آﺧﺮ أﻳﺎم ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ اﻟﻌﻈﻤﻰ

ﻗﺎﻟﻮا ﻋﻦ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻳﻮﻧﻴﻮ 1944 إﻧﻪ ﻛﺎن آﺧﺮ أﻳﺎم ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ اﻟﻌﻈﻤﻰ.

أملﺎﻧﻴﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﺣﻜﻢ املﻨﺘﻬﻴﺔ ﺗﺤﺖ اﻟﻨﺎزﻳني وزﻋﻴﻤﻬﻢ أدوﻟﻒ ﻫﺘﻠﺮ، وﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﺤﺘﻠﺔ وروﺳﻴﺎ ﰲ ﺻﻌﻮد ﺻﺎروﺧﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﻘﻤﺔ املﺸﱰﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة. أﻣﺎ ﺑﻘﻴﺔ دول أوروﺑﺎ واﻟﴩق وإﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻓﻜﺎﻧﺖ إﻣﺎ ﻣﺴﺘﻌﻤﺮات أو ﺿﻤﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﻔﻮذ.

وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻧﻮرﻣﺎﻧﺪي ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﺠﻨﻮب ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻼل اﻷملﺎﻧﻲ ﻛﺎﻧﺖ وﺳﺘﻈﻞ واﺣﺪة ﻣﻦ أﻫﻢ املﻌﺎرك ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ. ورﺑﻤﺎ اﻷﺿﺨﻢ ﻷﻧﻬﺎ وﻗﻌﺖ دﻓﻌﺔ واﺣﺪة ﰲ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﺤﺪد، وواﺻﻞ ﻣﺌﺎت اﻷﻟﻮف ﻣﻦ اﻟﺠﻨﻮد زﺣﻔﻬﻢ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ إﻻ ﺑﺴﻘﻮط ﺑﺮﻟني ﻧﻔﺴﻬﺎ. اﻷرﻗﺎم واﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺪرس ﰲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﺗﻜﺎد ﺗﺬﻫﺐ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﻛﻤﺎ ﴎدﻫﺎ املﺆرﺧﻮن ﻋﻨﺪ اﻻﺣﺘﻔﺎل ﺑﺎﻟﺬﻛﺮى اﻟـ56 ﻟﻴﻮم اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ، ﺑﺤﻀﻮر اﻟﺮﺋﻴﺲ أوﺑﺎﻣﺎ، واﻷﻣري ﺷﺎرل وﱄ ﻋﻬﺪ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، اﻟﺬي ﻣﺜﻞ ﺑﻼده اﻟﺘﻲ ﻟﻌﺒﺖ اﻟﺪور اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻊ أﻣريﻛﺎ ﰲ ﻧﻮرﻣﺎﻧﺪي املﻮاﺟﻬﺔ ﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﻋﱪ ﺑﺤﺮ املﺎﻧﺶ أو ﺑﺤﺮ اﻟﺸﻤﺎل. ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎل إن ﻣﻌﺮﻛﺔ أو ﻣﻌﺎرك ﺗﺤﺮﻳﺮ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻼل اﻟﻨﺎزي ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺳﺘﺎﻟﻨﺠﺮاد اﻟﺘﻲ اﻧﺘﴫ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺮوس ﺿﺪ اﻟﻐﺰاة اﻷملﺎن ﻗﺒﻞ ﻧﻮرﻣﺎﻧﺪي، وآﺧﺮ ﻫﺠﻮم ﻛﺒري ﺷﻨﻪ اﻷملﺎن ﺿﺪ اﻟﺠﻴﺶ اﻷﻣريﻛﻲ ﰲ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻷردﻳﻦ ﰲ ﻫﻮﻟﻨﺪا ﻗﺘﻠﻮا ﻓﻴﻬﺎ 75 أﻟﻒ أﻣريﻛﻲ. وﻣﻊ ذﻟﻚ اﺳﺘﻤﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺤﻴﻲ ذﻛﺮى ﻧﻮرﻣﺎﻧﺪي ﻟﻬﻮل أرﻗﺎﻣﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﰲ اﻷذﻫﺎن ﻣﻨﺬ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎملﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﺣﺘﻰ إﻧﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮا إﻧﻬﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﻜﺮر، ﺳﻴﻤﺎ وﻗﺪ اﺷﺘﻌﻠﺖ ﰲ اﻟﺴﻨﺔ اﻷﺧرية ﻟﻠﺤﺮب اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ، ﺣﺘﻰ إن ﻫﻴﺌﺔ اﻹذاﻋﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺑﻲ. ﺑﻲ. ﳼ. اﺳﺘﻌﺎﻧﺖ ﺑﺎملﺆرخ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﺑﻴﱰ ﻛﺎدﻳﻚ أداﻣﺰ ﻟﺘﺒﺴﻴﻄﻬﺎ ﻟﻠﻤﺴﺘﻤﻊ واملﺸﺎﻫﺪ واﻟﻘﺎرئ، وﺗﻘﺮﻳﺒﻬﺎ إﱃ اﻷذﻫﺎن، ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ وﻻ ﺗﺰال ﻣﻦ أﻋﺠﺐ ﻣﻌﺎرك اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم إذا ﻗﺎرﻧﺘﻬﺎ ﺑﻤﻌﺎرك أﺧﺮى، ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺮب اﻟﺴﻮﻳﺲ ﻋﺎم 1956 اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﻃﺄت ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﻊ ﻓﺮﻧﺴﺎ وإﴎاﺋﻴﻞ ﻟﴬب ﻣﴫ، أو ﻣﺎ ﻳﺤﺪث أﻣﺎﻣﻨﺎ ﰲ اﻟﻌﺮاق وأﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن أو ﻗﺒﻠﻬﻤﺎ ﻓﻴﺘﻨﺎم، ﺳﺘﻈﻞ ﻧﻮرﻣﺎﻧﺪي ﺗﺬﻫﻞ وﺗﺸﺪ اﻹﻋﺠﺎب واﻹﺷﻔﺎق ﻣﻌﺎ. ﻓﻬﻲ أوﻻ ﻣﻌﺠﺰة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ دون أدﻧﻰ ﺷﻚ ﻟﻸﺳﺒﺎب اﻵﺗﻴﺔ:

ﰲ اﻟﻴﻮم اﻷول ﺣﻤﻠﺖ 17 أﻟﻒ ﺳﻔﻴﻨﺔ، ﻣﻨﻬﺎ 1200 ﺣﺮﺑﻴﺔ، ﻣﺌﺘﻲ أﻟﻒ ﻋﻨﴫ ﻋﺴﻜﺮي ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺮﺗﺐ، واﺳﺘﺨﺪم أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 4 آﻻف ﻗﺎرب إﻧﺰال ﻗﻮات، وأﻟﻒ ﻹﻧﺰال اﻟﺪﺑﺎﺑﺎت. وﺑﻨﻬﺎﻳﺔ اﻟﻴﻮم ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻮات اﻟﺤﻠﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﻋﴩات اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت ﻗﺪ أﻧﺰﻟﺖ 130 أﻟﻒ ﺟﻨﺪي وﺟﻨﺪﻳﺔ و02 أﻟﻒ ﻣﺪرﻋﺔ. ﻫﺬه اﻷرﻗﺎم ﻣﺨﻴﻔﺔ ﺣﺘﻰ ﰲ اﻟﻌﴫ اﻟﺤﺎﱄ وﻻ أﻣريﻛﺎ وﻻ روﺳﻴﺎ ﻗﺎدرﺗﺎن ﻋﲆ ﺣﺸﺪ ﻧﺴﺒﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﴐ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ آﻻف اﻟﺠﻨﻮد اﻟﻬﺎﺑﻄني ﺑﺎملﻈﻼت وﺳﻂ املﻌﻤﻌﺔ وﺧﻠﻒ ﺧﻄﻮط اﻷملﺎن، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 10 آﻻف ﻃﺎﺋﺮة ﺗﻘﻮم ﺑﻮاﺟﺒﺎﺗﻬﺎ ﰲ ﺗﺪﻣري ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺮاه ﺗﺤﺘﻬﺎ، وﺗﺘﻜﺒﺪ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻓﺎدﺣﺔ ﰲ ﻏﻀﻮن ذﻟﻚ.

وﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﺬﻛﺮ اﻟﺪارس اﻟﻴﻮم أن اﻷملﺎن ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻤﺘﻠﻜﻮن ﺧﻼل اﻟﺤﺮب واﺣﺪا ﻣﻦ أﻋﻈﻢ ﺟﻴﻮش اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺣﺘﻰ إﻧﻬﻢ اﺣﺘﻠﻮا ﻓﺮﻧﺴﺎ ﰲ 18 ﻳﻮﻣﺎ، ووﺻﻠﻮا إﱃ أﺑﻮاب ﺳﺘﺎﻟﻨﺠﺮاد ﰲ ﻗﻠﺐ روﺳﻴﺎ ﰲ أﺳﺎﺑﻴﻊ، ودﻗﻮا أﺑﻮاب اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ. ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ اﻟﺸﻮﻛﺔ ﺧﻼل ﺣﺮب ﻋﺎملﻴﺔ اﺳﺘﻤﺮت ﻣﻦ 1940 إﱃ ،1944 وﻟﻮﻻ ﻧﻮرﻣﺎﻧﺪي وﻗﺒﻠﻬﺎ ﻫﺰﻳﻤﺘﻬﻢ ﰲ روﺳﻴﺎ ﻟﻜﺎن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻴﻮم. وﻟﻌﻞ ذﻟﻚ ﻫﻮ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻨﺎزي ﺑﻘﻴﺎدة ﻫﺘﻠﺮ، ﻛﻤﺎ وﺻﻔﻪ ﺧﺼﻮﻣﻪ أﻳﻀﺎ، أﻋﻈﻢ ﻗﻮات ﻧﻈﺎﻣﻴﺔ ﻋﺮﻓﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻇﻬﻮر اﻟﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة وروﺳﻴﺎ ﻣﻌﺎ ﰲ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻪ واﻟﺘﻌﺠﻴﻞ ﺑﺘﺪﻣريه، وﻟﻮ أن ذﻟﻚ اﺳﺘﻐﺮق ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺘني وﻣﻌﻬﻢ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات وﻛﻠﻒ ﻣﻼﻳني اﻷرواح أﻛﺜﺮﻫﻢ ﰲ روﺳﻴﺎ.

وﻳﻌﱰف املﺆرﺧﻮن اﻷوروﺑﻴﻮن واﻷﻣريﻛﻴﻮن اﻟﻴﻮم أن اﻟﺠﻬﺪ اﻟﺮوﳼ ﺿﺪ اﻟﻐﺰو اﻷملﺎﻧﻲ واﻟﺘﻀﺤﻴﺎت اﻟﺠﺴﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﻛﻠﻪ ﻛﺎن ﻟﻪ أﻋﻈﻢ اﻷﺛﺮ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﰲ إﺿﻌﺎف اﻟﺠﱪوت اﻷملﺎﻧﻲ واﺳﺘﻨﺰاﻓﻪ ﰲ اﻷراﴈ اﻟﺮوﺳﻴﺔ أوﻻ ﺛﻢ ﰲ ﺑﻘﻴﺔ أوروﺑﺎ وداﺧﻞ أملﺎﻧﻴﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﺮﻟني. وﺑﺤﺜﻮا ﻋﻦ ﺟﺜﺔ ﻫﺘﻠﺮ وﻋﺸﻴﻘﺘﻪ إﻳﻔﺎ ﺑﺮاون اﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪ ﻗﺮاﻧﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺘﺤﺮا ﰲ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻘﻊ اﻟﺰﻋﻴﻢ ﰲ أﻳﺪي اﻟﺮوس أﻟﺪ أﻋﺪاﺋﻪ. ﻳﻈﻞ اﻟﺴﺆال املﻬﻢ اﻟﺬي ﻳﺸﻜﻞ ﺻﻠﺐ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎملﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، وﻫﻮ ملﺎذا ﻛﻞ ذﻟﻚ. أرﺑﻌﻮن ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﲆ اﻟﺮوس واﻷملﺎن، وﺗﺪﻣري ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺪن أوروﺑﺎ وﺳﻘﻮط إﻣﱪاﻃﻮرﻳﺎت -ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ وﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﺬات- واﻧﺘﺸﺎر اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر اﻟﺮوﳼ ﰲ أوروﺑﺎ أرﺑﻌني ﻋﺎﻣﺎ، ﺣﺘﻰ وﺻﻮل ﺟﻮرﺑﺎﺗﺸﻮف واﻋﱰاﻓﻪ ﺑﺴﻴﺎدة ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎن ﺗﺤﺖ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ، وﺗﺪﻫﻮر اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎملﻲ. أﻫﻢ اﻷﺳﺒﺎب ﻛﺎن اﻟﴫاع اﻹﻣﱪﻳﺎﱄ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑني أملﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى، ﻟﻜﻦ اﻟﺬي ﺣﺪث ﻫﻮ ﺳﻘﻮط اﻹﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ واﺳﺘﻘﻼل ﻣﻌﻈﻢ املﺴﺘﻌﻤﺮات اﻷﺧﺮى، وﺑﺮوز روﺳﻴﺎ وأﻣريﻛﺎ ﻛﺄﻫﻢ دوﻟﺘني ﰲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، واﺳﺘﻌﺒﺎد روﺳﻴﺎ ﺑﺎﻟﺬات ملﻌﻈﻢ أوروﺑﺎ، وأﻣريﻛﺎ ﻟﻠﻴﺎﺑﺎن ﻛﺠﺎﺋﺰﺗﻬﺎ اﻟﻜﱪى اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺈﻋﺎدة ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ واﺣﺘﻼﻟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا.

وﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ دروﺳﺎ ﻣﻦ ﻓﺮض اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮة وﻣﺤﺎوﻟﺔ إﻋﺎدة ﻋﻘﺎرب اﻟﺴﺎﻋﺔ، ﻫﻞ اﺳﺘﻔﺎد ﺟﻮرج ﺑﻮش أو ﺻﺪام ﺣﺴني ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺟﻮزﻳﻒ ﺳﺘﺎﻟني وﻫﺘﻠﺮ أو أﻧﺘﻮﻧﻲ إﻳﺪن ﻋﻨﺪ ﻗﺮاره ﻏﺰو ﻣﴫ ﻣﻊ ﻓﺮﻧﺴﺎ وإﴎاﺋﻴﻞ ﻋﺎم ؟1956 ﺻﻤﺪت أﻣريﻛﺎ ﺿﺪ اﻟﻌﺪوان اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺎﻋﺪت إﴎاﺋﻴﻞ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﰲ ﺣﺮب 1973 ملﻘﺎوﻣﺔ املﺤﺎوﻻت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺳﻴﻨﺎء واﻟﺠﻮﻻن، ﺛﻢ ارﺗﻜﺒﺖ واﺣﺪة ﻣﻦ أﻛﱪ ﺣﻤﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﺑﻐﺰو اﻟﻌﺮاق.

أﻣﺎ إﴎاﺋﻴﻞ ﻓﻠﻢ ﺗﺘﻌﻠﻢ درﺳﺎ واﺣﺪا ﻣﻤﺎ ﺗﻘﺪم وﺗﻮاﺻﻞ اﺣﺘﻼل ﻓﻠﺴﻄني واﻟﺠﻮﻻن وأﺟﺰاء ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن، وﺗﺘﻮﻏﻞ ﰲ اﻟﻌﺮاق وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻨﻮي اﻟﺒﻘﺎء ﰲ اﻷراﴈ املﺤﺘﻠﺔ إﱃ اﻷﺑﺪ، وﻟﻮ ﻧﻈﺮت إﱃ اﻟﻮراء ﻗﻠﻴﻼ ﻟﺮأت أن ﻛﺎﻓﺔ املﺴﺘﻌﻤﺮات ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻗﺪ ﺗﻼﺷﺖ، وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ أﻛﺜﺮ ﺣّﻈﺎً ﻣﻦ ﻏريﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ ﻻﻛﺘﻔﺖ ﺑﺒﻌﺾ اﻷراﴈ املﺤﺘﻠﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﺪوﱄ ﻟﻔﻠﺴﻄني ﻋﺎم .1948

ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻼ ﺣﺪود