ﻣﺎﺟﺪ اﻟﻘﺼﱯ ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﺘﻐﻴﲑ ﰲ اﻷزﻣﺎت

ﻫﻨﺎك أزﻣﺔ إدارة ﺻﻐﻴﺮة ﻓﻲ وزارة اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت، ﺗﺸﻜﻠﺖ أﻣﺎم أﻧﻈﺎر ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺮار، ﻷن ﺧﻂ اﻷﻋﻤﺎل ﻓﻲ اﻟﻮزارات ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ »رﺗﻢ« ﺗﺼﺎﻋﺪي، وﺗﺨﻠﻒ أﺣﺪ ﻣﺴﺎراﺗﻪ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﻛﻜﻞ

ﰲ اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺬي أﺟﺮاه اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺎﺟﺪ اﻟﻘﺼﺒﻲ وزﻳﺮ اﻟﺘﺠﺎرة واﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻣﻊ ﻗﻨﺎة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺑﻌﺪ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ وزﻳﺮا ﻣﻜﻠﻔﺎ ﻟﻮزارة اﻟﺸﺆون اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ واﻟﻘﺮوﻳﺔ، ﻗﺎل:

إن ﺗﻜﻠﻴﻔﻪ ﺟﺎء ﰲ ﻓﱰة ﻣﺮﺣﻠﻴﺔ، وأﺿﺎف: إن اﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺟﺎء أﻳﻀﺎ ﻹملﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ رؤﻳﺔ املﻤﻠﻜﺔ ،2030 ﻛﻮﻧﻪ أﺣﺪ أﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﺆون اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، ﻣﻀﻴﻔﺎ: إﻧﻪ ﻋﲆ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﺑﻤﻔﺎﺻﻞ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﻮزارة، وﻣﻜﺎﻣﻦ وﻓﺮص اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻓﻴﻬﺎ.

ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌني ﻟﻠﺸﺄن اﻟﻌﺎم، أن وزارة اﻟﺸﺆون اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻬﺎ املﻨﻮﻃﺔ ﺑﻬﺎ إﱃ ﺗﻄﻠﻌﺎت اﻟﻘﻴﺎدة واملﻮاﻃﻨني، وأن ﻫﺬا -ﺑﻼ ﺷﻚ- ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﻛﻤﻬﺘﻤني ﺑﺎﻟﺸﺄن اﻹداري ﰲ املﻤﻠﻜﺔ، ﻣﺆﴍات ﺑﺄن ﻫﻨﺎك أزﻣﺔ ﻗﻴﺎدة أو إدارة ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ واﻟﺘﺸﻐﻴﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﻮزارة.

وﻫﺬا اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺬي ﺣﺼﻞ، أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻮل إﻧﻪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻨﺎﻓﺬة اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺧﺬﻧﺎ -ﻛﻤﻮاﻃﻨني- إﱃ داﺧﻞ ﺟﻠﺴﺎت املﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﺆون اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، وﻟﻴﻄﻞ ﺑﻨﺎ ﻋﲆ ﻣﺸﻬﺪﻳﻦ إدارﻳني ﻻ ﺑﺪ ملﺘﺨﺬ اﻟﻘﺮار ﻣﻦ اﺗﺨﺎذﻫﻤﺎ.

املﺸﻬﺪ اﻷول: ﻫﻨﺎك أزﻣﺔ إدارة ﺻﻐرية ﰲ وزارة اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت، ﺑﺪأت ﰲ اﻟﺘﺸﻜﻞ أﻣﺎم أﻧﻈﺎر ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺮار ﰲ املﺠﻠﺲ، وذﻟﻚ ﻷن ﺧﻂ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻄﻮﻳﺮي ﰲ اﻟﻮزارات واملﺼﺎﻟﺢ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻋﲆ »رﺗﻢ« ﺗﺼﺎﻋﺪي، وﰲ ﺣﺎل ﺗﺨﻠﻒ أﺣﺪ ﻣﺴﺎراﺗﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺆﺛﺮ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﻋﲆ ﺑﺎﻗﻲ ﺳري اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻷﺧﺮى ﰲ املﻨﻈﻮﻣﺔ ﻛﻜﻞ.

وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ، ﻓﺈن اﻹﺷﻜﺎﻻت ﺳﺘﻄﻞ ﺑﺮأﺳﻬﺎ ﺳﻮاء ﰲ املﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺮﻳﺐ أو اﻟﺒﻌﻴﺪ. وﻷن اﻟﻘﻴﺎدات املﺪرﻛﺔ واملﺘﻨﺒﺌﺔ ﺑﻤﺎ ﺳﺘﺼﺒﺢ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻣﻮر ﰲ ﺣﺎل اﻟﺘﺄﺧري ﰲ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات؛ ﺗﻌﺮف أن اﻷزﻣﺎت ﻫﻲ ﺧﻠﻞ ﻳﺆﺛﺮ ﺗﺄﺛريا ﺣﻴﻮﻳﺎ ﻋﲆ ﻣﺠﻤﻞ اﻷﻋﻤﺎل، ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺮف أن اﻷزﻣﺔ إذا ﺣﺼﻠﺖ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺤﺪث ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﻀﻴﺎع اﻟﺬي ﺗﻬﺪد ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ اﻷﺳﺲ واﻻرﺗﻜﺎزات اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺠﻬﺎت واملﻨﻈﻤﺎت.

وﺑﻨﺎء ﻋﲆ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻻﻋﺘﺒﺎرات، ﻓﺈن اﻟﻘﻴﺎدة رأت أﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ إذا ﻣﻦ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮارات ﺗﻐﻴريﻳﺔ ﰲ رأس ﻫﺮم اﻟﻮزارة.

املﺸﻬﺪ اﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻣﺸﻬﺪ اﻟﺘﻐﻴري. ﻳﻘﻮل اﻟﺪﻛﺘﻮر إﺑﺮاﻫﻴﻢ املﻨﻴﻒ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ إدارة اﻟﺘﻐﻴري ﰲ اﻹدارة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ: »إن ﻣﻘﻮﻟﺔ »ﺗﻐري أو ﺗﻮﻗﻊ اﻟﻔﻨﺎء« ﺗﻘﻮدﻧﺎ إﱃ اﻟﺘﺴﺎؤل ﺣﻮل اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﻛﺜﺮة اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺘﻐﻴري، إن ﻟﻠﺘﻐﻴري ﻣﺰاﻳﺎ ﻋﺪة، ﺗﻘﻒ ﻋﲆ رأﺳﻬﺎ إﻋﺎدة إﺣﻴﺎء اﻟﻄﺎﻗﺔ املﺤﺮﻛﺔ ملﻮارد املﻨﺸﺄة«.

إذا، ﰲ اﻋﺘﻘﺎدي أﻧﻪ ﺑﻌﺪ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار ﺑﺎﻟﺘﻐﻴري، ﻓﺈن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺮار ﰲ املﺠﻠﺲ، رأى أن اﻟﺘﻐﻴري اﻟﺬي ﻟﻦ ﻳﻌﻴﺪ إﺣﻴﺎء اﻟﻄﺎﻗﺔ داﺧﻞ اﻟﻮزارة ﻟﻴﺤﺮﻛﻬﺎ، ﻟﺘﺴري ﺑﺎﻟﺘﻮازي ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻮزارات واملﺼﺎﻟﺢ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻄﻮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻤﻴﺰ ﻋﲆ ﺧﻂ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ،2030 ﻫﻮ ﺗﻐﻴري ﻟﻦ ﻳﻨﻔﻊ.

وﻟﺬﻟﻚ، ﺟﺎء اﻟﻘﺮار ﺑﺘﻌﻴني اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺎﺟﺪ اﻟﻘﺼﺒﻲ، رﻏﻢ اﺳﺘﻼﻣﻪ ﻣﻠﻒ اﻟﺘﺠﺎرة وﻋﺪدا ﻣﻦ املﻠﻔﺎت اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ اﻷﺧﺮى.

ﻛﻞ ذﻟﻚ، ﻟﻴُّﴪع ﻣﻦ ﻧﻘﻞ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮي، وﺑﺸﻜﻞ ﻣﻐﺎﻳﺮ ﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻌﻤﻞ داﺧﻞ وزارة اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ. وﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﻮزﻳﺮ ﰲ اﺗﺼﺎﻟﻪ، ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﺘﻜﺊ ﻗﻠﻴﻼ ﻋﲆ ﻣﺴﺎﻋﺪﻳﻪ ﰲ وزارة اﻟﺘﺠﺎرة، ﻟﻴﺘﻔﺮغ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻟﺘﻌﺪﻳﻞ املﺴﺎرات اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ.

ﰲ اﻷﺧري، ﻣﺎذا ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻋﺰﻳﺰي اﻟﻘﺎرئ ﻣﻦ ﻫﺬا املﻮﻗﻒ اﻹداري ﰲ أﺣﺪ أﻫﻢ اﻟﺒﻴﺌﺎت اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﰲ اﻟﺪوﻟﺔ؟

ﰲ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮي، أن اﻟﻔﺎﺋﺪة ﺗﻜﻤﻦ ﰲ أن أﻋﻤﺎﻟﻚ اﻹدارﻳﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻣﺮاﻗﺒﺔ، وﺑﺸﻜﻞ ﻣﻐﺎﻳﺮ ﻋﻦ اﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮﻳﻚ واملﴩﻓني ﻋﲆ ﻧﺘﺎﺋﺠﻚ، ﺧﺼﻮﺻﺎ إذا ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﻣﻮﻇﻔﻲ اﻹدارات املﺘﻮﺳﻄﺔ واﻹدارات اﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ.

وﻟﺬﻟﻚ، ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻬﻢ أﻋﻤﺎﻟﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ، ﺛﻢ ﺗﺤﺴني وﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﺘﺎﺋﺠﻚ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت املﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮﻳﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ.