ﻣﺮﺣﺒﺎ ﻳﺎ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﻘﻮﻳﻢ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ

ﻟﻠﱪﻳﻄﺎﻧﻴني ﻋﺒﺎرة ﺗﻌﺠﺒﻬﻢ ﻛﺜريا ﻳﺒﴩون ﺑﻬﺎ، ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻓﻴﻬﺎ »اﻟﻘﻮة املﻐرية ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﻘﻮﻳﻢ وﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻳﺆدي ﻣﻬﻤﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ«. ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرة ﺗﻌﻜﺲ ﺣﻘﻴﻘﺔ واﻗﻊ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ أﻣﺮا ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻟﺪرﺟﺔ رﺑﻄﻪ ﺑﺎملﻠﻜﺔ، واﻟﺬي ﺳﻤﻲ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﴩ، ﺣﻴﺚ ﺣﻤﻞ أوﻻ ﻣﺴﻤﻰ ﺗﻔﺘﻴﺶ ﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﺠﻼﻟﺔ إﱃ أن اﻧﺘﻬﻰ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﻣﻜﺘﺐ ﻣﻌﺎﻳري اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، وﻳﺨﺘﴫ إﱃ ،Ofsted وﻫﻮ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﻘﻮﻳﻢ وﺗﺪرﻳﺐ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﺪﻳﻨﺎ واملﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ﻣﺒﺎﴍة، واﻟﺘﻲ ﻧﺄﻣﻞ ﺟﻤﻴﻌﺎ أن ﺗﺤﻘﻖ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺴﻌﻮدي ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻪ اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﰲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ. ﻟﻜﻦ اﻟﺼﻮرة ﻏري واﺿﺤﺔ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺣﻮل ﻫﺬه اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ أﺿﺎﻓﺖ ﻣﺆﺧﺮا ﻻﺳﻤﻬﺎ ﺗﺪرﻳﺒﺎ، وإذا راﺟﻌﺖ اﻷﻫﺪاف ﺗﺠﺪ أﻧﻬﺎ ﺗﻨﺤﴫ ﰲ ﺗﻘﻮﻳﻢ اﻟﺘﺪرﻳﺐ وﻣﻨﺢ ﺷﻬﺎدات اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻟﻠﻤﺪرﺑني، ﻓﻤﺎ ﻣﻌﻨﻰ إﺿﺎﻓﺔ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺪرﻳﺐ؟ وملﺎذا أﺿﻴﻔﺖ؟ ﻫﻞ ﺳﺘﻘﻮم أم ﺗﺪرب؟ ﺣﺪد أرﺟﻮك. أﻳﻀﺎ ﻫﻨﺎك ﺳﺆال أﻳﻦ ﺗﻜﻤﻦ اﻟﻘﻮة املﻐرية ﰲ اﻟﻬﻴﺌﺔ، ﺑﻤﻌﻨﻰ أن ﻣﻨﺤﻚ ﻣﺪرﺳﺔ ﺗﻘﺮﻳﺮا ﻋﻦ ﻧﻘﺎط ﻗﻮﺗﻬﺎ وﺿﻌﻔﻬﺎ ﻣﺜﻼ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﺘﺒﻊ ﺧﻄﺘﻚ ﻟﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻧﺘﻴﺠﺔ أﻓﻀﻞ ﰲ اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ املﻘﺒﻞ، ﻓﻤﺎذا ﺳﺘﻔﻌﻞ ﻟﺘﺠﱪﻫﺎ ﻋﲆ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺨﻄﻄﻚ؟. ﰲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ إذا ﻓﺸﻠﺖ املﺪرﺳﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘﻐري ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ وﺗﺴﻠﻢ ﻟﴩﻛﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﻌﻴﻴﺪ ﺗﻌﻴني اﻟﻜﺎدر ﻛﻠﻪ، وﻳﺼﺒﺢ اﺳﻢ املﺪرﺳﺔ وﺻﻤﺔ ﻋﺎر ﰲ اﻟﺴرية اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻟﻔﺮﻳﻖ املﺪرﺳﺔ ﻣﺜﻼ، ﻓﻤﺎ أﻧﺖ ﻓﺎﻋﻞ ﻟﻠﻤﻌﻠﻢ اﻟﺴﻌﻮدي ﻟﻴﺼﺒﺢ أداﺗﻚ ﰲ اﻟﺘﻐﻴري، وﺑﺎملﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺪراﺳﺎت ﺗﻘﻮل إن اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﰲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺣﻮل اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ املﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﴍاﻛﺔ إﱃ ﻋﻼﻗﺔ إﺧﻀﺎع، وﻫﻢ ﻳﺤﺎوﻟﻮن ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺣﺪة ذﻟﻚ ﻣﻊ اﻟﺒﻘﺎء ﻋﲆ ﻣﺎ ﺟﻨﻮه ﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ ﰲ اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ، ﻟﻜﻦ ﻛﺴﻌﻮدﻳني ﻓﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﻤﻌﻠﻢ ﺟﺪا، وﻫﻮ ﺟﻨﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺗﺼﻮر أن اﻟﻄﺎﻟﺐ ﰲ املﺮﺣﻠﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﻳﻜﻮن ﰲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﻳﺎم اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺤﺎدﻳﺔ ﻋﴩة ﺻﺒﺎﺣﺎ، وﺑﻠﻐﺔ أﺧﺮى ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻳﻮم دراﳼ ﻗﺼري ﺟﺪا، ﻫﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن »ﻧﺤﺰر« ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻓﻴﻪ. ﻋﲆ ﻛﻞ ﺣﺎل دﻋﻮﻧﻲ أﻗﻮل ﰲ ﺟﻤﻠﺔ واﺣﺪة أﻧﺖ ﻟﻦ ﺗﻐري اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺨﻀﻌﻪ أوﻻ، وﻟﻦ ﺗﺨﻀﻌﻪ إﻻ ﺑﻔﺮض ﻋﻘﻮﺑﺎت ﺗﻌﻜﺲ ﻟﻴﺲ ﺣﺰﻣﻚ ﻓﻘﻂ، وﻟﻜﻦ ﻧﻴﺘﻚ اﻟﺼﺎدﻗﺔ ﰲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺟﻴﺪ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺴﻌﻮدي.

azza@alwatan.com.sa