع دخل الفرد كلما ارتفع مستوى التعليم والتدريب. لقد أظهرت دراسة أعدها أحد الباحثين لقياس عائد التعليم في الولايات المتحدة الأميركية أن متوسط دخل خريج المدرسة الابتدائية على مدى الحياة كان يساوي 182 ألف دولار، أما متوسط دخل خريج المدرسة الثانوية فقد قدر بحوالي 258 ألف دولار، وذلك في مقابل 435 ألف دولار بخريج الجامعة، وهذا يعني أن كل سنة دراسة تضيف إلى دخل الفرد مبلغا من المالي يقدر بحوالي 40 ألف دولار ذلك على المستوى الفردي، أما على المستوى الوطني فإن تلك الدراسات تؤكد على أن الحد الأدنى لعائد المعرفة العلمية والتكنولوج­ية في المجتمع يساهم وحده بما لا يقل عن 30%، وقد تصل إلى 60% من الزيادة في الدخل الوطني. إذن فقد اتضح أن عمليات التعليم والتدريب تؤثر تأثيرا إيجابيا في مسيرة تصنيع الدول، وبخاصة النامية منها، حيث ظهر للكثير مدى أهمية العنصر البشري المؤهل، كما ظهر أن من الأسباب في تعثر مشروعات التصنيع ما تعانيه من نقص في القوى البشرية المؤهلة علميا وفنيا، وسوف نشير بشيء من التفصيل عند الحديث عن العلاقة بين التعليم التقني والإنتاجية.

إنتاجية مجتمع 1984 م

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia