ﻣﺎذا ﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﻔﺠﺮ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻣﺴﻠﻤﺎ

ﰲ أﻋﻘﺎب ﻣﺠﺰرة ﻧﻴﻮزﻳﻠﻨﺪا اﻧﺘﴩت ﺻﻮرة ﻋﲆ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ رﺟﻞ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﻳﻘﻒ ﻋﲆ ﻣﺪﺧﻞ ﻣﺴﺠﺪ ﰲ ﻣﺎﻧﺸﺴﱰ ﻳﺴﺘﻨﻜﺮ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﺴﺠﺪ ﻧﻴﻮزﻳﻠﻨﺪا وﻳﻤﺴﻚ ﺑﻴﺪﻳﻪ ورﻗﺔ ﻣﻜﺘﻮب ﻋﻠﻴﻬﺎ: أﻧﺘﻢ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ.. ﺳﺄﺑﻘﻰ أراﻗﺐ ﻟﺤني اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻜﻢ. ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ إن ﺗﺴﺎﻣﺢ املﺴﻴﺤﻲ ﻣﻊ املﺴﻠﻤني ﰲ ﻫﺬه اﻟﺼﻮرة ﺗﺤﺮج املﺴﻴﺤﻲ املﺘﻌﺼﺐ، ﻷن اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻳﻄﻬﺮ اﻟﺜﻴﺎب ﻣﻦ دﻧﺲ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ املﻘﻴﺘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻠﺖ ﰲ ﺗﴫﻳﺢ وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻹﻳﻄﺎﱄ، »ﻣﺎﺗﻴﻮ ﺳﺎﻟﻔﻴﻨﻲ«، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎل: )إن اﻟﺘﻄﺮف اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﺠﺐ اﻟﺤﺬر ﻣﻨﻪ ﻫﻮ »اﻹﺳﻼﻣﻲ«، وﻣﻦ املﺆﻛﺪ أن ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ ﻣﻨﻊ واﺳﺘﻨﻜﺎر وﺗﻜﺒﻴﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻬﺠﻤﺎت اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ املﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺘﻄﺮف(، ﻓﻬﻮ ﻳﺆﻳﺪ اﻹرﻫﺎب وﻳﺮﻓﻀﻪ ﰲ اﻟﺤﺎل ذاﺗﻪ ﻳﺪﻳﻦ وﻻ ﻳﺪﻳﻦ ﻻ ﻳﺆﻳﺪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ، وﻟﻜﻦ ﻳﺒﺘﻜﺮ ﻟﻬﺎ اﻟﺤﺠﺞ اﻟﺨﺒﻴﺜﺔ وﻳﱪرﻫﺎ ﰲ ﻋﻘﻮل اﻟﻨﺎس. ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻫﻮ إﺣﺪى ﺻﻔﺎت املﺘﻄﺮف، وﻫﻮ ﻧﻔﺲ اﻟﺘﱪﻳﺮ اﻟﺬي ﻳﺘﺬرع ﺑﻪ املﻔﺠﺮون ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﻠﻠﻮن ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺟﻬﺎد ﻻﺳﱰداد ﻛﺮاﻣﺔ اﻷﻣﺔ وﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ، إﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪون ﻃﺮد املﺴﻠﻤني ﻣﻦ أوروﺑﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻫﺆﻻء ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﺈﺧﺮاج املﴩﻛني ﻣﻦ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮب، إﻧﻪ ﻓﻜﺮ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ ﻳﺠﻤﻊ ﺑني اﻟﻨﻘﻴﻀني! ﺗﻌﺎﻟﻮا ﻣﻌﻲ ﻟﻨﺴﺄل ﺳﺆاﻻ ﻣﴩوﻋﺎ: ﻣﺎذا ﻳﺎ ﺗﺮى ﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﻔﺠﺮ املﺴﺠﺪ ﻣﺴﻠﻤﺎ أو ﻋﺮﺑﻴﺎ؟ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ؟ وﻛﻴﻒ ﻛﺎن ﺳﻴﻮﺻﻒ؟ املﻼﺣﻈﺔ أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﺗﻜﺐ أﺣﺪ ﻣﻦ ﻏري املﺴﻠﻤني ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﺟﻤﺎﻋﻲ ﺗﺮوﻳﻌﻴﺔ ﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺎﻹرﻫﺎﺑﻲ. وﻫﺬه ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺘﻜﺮر، وﻟﻮ ﻗﺮأﻧﺎ ﻟﻐﺔ اﻷرﻗﺎم ﻧﺠﺪ أن اﻟﻐﺮﺑﻴني ﻳﺘﺼﺪرون ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻷرﻗﺎم اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ارﺗﻜﺎب أﻓﺮاد ﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻗﺘﻞ ﺟﻤﺎﻋﻲ، وﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﻢ أﻧﺪرﻳﻪ ﺑﺮﻳﻔﻴﻚ اﻟﻨﺮوﻳﺠﻲ، اﻟﺬي ﻗﺘﻞ ﺑﻤﻔﺮده 77 ﻧﺮوﻳﺠﻴﺎ ﰲ ،2011 وﺑﻌﺪه ﺳﺘﻴﻔني ﺑﺎدوك اﻷﻣريﻛﻲ اﻟﺬي ﻗﺘﻞ ﺑﻤﻔﺮده 58 ﺷﺨﺼﺎ ﰲ ﻻس ﻓﻴﺠﺎس. ﺛﻢ »روﺑﺮت ﺑﺎورز« ﻣﻨﻔﺬ اﻟﻬﺠﻮم ﻋﲆ املﻌﺒﺪ اﻟﻴﻬﻮدي ﰲ وﻻﻳﺔ ﺑﻨﺴﻠﻔﺎﻧﻴﺎ اﻷﻣريﻛﻴﺔ ﰲ ،2018 وﻫﻮ رﺟﻞ أﻣريﻛﻲ أﺑﻴﺾ، ﻳﻤﻴﻨﻲ ﻣﺘﻄﺮف، ﻓﺘﺢ ﺳﻼﺣﻪ وﻗﺘﻞ 11 ﺷﺨﺼﺎ، وﻛﺬﻟﻚ »ﺗﻴﻢ ﻣﺎﻛﻔﻴﻪ« اﻟﺬي ﻓﺠﺮ املﺒﻨﻰ اﻟﻔﺪراﱄ ﰲ أوﻛﻼﻫﻮﻣﺎ اﻷﻣريﻛﻴﺔ، وﻗﺘﻞ ﻋﺪدا ﻛﺒريا ﻣﻦ اﻟﻨﺎس اﻷﺑﺮﻳﺎء. ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻴﻤني املﺘﻄﺮف ﻫﻮ ﻧﻤﻮذج ﻳﺠﺴﺪ ﰲ واﻗﻌﻪ اﻟﻌﻨﴫﻳﺔ اﻟﻔﺠﺔ وﻳﻨﺨﺮه ﻣﺮض اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ ﻟﻸﺟﺎﻧﺐ، واﻟﺬي ﻏﺰا أوروﺑﺎ ﺗﺰاﻣﻨﺎ ﻣﻊ ﻣﻮﺟﺎت اﻟﻬﺠﺮة إﱃ أوروﺑﺎ، وﺟﺎءت أﺣﺪاث ﺳﺒﺘﻤﱪ ﻟﺘﻌﻤﻖ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ ﻟﻸﺟﺎﻧﺐ، ﺛﻢ ﺟﺎءت اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻌﺎملﻴﺔ وارﺗﻔﺎع ﻧﺴﺐ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑني ﺷﺒﺎب أوروﺑﺎ ﻟﺘﺰﻳﺪ ﻧﻘﻤﺘﻬﻢ ﻋﲆ املﻬﺎﺟﺮﻳﻦ. وﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﻏﺮاﺑﺔ ﻣﻦ ﺗﴫﻳﺢ املﺴﺆول اﻹﻳﻄﺎﱄ اﻟﻴﻤﻴﻨﻲ، ﻓﻬﻮ وﺣﺰﺑﻪ ﻧﺸﺄ ﻋﲆ اﻟﻌﻨﴫﻳﺔ واﻟﺘﻄﺮف وﻋﲆ ﻛﺮاﻫﻴﺔ اﻟﺴﻮد واﻟﻴﻬﻮد، ﻫﺆﻻء ﻳﻌﺸﻘﻮن ﻫﺘﻠﺮ، وﻳﺸﻜﻜﻮن ﰲ اﻟﻬﻮﻟﻮﻛﻮﺳﺖ وﻳﻌﺎدون اﻹﺳﻼم واملﺴﻠﻤني واﻷﺟﺎﻧﺐ ﻋﻤﻮﻣﺎ، وﻳﻨﺎدون دوﻣﺎ ﺑﱰﺣﻴﻞ املﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪﻣﻮا إﱃ اﻟﺒﻠﺪان اﻷوروﺑﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎملﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ إﱃ ﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻮد ﻧﻘﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ «50» ﻋﺎﻣﺎ. واﻟﴚء اﻟﺮاﺋﻊ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺎدﺛﺔ اﻷﺧرية أن أﻏﻠﺐ ﻣﻨﻈﻤﺎت املﺠﺘﻤﻊ املﺪﻧﻲ اﻷوروﺑﻲ وﻛﺜريا ﻣﻦ املﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻻﺗﺤﺎدات اﻟﻜﻨﻴﺴﻴﺔ اﻟﱪوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﻴﺔ واﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ وﻗﻔﻮا ﺗﻀﺎﻣﻨﺎ ﻣﻊ املﺴﻠﻤني وﻫﻢ ﻳﺮﻓﻌﻮن ﺷﻌﺎر اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ اﻟﺴﻠﻤﻲ واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ.