اﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﲆ اﳌﺮأة واﻻﺳﺘﻨﻘﺎص ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﻖ ﻓﺠﺄة ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﱰاث ﻛﺮﺳﺘﻪ ﺳﻨﻮات اﻟﺼﺤﻮة، وﺳﺨﺮﺗﻪ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺤﻴﺎة وﺑﺎﻷﺧﺺ ﰲ ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ

ﺗﴫف إﺟﺮاﺋﻲ ﺣﻜﻴﻢ وﺣﺎزم ﻣﻦ ﻣﻌﺎﱄ اﻟﻮزﻳﺮ، ﻟﻜﻦ اﻟﺘﺴﺎؤل املﻠﺢ: ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ وﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر وﻣﺎ ﺷﺎﺑﻬﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻫﻮ واملﺌﺎت ﻏريه ﰲ املﺴﺎﺟﺪ أو املﺪارس أو اﻟﻮزارات واملﺆﺳﺴﺎت املﺨﺘﻠﻔﺔ واﻟﺸﻮارع واملﻨﺎزل؟ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻨﺠﺢ ﰲ ﺗﻐﻴري اﻟﺼﻮرة اﻟﻨﻤﻄﻴﺔ ﻋﻦ املﺮأة، ﺳﻮاء اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ أو املﺨﺘﻠﻔﺔ ﰲ أي ﺳﻴﺎق ﻋﻤﺎ اﻋﺘﺎده املﺠﺘﻤﻊ؟

ﺗﻐﻴري اﻷﻓﻜﺎر أﻛﺜﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺿﻤﻦ اﻷﻃﺮ اﻟﴩﻋﻴﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺨﺮت ﻟﻪ. ﻫﺬه اﻟﻘﻨﺎﻋﺎت ﻻ ﻳﻜﻔﻲ أن ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ وزارة اﻟﺸﺆون اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﺪﻋﻮة واﻹرﺷﺎد وﺣﺪﻫﺎ ﻋﱪ إﻋﻔﺎء أو ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ إﻣﺎم أﻇﻬﺮت ﻟﻨﺎ اﻟﺼﺪﻓﺔ رأﻳﻪ، وﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻮﺣﻴﺪ وﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺨﻄﺐ واﻟﺪروس اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﺣﺴﺐ، ﺑﻞ ﺗﺤﺘﺎج ﺗﻀﺎﻓﺮ ﺟﻬﻮد وزارات أﺧﺮى ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻮزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ووزارة اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ووزارة اﻟﺸﺆون اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ووزارﺗﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم وﻣﺎ ﻳﺘﺒﻊ ﻛﻞ ﻫﺆﻻء ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﺎت وﺟﻤﻌﻴﺎت ﻟﻮﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﻋﻤﻞ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﺤﺮﻳﺎت ﰲ املﺠﺘﻤﻊ، وﺗﺼﺤﻴﺢ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﺤﻴﺤﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﺮاب اﻟﺬي ﻣﺲ ﻋﻘﻮل وﻗﻨﺎﻋﺎت اﻟﺒﻌﺾ ﰲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ، واﻷﻫﻢ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ أﻛﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺆﺳﺲ رؤﻳﺔ املﻤﻠﻜﺔ 2030 وﻣﺠﺪد أﺣﻮاﻟﻬﺎ وﱄ اﻟﻌﻬﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن، ﺣﻴﻨﻤﺎ أﻛﺪ ﰲ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﺎﺑﻖ ﻟﻪ: »أﻧﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﻀﻴﻊ 30 ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أي أﻓﻜﺎر ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ، ﺳﻮف ﻧﺪﻣﺮﻫﻢ اﻟﻴﻮم، ﻷﻧﻨﺎ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎة ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﱰﺟﻢ ﻣﺒﺎدئ دﻳﻨﻨﺎ اﻟﺴﻤﺢ وﻋﺎداﺗﻨﺎ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ اﻟﻄﻴﺒﺔ، وﻧﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻧﺴﻬﻢ ﰲ ﺗﻨﻤﻴﺔ وﻃﻨﻨﺎ واﻟﻌﺎﻟﻢ وأﻧﻨﺎ ﺳﻨﻘﴤ ﻋﲆ ﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﺘﻄﺮف ﰲ اﻟﻘﺮﻳﺐ اﻟﻌﺎﺟﻞ، وﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن ﻫﺬا ﻳﺸﻜﻞ ﺗﺤﺪﻳﺎ، ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻤﺜﻞ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺴﻤﺤﺔ واملﻌﺘﺪﻟﺔ واﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، واﻟﺤﻖ ﻣﻌﻨﺎ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﻮاﺟﻬﻪ«. ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺮﻫﺎن اﻷﻫﻢ واﻟﺘﺤﺪي اﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﻜﻞ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴري ﻣﻦ أﻓﺮاد أو ﻣﻨﻈﻤﺎت أن ﻳﺨﻮﺿﻪ وﻳﺴﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻟﺮﻓﻌﺔ ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻐﺎﱄ، ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺪي ﻗﺪ ﻳﺄﺧﺬ ﺻﻮرا ﻋﺪة، ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻌﺎداة املﺮأة ﻟﻴﺲ ﻋﲆ املﻨﺎﺑﺮ وﺣﺴﺐ، ﺑﻞ ﰲ ذواﺗﻨﺎ وﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻨﺎ.