ﺛﻮرة اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﳌﻨﺎخ
ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺎﺻﺮ
ﻣﺸﻜﻠﺔ املﻨﺎخ واﻻﺣﺘﺒﺎس اﻟﺤﺮاري ﺗﱰﺑﻊ ﻋﲆ ﺻﺪر اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻌﺎملﻴﺔ واملﺎﻧﺸﻴﺖ. ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ. وﺑﻤﺎ أن املﺸﻜﻠﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺟﺪﻳﺪة.. ﺑﺪأ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﻬﺎ واﻗﻌﻴﺎ ﻣﻊ ﺛﻮرة اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ وﺗﺒﻌﺎﺗﻬﺎ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ.. اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ واﻗﻌﺎ ﻣﺆذﻳﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻣﻊ ﺣﺮب ﺻﺪام ﺑﻐﺪاد وﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﺂﺑﺎر اﻟﻨﻔﻂ ﰲ اﻟﻜﻮﻳﺖ. أﺷﻬﺮ اﻟﻨﺪاءات املﺒﻜﺮة ﻛﺘﺎب اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﺼﺎﻣﺖ، واﻟﺬي ﻳﻠﻤﺢ إﱃ أﻧﻪ »ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﺨﺬ اﻟﺨﻄﻰ ﰲ ﻗﻠﺐ ﻏﺎﺑﺔ ﻋﺘﻴﻘﺔ أو ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻟﻦ ﺗﺘﻨﺎﻏﻢ ﺧﻄﺎك ﻣﻊ أﺻﻮات اﻟﻄﻴﻮر أو ﺗﺒﺘﻬﺞ ﻟﺮؤﻳﺔ ﻓﺮاﺷﺔ ﺗﻄري ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮن ﻗﺪ اﻧﻘﺮﺿﺖ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺘﻠﻮث اﻟﺒﻴﺌﻲ. ﺗﻠﻚ اﻷﺻﻮات اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻣﺎ ﺑني ﺗﻮﻫني وﺗﺮﻗﻴﻖ وارﺗﻔﺎع واﻧﺨﻔﺎض.. وﺗﻠﻚ اﻟﺮواﺋﺢ اﻟﻌﺒﻘﺔ أو اﻷرﻳﺞ اﻷﺧﺎذ (captivating) ﺳﻴﻜﻮن ﻣﺠﺮد ﻳﻮﻣﻴﺎت ﰲ ﻣﻔﻜﺮة ﻣﻦ املﺎﴈ.. وﺗﺒﻨﻰ اﻷﺳﺒﺎب ﻋﲆ ﻋﺪة ﺻﻮر ﻫﻤﺠﻴﺔ ووﺣﺸﻴﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﻔﺠﺎر اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ وﺟﻤﻴﻊ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ملﻨﻔﻌﺔ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻌﴫي«. ﰲ ﺳﻴﺎﻗﺎت أﺧﺮى اﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺪول وﻣﻨﻈﻤﺎﺗﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻌﺎملﻴﺔ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺻﻼﺣﻴﺔ أو ﺳﻠﻄﺔ ﻋﲆ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺪول ﻟﺘﻔﺮض ﻋﻮملﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد وﺗﻜﺎﻣﻞ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻌﺎملﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻼﺋﻢ ﻣﻊ اﻟﺒﻴﺌﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ املﺴﺘﺪاﻣﺔ. ﺗﺤﺬﻳﺮات اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ.. اﻟﻮﺑﺎء واملﺮض واملﺨﺎﻃﺮ ﺗﺘﻨﻮع وﺗﻬﺪد اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬي ﺻﺤﺘﻪ ﻓﻮق ﻛﻞ اﻋﺘﺒﺎر وﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﻤﻮس.. اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻳﻘﻮل )ﻇﻬﺮ اﻟﻔﺴﺎد ﰲ اﻟﱪ واﻟﺒﺤﺮ ﺑﻤﺎ ﻛﺴﺒﺖ أﻳﺪي اﻟﻨﺎس..(، وﻻﺣﻈﻮا اﻹﻋﺠﺎز ﰲ ﺗﺤﺪﻳﺪ أﻳﺪي اﻟﻨﺎس، ﻛﻞ اﻟﻨﺎس ﺳﻜﺎن ﻛﻮﻛﺐ اﻷرض، أﻳﺪﻳﻬﻢ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﻘﺘﻠﻊ اﻟﺸﺠﺮ وﺗﺮدم اﻟﺒﺤﺮ واﻟﻨﻬﺮ وﺗﻈﻠﻢ اﻟﺤﺠﺮ واﻟﺒﴩ.. وﺗﻐري ﺧﻠﻖ اﻟﻠﻪ. ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻮل اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻓﻠﱰ املﺼﺎﻧﻊ.. إﻃﻼق ﺻﻬﺎرﻳﺞ أﻛﺴﺠني ﰲ املﺪن املﻜﺘﻈﺔ ﰲ ﻳﻮم ﻋﺎملﻲ ﻟﻠﻤﻨﺎخ..رش اﻷرض ﺑﻄﺎﺋﺮات ﻣﻦ ﻣﺎء اﻟﺒﺤﺮ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم. وأﺧريا ﻻ ﻧﺪري ﻣﺘﻰ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﺘﺤﺬﻳﺮات اﻟﻌﻠﻤﺎء، واملﺼﺎﻟﺢ اﻵﻧﻴﺔ واملﻴﺰاﻧﻴﺎت املﺤﺪدة ﰲ اﺗﺠﺎﻫﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻻ ﺗﻔﻬﻢ إﻻ ﻟﻐﺔ املﻠﻴﺎرات اﻟﺨﺎﺻﺔ.