ﻧﻘﺪ ﻻﺋﺤﺔ اﻻﻧﻀﺒﺎط واﻷﺧﻼق ﻻﺗﺤﺎد ﻛﺮة اﻟﻘﺪم اﻟﺴﻌﻮدي

اﻟﻠﺠﺎن اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﻴﻮم ﺑﻘﺮاراﺗﻬﺎ املﺜرية ﻟﻠﺠﺪل ﺗﺘﺼﺪر املﺸﻬﺪ، وﺗﺘﺒﺎﻳﻦ أﺣﻜﺎﻣﻬﺎ وﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ ﻷﺳﺒﺎب ﻋﺪﻳﺪة ﻗﺪ ﻻ ﻳﺴﻌﻨﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻫﺎﻫﻨﺎ، ﻟﻜﻦ ﻟﻨﺒﺪأ ﺑﻨﻘﺪ ﻻﺋﺤﺔ اﻻﻧﻀﺒﺎط واﻷﺧﻼق، ﻓﻘﺪ ورد ﺑﺎملﺎدة 50 املﻌﻨﻮﻧﺔ ﺑﺎﻹﺳﺎءة اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ، ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻹﺳﺎءة اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ، دوﻧﻤﺎ ﺗﻌﺮﻳﻒ ملﺪى وﺣﺪود ﺗﻠﻚ اﻹﺳﺎءة ودون ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ اﺗﺴﺎع ﺗﺠﺮﻳﻢ اﻹﺳﺎءة ﻛﻤﺎ وﻧﻮﻋﺎ، وﻫﺬه ﺳﻠﻄﺔ ﻓﻀﻔﺎﺿﺔ واﺳﻌﺔ ﺟﺪا، وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻳﺘﻨﺎﰱ ذﻟﻚ ﻣﻊ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺪاﻟﺔ وﻗﻮاﻧني »ﻓﻴﻔﺎ«، ﻓﻠﻮ ﻗﺪم أﺣﺪﻫﻢ اﺣﺘﺠﺎﺟﺎ ﻓﻘﺪ ﻳﺘﻢ ﺗﺠﻤﻴﺪ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻌﻮدي، ﻛﻤﺎ أن اﻟﻠﺠﺎن اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻫﺬا ﻣﻨﻮط اﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ ﻻ اﺧﺘﺼﺎص اﻟﻠﺠﺎن اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ. ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺸري املﺎدة 54 إﱃ اﻻﻋﺘﺪاء ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺠﻬﻮﱄ اﻟﻬﻮﻳﺔ، وﻫﺆﻻء إن ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ ﻓﻴﺘﻢ ﻋﻘﺎب اﻟﻨﺎدي اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻴﻪ!! ﻣﺎذا ﻋﻦ ﻣﺠﻬﻮل ﻫﻮﻳﺔ ﻳﺮﺗﺪي زي ﻓﺮﻳﻖ آﺧﺮ ﻏري اﻟﺬي ﻳﺸﺠﻌﻪ! ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺎملﺎدة 63 ﺗﺸري إﱃ أﻧﻪ ﻳﺘﻢ إﻳﻘﺎع ﻋﻘﻮﺑﺎت ﰲ ﺣﺎل ﺗﺄﺧﺮ اﻟﻨﻮادي ﻋﻦ اﻟﻠﻘﺎءات واملﺆﺗﻤﺮات اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ، وﻛﺄن املﺆﺗﻤﺮ اﻹﻋﻼﻣﻲ إﺟﺒﺎر ﻻ ﺧﻴﺎر! ﺗﺸري املﺎدة 68 إﱃ أن أي ﺷﺨﺺ ﻳﺪﺧﻦ داﺧﻞ املﻠﻌﺐ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﻗﺪرﻫﺎ ﻋﴩون أﻟﻒ رﻳﺎل! أﻻ ﺗﺮون ﻣﺎ أرى ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻫﺬه اﻟﻼﺋﺤﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻻ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ وﻻ ﺑﻌﻴﺪ وﻻ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻳﻨﻔﺬه! ﺗﻮﺳﻊ ﺗﺎم ﰲ اﻟﺘﺠﺮﻳﻢ ﰲ ﻗﺎﻧﻮن ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺘﺤﲆ ﺑﺎﻟﺮوح اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻻ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ، ﺑﻞ ﰲ املﺎدة 69 ﺣﺘﻰ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﺳﺘﻼم اﻟﺠﻮاﺋﺰ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻨﺎدي ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻘﻮﺑﺔ! ﺣﺘﻰ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﺒﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟني ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺣﺴﺐ املﺎدة .71 ﻣﻦ اﻟﻜﻮارث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ أﺷﺎرت املﺎدة 75 إﱃ اﻟﺘﺰﻳﻴﻒ واﻟﺘﺰوﻳﺮ، وﻫﺬا ﺗﺪﺧﻞ ﺻﺎرخ ﰲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﺰاﺋﻲ ﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﻟﺘﺰوﻳﺮ، واملﺎدة 75 ﻟﻢ ﺗﻔﺮق ﺑني اﻟﺘﺰوﻳﺮ واﻟﺘﺰﻳﻴﻒ، وﻟﻢ ﺗﻌﻂ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎ، ﻓﺎﻟﺘﺰﻳﻴﻒ ﻳﻜﻮن ﰲ اﻟﻨﻘﻮد وﻣﺎ ﻳﻌﺎﻣﻞ ﺑﻤﺜﺎﺑﺘﻬﺎ، واﻟﺘﺰوﻳﺮ ﻳﻜﻮن ﰲ املﺴﺘﻨﺪات، ذﻛﺮت املﺎدة 76 اﻟﺘﺄﺛري ﻏري املﴩوع ﻋﲆ ﻧﺘﺎﺋﺞ املﺒﺎرﻳﺎت واملﺴﺎﺑﻘﺎت، وذﻟﻚ ﺑﻔﻌﻞ أو ﺗﺮك ﻓﻌﻞ، وﻫﻞ ﻳﻌﺮف أﺣﺪ ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺘﺄﺛري ﻏري املﴩوع؟ أﻧﺎ ﻻ أﻋﺮف! ﺛﻐﺮات ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻛﻬﺬه ﻳﺘﺴﻠﻞ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻔﺴﺎد ﺗﺴﻠﻼ واﺿﺤﺎ ﻻ ﻳﻜﺸﻔﻪ أي ﺣﻜﻢ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﺑﺮاﻋﺘﻪ وﺧﱪﺗﻪ. املﺎدة 77 واﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻔﺴﺎد، ﻓﺎﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﺴﺒﻊ، وﺳﺒﻌﺔ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺟﻴﺪا!

ﻋﲆ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ، ﻫﻞ اﻟﻠﺠﺎن اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻓﻌﻼ؟ ﻫﻞ ﻫﻨﺎك ﺗﻌﺎرض ﻣﺼﺎﻟﺢ ﰲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ؟ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ وﺿﻊ آﻟﻴﺔ ﺗﺮﺷﻴﺢ ﻣﺤﱰﻣﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﻠﺠﺎن اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻳﺮاﻋﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺨﺼﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺮﻳﺎﴈ، ﰲ ﺣني أن ﻣﻌﻈﻢ أﻋﻀﺎء ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺠﺎن ﻟﻴﺴﻮا ﻛﺬﻟﻚ، ﻛﺬﻟﻚ إﻋﻼن ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺮص وﻻ ﺗﻜﻮن ﺑني اﻷدراج وﻟﻠﺤﺒﺎﻳﺐ. اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻻﺑﺘﻌﺎث ﻟﺘﺨﺼﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺮﻳﺎﴈ، وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻻﺋﺤﺔ اﻻﻧﻀﺒﺎط واﻷﺧﻼق واﻟﺴﺆال اﻟﺤﺎﺳﻢ ﻣﺘﻰ ﺗﻤﺖ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﻼﺋﺤﺔ وﺗﺤﺪﻳﺜﻬﺎ؟ ﺗﺸري املﺎدة 33 إﱃ أﻧﻪ ﻳﺠﻮز اﻟﺠﻤﻊ ﺑني اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت، وﻫﻜﺬا اﻟﻨﺺ ﻋﲆ إﻃﻼﻗﻪ دون ﻗﻴﻮد!