اﻟﻐﺰل ﻇﺎﻫﺮة ﺧﻠﻘﻴﺔ ﺳﻴﺌﺔ

اﻗﱰﺣﺖ ﻋﲇ اﻟﻔﺘﺎة )دﻻل ع.م( ﻣﻦ اﻟﺮﻳﺎض ﰲ رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﻧﴩﻧﺎﻫﺎ ﰲ اﻟﻌﺪد (50) ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﺼﺎدر ﻳﻮم 12 ﻣﺤﺮم 86 ﻫـ، أن أوﺟﻪ )ﻛﻠﻤﺔ ﺣﻖ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻠﻨﺴﺎء ﰲ اﻷﺳﻮاق، وﻳﺘﻬﺠﻤﻮن ﻋﻠﻴﻬﻦ ﺑﻜﻠﻤﺎت ﻧﺎﺑﻴﺔ ﺗﻨﻢ ﻋﻦ اﻟﺨﺴﺔ واﻟﺪﻧﺎءة( وﺗﻘﻮل: )ملﺎذا ﻻ ﺗﻠﻔﺘﻮن ﻧﻈﺮ وﻻة اﻷﻣﺮ إﱃ ذﻟﻚ؟ إﻧﻪ ملﻨﻈﺮ ﻣﺆذ، ﻣﻨﻈﺮ ﻫﺆﻻء اﻟﺮﺟﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺴﻜﻌﻮن ﰲ اﻷﺳﻮاق ﻳﻤﻴﻨﺎ وﺷﻤﺎﻻ، ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻮن ﻣﻦ اﻟﻠﻪ وﻻ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ.. إﻟﺦ، وﻗﺪ وﻋﺪت اﻷﺧﺖ )دﻻل ع.م( أن أﺣﻘﻖ رﻏﺒﺘﻬﺎ، وأﻛﺘﺐ ﰲ املﻮﺿﻮع اﻟﺬي أﺷﺎرت إﻟﻴﻪ ﻣﺸﻜﻮرة.

وﻗﺪ ﺳﺎرع اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﻔﺎﺿﻞ أﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻤﺎل، ﻓﻜﺘﺐ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﻣﻮﻓﻘﺎ ﻋﲆ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ املﺬﻛﻮرة، ﻧﴩه ﰲ اﻟﺰﻣﻴﻠﺔ )ﻋﻜﺎظ( ﻳﻮم 26 ﻣﺤﺮم 68ﻫـ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮاﻧﻪ اﻟﺜﺎﺑﺖ )وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ(، ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ أن أﻛﺘﻔﻲ ﺑﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻴﻪ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻋﻼﺟﺎ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع ﻟﻮﻻ أﻧﻨﻲ وﻋﺪت اﻟﻔﺘﺎة دﻻل ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ رﻏﺒﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺣﻮﻟﻪ، وﻫﻨﺎ أﻧﺎ أﺣﺎول اﻟﻮﻓﺎء ﺑﻮﻋﺪي، ﻓﺄﻗﻮل ﻟﻠﻔﺘﺎة اﻟﻐﻴﻮرة: -1 إن اﻟﺮﺟﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺸريﻳﻦ

إﻟﻴﻬﻢ ﰲ رﺳﺎﻟﺘﻚ ﻟﻴﺴﻮا رﺟﺎﻻ ﺑﺎملﻌﻨﻰ اﻟﺼﺤﻴﺢ، أﻣﺎ اﻟﺮﺟﻮﻟﺔ اﻟﺤﻘﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻬﺎ اﻟﺪﻧﺎءة واﻟﺨﺴﺔ واﻻﺑﺘﺬال وﻗﻠﺔ اﻟﺬوق واﻷدب، ﻓﻬﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺴﻜﻌﻮن ﰲ اﻷﺳﻮاق وأﻣﺎم املﻌﺎرض واملﺘﺎﺟﺮ، ﻟﻠﻨﻈﺮ واﻟﺘﻄﻠﻊ إﱃ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﺬاﻫﺒﺎت اﻵﻳﺒﺎت وإﻃﻼق اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺒﺬﻳﺌﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺎﻣﻌﻬﻦ، ﻫﺆﻻء ﻟﻴﺴﻮا رﺟﺎﻻ، ﺑﻞ ﻫﻢ أﻧﺼﺎف رﺟﺎل، وﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا رﺟﺎﻻ ﻟﺤﺎﻓﻈﻮا ﻋﲆ ﴍﻓﻬﻢ وﺳﻤﻌﺘﻬﻢ أن ﺗﻠﻄﺦ ﺑﺎﻟﻮﺣﻞ. -2 ﺛﻢ إن ﻛﺜريا ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻼﺗﻲ ﻳﺬرﻋﻦ اﻷﺳﻮاق واﻟﺸﻮارع ﺟﻴﺌﺔ وذﻫﺎﺑﺎ ﻫﻦ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ أﻧﺼﺎف اﻟﻨﺴﺎء ﻋﲆ ﺻﻨﻔني: ﺻﻨﻒ ﻳﺨﺮﺟﻦ ﻛﺎﺳﻴﺎت ﻋﺎرﻳﺎت ﻳﻌﺮﺿﻦ ﻣﻔﺎﺗﻨﻬﻦ أﻣﺎم ذﺋﺎب ﺟﺎﺋﻌﺔ ﻣﺴﻌﻮرة.

أﻣﺎ اﻟﺼﻨﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻤﺘﺤﺠﺒﺎت، وﻟﻜﻦ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺠﻌﻞ اﻻﻓﺘﺘﺎن ﺑﻬﻦ ﻛﺎﻻﻓﺘﺘﺎن ﺑﺎﻟﺴﺎﻓﺮات أو أﻋﻈﻢ، ﻓﺎﻟﻌﺒﺎءة ﺗﺼﺒﺢ – ﺑﻘﺪرة ﻗﺎدر – ﻋﲆ اﻟﻜﺘﻔني ووﺳﻂ اﻟﺒﻄﻦ، ﺗﺘﺪﺣﺮج ﻣﻦ أﺳﻔﻞ إﱃ ﻓﻮق، رﺑﻤﺎ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺸﻮق إﱃ زﻳﺎرة اﻟﺴﻮق، واﻟﺼﺪر واﻟﺨﴫ ﻣﺤﺰوﻗﺎن واﻟﻨﻬﺪان ﺑﺎرزان، و .... إﻟﺦ.

إن ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﴫف اﻟﺸﺎﺋﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺴﺎء ﻳﻐﺮي – دون ﺷﻚ – ذوي اﻟﻨﻔﻮس اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ وذوي اﻹﻳﻤﺎن املﻬﺰوز ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل ﺑﻤﻼﺣﻘﺘﻬﻦ وﻣﻐﺎزﻟﺘﻬﻦ، وﻗﺪ ﻳﻼﺣﻘﻮن اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ أﻧﻬﻦ ﻃﺎﻟﺤﺎت. -3 أرى أن ﻋﻼج ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﺨﻠﻘﻴﺔ اﻟﺴﻴﺌﺔ ﻻ ﻳﻜﻮن إﻻ ﺑﻮﻗﻔﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﻣﻦ وﻻة اﻷﻣﺮ ﺗﻠﺰم ﻛﻼ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺴني ﺑﺎﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ ﻣﻈﺎن اﻟﺸﺒﻪ واﻟﺮﻳﺐ واﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺎﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺤﻤﻴﺪة، وﻟﺘﺴﺘﱰ املﺮأة أﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ إذا أرادت اﻟﺨﺮوج ﻟﻠﺸﺎرع، ﺗﺴﱰا ﻻ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻔﻀﻮل )اﻟﺬﺋﺎب( اﻟﺒﴩﻳﺔ وﺻﻔﺎﻗﺔ اﻟﺤﻤﻘﻰ ورﻗﺎﻋﺔ

املﻨﺤﺮﻓني. وﻟﻌﻠﻪ ﻻ ﻳﺠﺪي ﰲ ﻋﻼج ﻫﺬه املﺸﻜﻠﺔ اﻟﻜﻼم ﻓﻘﻂ )ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ درة ﻣﺜﻞ درة »ﻋﻤﺮ«، رﴈ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﺗﴬب رؤوﺳﻬﻢ، وﺗﻜﺒﺢ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ(، ﻛﻤﺎ ﻗﺎل واﻗﱰح اﻷﺳﺘﺎذ أﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻤﺎل، وﻟﻜﻦ ﱄ ﺗﺤﻔﻆ ﻋﲆ اﻗﱰاح اﻷﺳﺘﺎذ أﺣﻤﺪ ﻫﺬا ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل )اﻟﺪرة(، ﻓﺄﻧﺎ أؤﻳﺪ اﻗﱰاﺣﻪ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪرة ﰲ ﻳﺪ ﻣﻦ ﻳﺤﺴﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ، أﻣﺎ أن ﺗﻜﻮن ﰲ ﻳﺪ ﻣﻦ ﺷﺎء وﻣﺘﻰ ﺷﺎء، ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن ﴐرﻫﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﻌﻬﺎ.

واﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮل اﻟﺤﻖ، وﻫﻮ ﻳﻬﺪي اﻟﺴﺒﻴﻞ.

* ﻣﻦ اﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺎت ﺟﺮﻳﺪة اﻟﺪﻋﻮة »ﺑﻘﻠﻢ رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ« 1965