ﺗﻘﺼﲑﻧﺎ ﻛﺈﻋﻼﻣﻴﲔ ﺗﺠﺎه ﻫﺬه اﻵﻓﺔ
ﰲ وﻗﻮﻓﻨﺎ ﻣﻌﺎ، وﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ واﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑني ﻣﺆﺳﺴﺎت املﺠﺘﻤﻊ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺠﺎح واﻟﻮﻗﻮف ﰲ وﺟﻪ آﻓﺔ املﺨﺪرات، وﺻﻮﻻ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﲆ أﻣﻨﻨﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﻓﺈن ﺧﻄﻮرة املﺨﺪرات وﺣﺠﻢ ارﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻋﲆ اﺧﺘﻼف أﻧﻮاﻋﻬﺎ ووﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺰاﻳﺪت ﰲ اﻟﺴﻨﻮات املﺎﺿﻴﺔ، وﺷﻜﻠﺖ ﺧﻄﻮرة ﻋﲆ ﻛﻴﺎن اﻷﴎة واملﺠﺘﻤﻊ ﻋﲆ ﺣﺪ ﺳﻮاء.
ﻓﻘﺪ أﻛﺪ ﺧﱪاء وﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ واﻻﺟﺘﻤﺎع واﻻﻗﺘﺼﺎد ﻋﲆ ﺧﻄﻮرة ﻫﺬه اﻵﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ارﺗﺒﺎﻃﺎ وﺛﻴﻘﺎ ﺑﺎﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻋﲆ اﺧﺘﻼف أﻧﻮاﻋﻬﺎ ووﺳﺎﺋﻠﻬﺎ، وﺑﻴﻨﻮا أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ وراء دﻣﺎر اﻗﺘﺼﺎدات دول ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ، ﻓﺎﻟﺨﻄﺮ ﻟﻴﺲ ﺧﻄﺮا ﺻﺤﻴﺎ ﻋﲆ اﻟﻔﺮد واﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻘﻂ، إﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺧﻄﺮ ﻋﲆ ﺻﺤﺔ وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ وﺑﻘﺎء اﻷﻣﻢ واﻟﺸﻌﻮب.
ﻋﻦ دور اﻷﴎة ﰲ ﻫﺬا املﺠﺎل أﺳﺄل.
ﻫﻞ ﻣﺎرس اﻵﺑﺎء واﻷﻣﻬﺎت دورﻫﻢ اﻟﺮﻗﺎﺑﻲ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ املﻄﻠﻮب أو املﺄﻣﻮل ﻣﻨﻬﻢ؟ وﻫﻞ وﻗﻔﻮا وﻗﻔﺔ ﺣﺬر وﺗﺄﻣﻞ أﻣﺎم أي ﺗﻐري ﺳﻠﻮﻛﻲ أو ﺻﺤﻲ أو ﻧﻔﴘ ﻳﻄﺮأ ﻋﲆ اﻷﺑﻨﺎء أو اﻟﺒﻨﺎت؟ ﻫﻞ ﻋﺮﻓﺖ اﻷم أو ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﲆ رﻓﻴﻘﺎت ﺑﻨﺎﺗﻬﺎ، وﻫﻞ ﻗﺎم اﻷب ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺪور؟
ﻋﻦ دور ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻨﺎ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا املﺠﺎل أﺳﺎل:
ﻫﻞ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﺪارﺳﻨﺎ وﻣﻌﺎﻫﺪﻧﺎ وﻛﻠﻴﺎﺗﻨﺎ ﺑﺪورﻫﺎ اﻟﱰﺑﻮي، أم اﻗﺘﴫ اﻷﻣﺮ ﻋﲆ اﻟﺪور اﻟﺘﻠﻘﻴﻨﻲ ﻟﻠﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﺪراﺳﻴﺔ؟
ﻫﻞ ﻫﻨﺎك أﻗﺴﺎم ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ املﺆﺳﺴﺎت ﺗﺆدي اﻟﺪور املﻄﻠﻮب ﻣﻨﻬﺎ »ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻨﻔﴘ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻄﻼب واﻟﻄﺎﻟﺒﺎت ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻹﴍاف ﻋﲆ املﻘﺼﻒ وﺑﻴﻊ اﻟﺤﻠﻮى واملﺮﻃﺒﺎت؟«.
ﻋﻦ دور اﻹﻋﻼم، ﻣﺴﻤﻮﻋﺎ وﻣﻘﺮوءا وﻣﺮﺋﻴﺎ، أﺳﺎل:
ﻫﻞ ﻗﺎم اﻹﻋﻼم ﺑﺎﻟﺪور املﻄﻠﻮب ﻣﻨﻪ ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﺧﻄﺮ املﺨﺪرات ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﱰﻫﻴﺐ واﻟﺘﻬﺪﻳﺪ واﻟﺘﻠﻮﻳﺢ ﺑﺎملﻮت؟
ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺮاﻣﺞ ﻣﺤﻄﺎﺗﻨﺎ اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ، ﻣﺤﻠﻴﺔ وﻋﺮﺑﻴﺔ، ﻫﻞ ﺗﻨﺎول أي ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻄﺮ املﺨﺪرات؟ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل أﻋﻤﺎل ﻓﻨﻴﺔ دراﻣﻴﺔ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺠﻤﻬﻮر؟ وﰲ إذاﻋﺘﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻮد ﻋﲆ اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺮاﻣﺠﻬﺎ اﻷﻋﻤﺎل املﻜﺮرة اﻟﺘﻲ أﻛﻞ اﻟﺪﻫﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﴍب؟ ﻫﻞ ﻓﻜﺮ اﻟﻘﺎﺋﻤﻮن ﻋﲆ اﻹذاﻋﺎت ﰲ إﻋﺪاد ﺑﺮاﻣﺞ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻟﺮﻓﻊ درﺟﺔ اﻟﻮﻋﻲ ﺗﺠﺎه أﺳﺒﺎب ودواﻓﻊ وﻧﺘﺎﺋﺞ اﻹدﻣﺎن؟
وﺻﺤﻔﻨﺎ ﻫﻞ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻣﺮﺑﻊ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻟﺠﻬﻮد إدارة ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ املﺨﺪرات؟ وﺑني اﻟﺤني واﻵﺧﺮ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﻨﺎ وآﺧﺮ ﻫﻨﺎك ﻳﻌﺮض ﻣﺎدة ﺗﺤﺘﻮي ﻋﲆ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻹدﻣﺎن »ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻃﺮق املﻮاﺟﻬﺔ واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ واﻟﺤﻤﺎﻳﺔ«. ﻛﻠﻤﺔ أﺧرية.. إﻋﻼﻣﻴﺔ أﻧﺎ وأﻗﻮد ﻋﻤﻼ إﻋﻼﻣﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨني، أﻗﻒ اﻟﻴﻮم ﻷﻋﱰف ﺑﺎﻟﻘﺼﻮر وأﻧﻲ ﻟﻢ أﻣﺎرس دوري اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﰲ ﺗﻌﺰﻳﺰ املﻮاﻃﻨﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ، واﻟﻌﻤﻞ ﻋﲆ ﻧﴩ اﻟﻮﻋﻲ واﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ملﺨﺎﻃﺮ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻤﺲ أﻣﻨﻨﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
* ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ 1417