ﻣﺪرب ﻣﺆﺳﺴﻲ ﻳﺸﺮح اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﺬﻛﺎءﻳﻦ IQ و EQ

ﻛﺸــﻒ ﺟﺎك ﻛﺎﻧﻔﻴﻠــﺪ، وﻫﻮ ﻣﺆﻟﻒ وﻣﺘﺤﺪث اﺣــﱰاﰲ وﻗﺎﺋﺪ ﺣﻠﻘﺎت ﺑﺤﺚ وﻣﺪرب ﻣﺆﺳﴘ ورﺟﻞ أﻋﻤﺎل، ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺄﺛري ﻣﺴــﺘﻮى اﻟﺬﻛﺎء ،(IQ) واﻟﺬﻛﺎء اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ (EQ) ﻋﲆ ﻗﺪرات اﻟﺸــﺨﺺ ﰲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺠــﺎح. ووﻓﻘﺎ ملﺠﻠﺔ »راﺋﺪ اﻷﻋﻤﺎل« ،entrepreneur ﻓﺈن اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﺬﻛﺎء ﺗﻘﻴﺲ ﻗﻮة اﻻﺳﺘﻴﻌﺎب اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، وﻟﻜﻦ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻳﻘﻴﺲ ﻗﺪرﺗﻚ ﻋﲆ إدارة اﻟﻌﻼﻗﺎت واﻟﻮﻋﻲ اﻟﺬاﺗﻲ واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺬاﺗﻲ.

اﻟﺬﻛﺎء ﻻ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻨﺠﺎح

ﻳﻘﻮل ﻛﺎﻧﻔﻴﻠﺪ إن اﻷﺷﺨﺎص ذا اﻟﺬﻛﺎء اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ املﺮﺗﻔﻊ ﻗﺎدرون ﻋﲆ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻬﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ وﻣﻬﺎراﺗﻬﻢ ﰲ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻹﻳﺠﺎد اﻟﻨﺠﺎح، رﺑﻤﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﻗﺮاﻧﻬﻢ ذوي ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ.

وأﺷﺎر ﻛﺎﻧﻔﻴﻠﺪ إﱃ أن اﻻﺗﺴﺎم ﺑﺎﻟﺬﻛﺎء ﻟﻴــﺲ ﻣﻄﺎﺑﻘﺎ ﻟﻼﺗﺴــﺎم ﺑﺎﻟﻨﺠﺎح. ﻣﻦ املﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺘﻨﺒﻪ إﱃ أن اﻟﺬﻛﺎء اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ وﻧﺴﺒﺔ اﻟﺬﻛﺎء ﻟﻴﺴــﺎ املﻘﺮﻳﻦ اﻟﻮﺣﻴﺪﻳﻦ ﻟﻠﻨﺠﺎح. وأﺷــﺎر ﻛﺎﻧﻔﻴﻠﺪ إﱃ أﻧﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻛﺎﺋﻨﺎت ﻣﻌﻘﺪة وﻳﻤﺘﻠــﻚ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻗﺪراﺗﻪ اﻟﻔﺮﻳﺪة ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺠﺎح.

ذﻛﺎء ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ

ذﻛﺮت دراﺳــﺔ ﻟـ»اﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻜﻮ« ﻋﻦ ﺧﻄﺄ اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟﻘﺪﻳﻢ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄن اﻟﺬﻛﺎء اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ أﻣﺮ ﻓﻄﺮي وﻳﺨﻀﻊ ﻟﻠﺠﻴﻨﺎت ﻓﺤﺴــﺐ، ﺑﻞ ﺗﻤﻜﻨﺖ دراﺳﺎت وﺗﺠﺎرب ﻋﺪة ﻣﻦ رﻓﻊ ﻣﺴــﺘﻮاه ﻟــﺪى اﻷﻃﻔﺎل، وﺗﺘﺤﺴــﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻢ اﻟﺘﻤﺎﺳﻪ ﰲ ﺳﻦ ﻣﺒﻜﺮة.

وﻳﺘﻢ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﻬﺎرات اﻟﺬﻛـﺎء اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ و»ﻗــﺮاءة اﻟﺒﴩ« ﻣﻦ ﺧــﻼل ﻃﺮﻳﻘﺔ »اﻟﺴــﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت« ﺣﻴــﺚ ﻳﺘﻢ ﻋﺮض ﺻﻮرة ﻟﺸــﺨﺺ ﻏﺎﺿــﺐ أﻣﺎم ﻃﻔﻞ، وﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻪ ﻋﻤﺎ ﻳﻘـﺮأه ﰲ اﻧﻔﻌﺎﻻت ﻫـﺬا اﻟﺸﺨﺺ وﻛـــﻴﻒ ﺳــﻴﺘﴫف ﻣﻌﻪ، وﻫﻜﺬا ﻣﻊ ﻣﺸــﺎﻋﺮ أﺧﺮى ﻛﺎﻟﺴﻌﺎدة واﻟﺤﺰن.

واﻟﻬﺪف ﻫﻨــﺎ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻄﻔﻞ ﻣﺪرﺑًﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣــﻊ ﻛﺎﻓﺔ املﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺘﻌــﺮض ﻟﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠــﻪ ﻣﺘﻤﻴﺰا ﻋﲆ أﻗﺮاﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎملﻬﺎرات اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎملﺴﺎواة ﻣﻦ املﺪارس اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، وﻟﻜﻨﻪ ﺿﺒﻂ اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت واﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ، أو ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺬاﺗﻲ. أﺻﺤﺎب ﻫﺬا اﻟﺬﻛﺎء ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻣﻨﻔﺘﺤﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻤﻮاﻗﻒ ﺻﻌﺒﺔ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺘﺨﺬون أي ﻗﺮارات ﺣﺘﻰ ﻳﻬﺪأوا. ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺆﻫﻼ ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺒﴩي اﻟﺬي ﻻ ﻳﻘﻞ أﻫﻤﻴﺔ ﻋﻦ إﺗﻘﺎن ﻣﻬﺎرات اﻟﻌﻤﻞ.

اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ إدراك ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻵﺧﺮﻳﻦ

ﰲ دراﺳﺔ أﺧﺮى، أوﺿﺤﺖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ أن ارﺗﻔﺎع اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ إدراك ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻵﺧﺮﻳﻦ واﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﻳﺤﺴﻦ أداء اﻷﻓﺮاد ﺑﻨﺴﺐ ﺗﱰاوح ﻣﺎ ﺑــني 15 % و 35 %، ﻛﻤﺎ ﻳﺆدي إﱃ ﺷــﻌﻮر اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺪرﺟﺔ أﻛﱪ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮن ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﻨﻘﺪي، وﻳﻨﻈﺮون ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻧﻈﺮة واﻗﻌﻴﺔ ﺻﺎدﻗﺔ. اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻮاﻃﻒ واﻟﻤﺸﺎﻋﺮ واﻟﻨﺰوات. ﻳﺤﻘﻘﻮن أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أﻓﻀﻞ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ. ﻣﻦ اﻟﻘﺒﻮل ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ إﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻬﻢ.

وﺑﻨﺎء ﻋﲆ ذﻟــﻚ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﺮﻛﺰ »راﻧﺪ« ﺗﻌﻠﻴﻢ املﻬــﺎرات اﻟﺸــﺨﺼﻴﺔ واﻟﺬﻛﺎء اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻋﲆ ﻧﻔﺲ درﺟﺔ أﻫﻤﻴﺔ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻨﻈﺮﻳــﺔ واﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ، وﺗﻀﻴﻒ دراﺳﺔ ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ »ﻻ ﺷــﻚ أن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻘﺪ اﻟﻜﺜري ﻣﻦ أﺻﺤﺎب املﻮاﻫﺐ، ﻓﻘﻂ ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮا ﻗﺪرات ﺟﻴﺪة ﰲ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس وﻫﺬا ﺧﻄﺄ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺗﻜﺮاره«.