اﻟﺒﻄﻮﻻت اﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﻹﻋﻼم اﻹﺧﻮﻧﺠﻴﺔ

Http://www.alwatan.com.sa/info/neqashat.htm opinion@alwatan.com.sa ﻓﺎﻛﺲ: 0172273756

ﻋﺪﻧﺎن ﻫﻮﺳﺎوي

ﻃﺮح اﻹﻋﻼم املﻤﺴﻮخ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺰال ﻳﺮزح ﺗﺤﺖ وﻃﺄة اﻟﻮﻫﻢ وأﺗﻮن اﻟﻈﻼم ﺑﻘﺎﻳﺎه املﻘﺰزة، ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ إﻋﻼن اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻜﺒري ﺑﻤﻴﺰاﻧﻴﺔ املﻤﻠﻜﺔ دون أدﻧﻰ وازع أﺧﻼﻗﻲ، ﻟﻴﻠﻔﻆ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻘﺎذورات ﻋﲆ ﻗﺎرﻋﺔ ﻣﺠﺎﻣﻴﻊ املﻐﺮدﻳﻦ وﻣﺴﺎﻣﻊ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﻔﺎﻗﺪة ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻷﺑﺴﻂ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي، ﺑﻌﺪ أن اﺿﻄﺮﺑﺖ ﻓﻴﻬﺎ املﻔﺎﻫﻴﻢ واﻟﱪاﻫني واﻟﺤﺠﺞ رﺟﺎء اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ املﺄزق واﻟﻨﻔﻖ املﻈﻠﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺒﻊ ﻓﻴﻪ دول اﻹﺧﻮﻧﺞ اﻟﺜﻼﺛﻲ اﻟﱰﻛﻲ واﻟﻔﺎرﳼ واﻟﻘﻄﺮي، وﻫﺬه اﻷﺧرية اﻟﺘﻲ ﻣﺎ اﻧﻔﻜﺖ ﺗُﺴّﻠﻢ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ املﺆاﻣﺮة ﺟﻠﺒﺎ ﻻﺳﺘﻌﻄﺎف اﻟﻌﻮام ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﻠﻤﻴﻊ ﺻﻮرﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻄﺨﺖ ﰲ ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ اﻻﻓﱰاءات واﻷﻛﺎذﻳﺐ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻟﴪﻳﺔ وﻗﻨﻮاﺗﻬﺎ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻣﺪﻓﻮﻋﺔ اﻷﺟﺮ واﻟﺜﻤﻦ.

إن اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺘﻮﺗﺮ واﻟﻘﻠﻖ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﻮﻟﺪ ﺗﴫﻓﺎت ﺷﺎذة ﺧﺎرﺟﺔ ﻋﻦ املﺄﻟﻮف، ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻤﺤﻮرت ﻫﺬه اﻟﺘﴫﻓﺎت ﰲ ﻋﻤﻖ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎت، وﻓﺤﻮى اﻟﺰﻻت واﻟﺸﻄﺤﺎت، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﻞ ﻣﺪﻗﻊ ﰲ اﺳﺘﻨﺒﺎط اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ املﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻮازن واﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ املﺎﻟﻴﺔ ﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻬﺎ وزﻧﻬﺎ اﻟﻌﺎملﻲ واﻟﻌﺮﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺪوﻳﻠﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺮف ﰲ املﻸ إﻻ ﺑﻌﺪ أن أﺛﺎرت اﻟﻨﻌﺮات وﺻﻨﻌﺖ اﻟﺨﻼﻓﺎت واﺧﺘﻠﻘﺖ اﻟﻨﺰاﻋﺎت ﺑني اﻹﺧﻮة واﻷﺷﻘﺎء.

إن املﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺎول اﻹﻋﻼم املﻤﺴﻮخ ﺗﺴﻄريﻫﺎ ﻫﻲ ﰲ ﺣﺪ ذاﺗﻬﺎ ﺧﺎﻃﺌﺔ، وﻏري ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ اﻟﺒﺘﺔ، وﻻ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﲆ ﺣﻘﻞ ﻣﻌﺮﰲ أو أﺳﺎﻧﻴﺪ ﻋﻠﻤﻴﺔ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ، ﻓﺄﻳﻦ اﻟﺜﺮى ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺜﺮﻳﺎ.

أن ﺗﺒﺬل ﻗﺼﺎرى ﺟﻬﺪك ﻻﺳﺘﻌﺮاض اﻟﺒﻄﻮﻻت اﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﻻﻗﺘﺼﺎد ﻣﺘﺪﻫﻮر وﻋﻤﻠﺔ ﻫﺸﺔ ﻋﱪ ﻣﺤﻄﺎت إﺧﺒﺎرﻳﺔ ﺑﻌﻴﺪة وﻏﺎﺋﺒﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ املﻨﻄﻘﻲ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي، ﻫﻮ ﺳﻠﻮك اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ اﻟﺬي ﻳﻠﻬﻰ ﺑﻪ اﻟﺼﺒﻴﺎن ﻟﺜﻨﻴﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﺒﻜﺎء، واﻻدﻋﺎءات اﻟﺰاﺋﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮوج ﻟﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ اﻧﺘﺼﺎرات ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ وﺑﻨﺴﺐ ﻋﺎﻟﻴﺔ، ﻫﻲ ﻣﺤﺾ ﻫﺮاء ﻻ وﺟﻮد ﻟﻬﺎ ﻋﲆ أرض اﻟﻮاﻗﻊ إﻻ ﻋﱪ ﻣﺤﻄﺎﺗﻬﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ أو ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹﻋﻼم املﺄﺟﻮر اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻲ ذﻟﻚ، دون أن ﻳﺤﱰم ـ ﺑﻜﻞ أﺳﻒ ـ اﻟﻌﻘﻮل اﻟﻔﺬة اﻟﺘﻲ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﻬﺎ ﺑﻼد املﻌﻤﻮرة، واﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺪرك اﻟﻔﺮق اﻟﺸﺎﺳﻊ ﺑني اﻟﻜﺒري واﻟﺼﻐري، وﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑني اﻟﻐﺚ واﻟﺴﻤني، واﻟﺼﺪق واﻟﻜﺬب.

وﻳﻜﻔﻲ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺮاع ﺣﺠﻢ اﻟﺨﱪاء اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﺴﻊ آﻓﺎﻗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻔﻄﻨﺔ واﻟﻜﻴﺎﺳﺔ وﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ، ﰲ املﻘﺎﺑﻞ وﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم، وﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺘﻨﻈري اﻟﺬي ﺗﻤﺎرﺳﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻨﻮات املﺄﺟﻮرة ﺗﺜﺒﺖ املﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻗﻮة ﻗﺮارﺗﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ وﻣﺘﺎﻧﺔ وﺻﻼﺑﺔ ﻣﺴﺎراﺗﻬﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ، ﻣﻦ واﻗﻊ ﻣﺸﺎﻫﺪ وﻣﻠﻤﻮس ملﻦ ﻳﻔﻬﻢ وﻳﺠﻴﺪ ﻓﻬﻢ اﻷرﻗﺎم، وﻟﻴﺲ ﻛﺘﻠﻚ اﻟﺒﻀﺎﻋﺔ اﻟﻜﺎﺳﺪة وﺑﺎﻟﻮﻧﺔ اﻟﻬﻮاء اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺘﻼﳽ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﻛﻔﻘﺎﻋﺔ اﻟﺼﺎﺑﻮن.

املﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﻠﻨﺖ أﺧريا ﺗﺆﻛﺪ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺪع ﻣﺠﺎﻻ ﻟﻠﺸﻚ ﺑﺎﻛﻮرة ﺳﻴﺎﺳﺔ املﻤﻠﻜﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم واﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺠﺎرﻳﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ أﺣﺪ.

ﻟﻸرﻗﺎم ﺣﻜﺎﻳﺔ وﻗﺼﺺ أﺧﺮى ﺗﻌﻜﺴﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺑﺎﺗﺖ أﻗﺮب ﻣﻦ أي وﻗﺖ ﻣﴣ.. ﻟﻘﺪ رﻓﻌﻨﺎ اﻟﺒﻨﻴﺎن وﺷﻴﺪﻧﺎ اﻟﴫوح إﻛﻤﺎﻻ ﻟﻠﻤﺴرية.