ﻋﻨﴫﻳﺔ ﺗﺸﺎﺑﻪ اﻷﺳﻤﺎء

ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ اﻟﻄﻠﻴﺎن

ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎة اﻷﻣريﻛﻲ ﻣﺎﻟﻜﻮم أﻛﺲ ﺣﻴﺎة ذات ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ وﻣﺮﻳﺮة، ﻋﺎﻧﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺜريا ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻌﻨﴫﻳﺔ ﺿﺪ اﻟﺴﻮد ﰲ أﻣريﻛﺎ، وﻟﺪت ﻟﺪﻳﻪ اﻟﺒﻐﺾ واﻟﻜﺮه ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ وﺿﺪ اﻟﺒﻴﺾ، ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﺘﻘﺮون اﻟﺴﻮد ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري، وزاد ﻫﺬا اﻟﺒﻐﺾ ﻗﺘﻞ واﻟﺪه ﻋﲆ ﻳﺪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺾ، ﻓﺮاح ﻳﺪاﻓﻊ ﺑﺸﺪة ﻋﻦ اﻟﺴﻮد، وﻳﱪز ﺗﻤﻴﺰﻫﻢ ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺾ، وأﻧﻬﻢ أﺣﻖ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة.

وﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﺪﻓﺎع دﺧﻞ ﰲ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻋﺪة، ﺣﺘﻰ اﻫﺘﺪى إﱃ اﻹﺳﻼم وﺳﻤﻰ ﻧﻔﺴﻪ )ﻣﺎﻟﻚ ﺷﺒﺎز(، واﻋﺘﱪ أن اﻹﺳﻼم ﻫﻮ املﺨﻠﺺ ﻟﻮﺿﻊ اﻟﺴﻮد، واﻧﻀﻢ إﱃ ﺣﺮﻛﺔ أﻣﺔ اﻹﺳﻼم، وﺳﺎﻓﺮ إﱃ اﻟﺤﺞ، ﻓﺘﻐريت ﻧﻈﺮﺗﻪ إﱃ اﻟﺒﻴﺾ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪ ﰲ اﻟﺤﺞ أﻧﻪ ﻳﻀﻢ اﻟﺴﻮد واﻟﺒﻴﺾ ﻋﲆ ﺣﺪ ﺳﻮاء، ﻓﺪﻋﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ إﱃ اﻟﺘﻌﺎون ﺑني اﻟﺴﻮد واﻟﺒﻴﺾ.

ﻫﺬه ﻧﺒﺬة ﻣﺨﺘﴫة ﻋﻦ ﺣﻴﺎة ﻣﺎﻟﻜﻮم أﻛﺲ، اﻟﺬي أﺣﺐ أن أﺷري إﱃ ﳾء ﺑﺮز ﰲ اﺳﻤﻪ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﺤﻮرا ﰲ ﻛﻼﻣﻲ اﻟﺬي ﺳﻮف آﺗﻲ ﻋﲆ ذﻛﺮه.. ﻟﻘﺪ اﺗﺨﺬ ﻣﺎﻟﻜﻮم أﻛﺲ ﻫﺬا اﻻﺳﻢ ﻷﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺮﻳﺪ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ أﺳﻤﺎء اﻟﺒﻴﺾ، واﻟﺘﻤﻴﺰ ﻋﻨﻬﻢ، وﻛﻲ ﻻ ﻳﺘﺸﺎﺑﻪ ﻣﻊ أﺳﻤﺎﺋﻬﻢ.

ﺷﺪﻧﻲ ﻫﺬا إﱃ رﺑﻄﻪ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ اﻟﺬي ﻣﻨﻬﺠﻪ اﻹﺳﻼم اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﻪ ﺳﻴﺪ اﻟﺨﻠﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻣﻨﺬ 1400 ﺳﻨﺔ، ﻓﺄﺧﺮج اﻟﻌﺮب ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ واﻟﻈﻠﻤﺎت إﱃ اﻟﻨﻮر، وارﺗﻘﻰ ﺑﻬﻢ ﰲ اﻟﻘﻮل واﻟﺴﻠﻮك، إﻻ أن ﺑﻌﺾ اﻷﻣﻮر اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺑﻘﻴﺖ، وﻟﻢ ﺗﻨﺪﺛﺮ، وﻟﻘﺪ ذﻛﺮﻫﺎ اﻟﺮﺳﻮل -ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ- ﰲ ﻗﻮﻟﻪ )أرﺑﻊ ﰲ أﻣﺘﻲ ﻣﻦ أﻣﺮ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻻ ﻳﱰﻛﻮﻧﻬﻦ اﻟﻔﺨﺮ ﰲ اﻷﺣﺴﺎب، واﻟﻄﻌﻦ ﰲ اﻷﻧﺴﺎب، واﻻﺳﺘﺴﻘﺎء ﺑﺎﻟﻨﺠﻮم، واﻟﻨﻴﺎﺣﺔ(.

وﻣﺎ زاﻟﺖ آﺛﺎر ﻫﺬه اﻷﻣﻮر ﺑﺎﻗﻴﺔ إﱃ اﻵن، ﺗﻄﻔﻮ ﰲ اﻟﻌﻠﻦ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻦ ﺣﺪث أو ﻣﻮﻗﻒ، أو ﺗﻈﻞ ﰲ اﻟﺨﻔﺎء ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺑني أﻓﺮاد وﺟﻤﺎﻋﺎت، وﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ ﻫﺬا اﻟﺤﺪ، ﺑﻞ ﻳﺘﻌﺪاه إﱃ اﻟﻄﻌﻦ ﰲ اﻻﻧﺘﻤﺎء ﺣﺴﺐ اﻻﺳﻢ، ﻓﻨﺠﺪ أن ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺮﻓﺾ أو ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ املﻤﺰوﺟﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﺐ ملﻦ ﻳﺤﻤﻞ اﺳﻤﺎ ﻣﺸﺎﺑﻬﺎ ﻻﺳﻢ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ، وﻳﻨﻌﺘﻬﻢ ﺑﺄﻗﺬع اﻟﺼﻔﺎت واﻟﻨﻌﺮات اﻟﻌﻨﴫﻳﺔ املﻘﻴﺘﺔ، واﻟﺘﻲ ﺗﺪل ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺼﺐ اﻟﻘﺒﲇ اﻟﺠﺎﻫﲇ، ﻳﺴﺎرع أﺣﻴﺎﻧﺎ إﱃ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﰲ اﻻﺳﻢ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ اﻻﺳﻢ اﻷﺧري اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ، ﻛﻞ ﻫﺬا ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ اﻟﺒﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺪوﻧﻴﺔ واﻻزدراء.