ﺷﻜﺮا وﻃﻨﻲ أﺻﺒﺤﺖ اﻣﺮأة ﻻ ﺟﻮﻫﺮة

ﻋﺎم ﺟﺪﻳﺪ ﻧﺴﺘﻘﺒﻠﻪ وﻛﻠﻨﺎ أﻣﻞ وﺗﻔﺎؤل ﺑﺠﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺤﻤﻞ ﺑني أﺿﻠﻌﻪ ﺣﺐ ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ، ﺑﺮؤﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻨﻔﺘﺤﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻻ ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻟﺨﻴﻔﺔ واﻟﺘﻮﺟﺲ ﻣﻦ اﻵﺧﺮ وﻻ اﻟﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎدم املﺠﻬﻮل.

ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻴﻮم اﻟﺪراﳼ اﻷول ﻟﻠﻌﺎم اﻟﺠﺪﻳﺪ ـﻫ1441 ﻳﻮﻣﺎً ﻋﺎدﻳﺎً ﻛﻐريه ﻣﻦ اﻷﻳﺎم ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﱄ ﻛﺄم. اﺳﺘﺒﴩت ﺧريا ﺑﻬﺬا اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺬي ﻳﺴﻤﻌﻨﺎ ﻛﻞ ﻳﻮم ﺧﱪاً ﺟﺪﻳﺪاً وإﻧﺠﺎزاً ﻧﺮاه ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻋﲆ ﻳﺪ ﺧﺎدم اﻟﺤﺮﻣني اﻟﴩﻳﻔني املﻠﻚ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ- ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ، وﻋﲆ ﻳﻤﻴﻨﻪ ﺷﺎٌب ﻃﻤﻮٌح ﺗﻨﻄﻖ ﻋﻴﻨﺎه ﺑﺄن اﻟﻘﺎدم أﺟﻤﻞ ﺑﻜﺜري ﻣﻤﺎ ﻧﺮاه اﻵن.

واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻨﻲ وﻛﻠﻤﺎ ﺻﺎدﻓﺖ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﺟﺪﻳﺪاً ﻳﺴﻌﺪﻧﻲ أﻗﻒ ﻟﱪﻫﺔ ﻷﺗﺄﻛﺪ.. ﻫﻞ أﻧﺎ ﰲ ﺣﻠﻢ أم واﻗﻊ ﺗﺤﻴﻄﻨﻲ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﺻﻮر اﻟﺠﻤﺎل؟ وﻛﺄﻧﻨﻲ أﺗﺠﻮل ﺑﻌﺎملﻲ اﻟﺬي ﻛﻨﺖ أﺣﻠﻢ ﺑﻪ، ﰲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺣﻘﻲ ﻛﺄم ﺗﺘﺎﺑﻊ اﻟﻴﻮم اﻟﺪراﳼ ﻟﻄﻔﻠﻬﺎ وﺗﺪﺧﻞ ملﺪرﺳﺘﻪ وﺗﻄﻤﱧ ﻋﲆ وﺿﻌﻪ، وﺧﺼﻮﺻﺎ ﺣني ﻳﻜﻮن ﻃﻔﻼ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻣﺼﺎﺑﺎ ﺑﺎﺿﻄﺮاب ﺗﻮﺣﺪي، وﺗﴩق اﻟﺪﻧﻴﺎ ﰲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻟﺮؤﻳﺔ أﻣﻪ ﻓﺘﻜﻮن اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺬي ﻳﺮاه ﰲ اﻟﺼﺒﺎح اﻟﺒﺎﻛﺮ وﻋﻨﺪ ﻋﻮدﺗﻪ ﻣﻦ ﻣﺪرﺳﺘﻪ.

ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻤﺮ ﺑﺒﺎﱄ وﻟﻮ ﻟﺜﻮان أﻧﻨﻲ ﺳﺄﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺪﺧﻮل ملﺪرﺳﺔ ﻃﻔﲇ، وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺮﻣﺖ ﻣﻦ ﻣﺮاﻓﻘﺘﻪ ﰲ اﻷﺳﺒﻮع اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي ﺑﺎﻟﺼﻒ اﻷول اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ، وﺣﺮﻣﺖ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻪ ﰲ أول ﻣﺮة ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﺸﺎرك ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺈذاﻋﺔ املﺪرﺳﺔ اﻟﺼﺒﺎﺣﻴﺔ ﺑﻠﻐﺘﻪ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ وﻣﺨﺎرﺟﻪ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ ﻏريي أﻧﺎ وواﻟﺪه وﺷﻘﻴﻘﺘﻪ وﻣﻌﻠﻤﻪ اﻟﺬي اﺟﺘﻬﺪ ﰲ ﺗﻌﺰﻳﺮ ﺛﻘﺘﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻟﻴﻘﻒ أﻣﺎم زﻣﻼﺋﻪ ﰲ اﻟﻄﺎﺑﻮر املﺪرﳼ وﻳﻘﺪم ﻣﺸﺎرﻛﺘﻪ اﻹذاﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز ﺳﻄﺮا ﻣﻜﺚ أﺳﺒﻮﻋﺎً ﻛﺎﻣﻼ ﻳﺘﺪرب ﻋﲆ إﻟﻘﺎﺋﻪ.

ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺬي أراه اﻵن ﻛﺎن ﻣﺘﻮﻗﻌﺎ وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ املﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﻜﻮن ﺑﻬﺬه اﻟﴪﻋﺔ وﻫﺬه اﻟﺴﻼﺳﺔ واملﺮوﻧﺔ وﺑﺪون ﻣﻌﺎرﺿﺎت ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ.

اﻟﻴﻮم وﻛﻌﺎدﺗﻲ ﺗﻮﺟﻬﺖ ملﺪرﺳﺔ ﻃﻔﲇ وﻗﺖ اﻻﻧﴫاف، وﺣﺎوﻟﺖ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﻣﻌﻠﻤﻪ ﻫﺎﺗﻔﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ اﻟﻌﺎدة ﻹﺣﻀﺎر ﻃﻔﲇ، ﺣﻴﺚ أﻧﺘﻈﺮه ﺑﻤﺮﻛﺒﺘﻲ اﻟﺘﻲ أﺳﺘﻤﺘﻊ اﻵن ﺑﻘﻴﺎدﺗﻬﺎ ﺑﺪون ﻣﻀﺎﻳﻘﺎت، وﻟﻜﻦ املﻔﺎﺟﺄة اﻟﺘﻲ أدﻫﺸﺘﻨﻲ أﻧﻪ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ اﻟﺪﺧﻮل ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ ﺑﻨﻔﴘ ﻻﺳﺘﻼم ﻃﻔﲇ اﻟﺬي ﻳﺪرس ﺑﺎﻟﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻲ، ﺗﺮددت ﻗﻠﻴﻼً ﻷﺗﺄﻛﺪ ﻣﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻓﺎﻟﺪﻫﺸﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺒرية وﻋﺪت ﻷﺗﺄﻛﺪ »أﻧﺎ أدﺧﻞ ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ«، ﻓﻘﺎل املﻮﻇﻒ ﻧﻌﻢ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ اﻟﺪﺧﻮل، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻋﺎدﻳﺎ أﺑﺪا، ﺑﻞ ﻛﺎن ﻣﻔﺎﺟﺄة ﺳﻌﻴﺪة ﱄ ﺑﺄن أدﺧﻞ ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺪرس ﺑﻬﺎ ﻃﻔﲇ، وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻃﺒﻴﻌﺔ املﻜﺎن ورؤﻳﺔ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻌﺐ ﻣﻌﻬﻢ وﻳﺸﺎﻃﺮﻫﻢ ﺟﺰءا ﻛﺒرياً ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻪ.

ﻟﻢ ﺗﻜﻦ املﻔﺎﺟﺄة ﻋﺎدﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻟﻄﻔﲇ اﻟﺬي ﻛﺎن ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻳﻌﺎﺗﺒﻨﻲ ﻷﻧﻨﻲ أﺗﺄﺧﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻴﻮم اﻟﺪراﳼ، وﻛﻨﺖ أوﺿﺢ ﻟﻪ أﻧﻨﻲ ﻻ أﺗﺄﺧﺮ وﻟﻜﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ إدارة املﺪرﺳﺔ أو ﻣﻌﻠﻤﻪ ﻹﺧﺒﺎره أﻧﻨﻲ ﺑﺎﻟﺨﺎرج ﺗﺴﺘﻐﺮق ﻣﻨﻲ وﻗﺘﺎ ﻃﻮﻳﻼ.

ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻜﻮن املﺮة اﻷوﱃ اﻟﺘﻲ أﺷﻌﺮ ﻓﻴﻬﺎ أن أواﻣﺮ املﻨﻊ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﺎﺋﻘﺎ ﻛﺒرياً دون أن ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺶ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻨﺎ، ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ، ﻓﻔﻲ ﻟﺤﻈﺎت ﺗﻼﺷﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻮر املﻌﺘﻤﺔ املﺸﻮﻫﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ، ﺑﻞ رأﻳﺖ ذﻟﻚ اﻟﺴﻮر اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﺎ ﺧﻠﻔﻪ ﻣﺠﻬﻮﻻ، وﻛﺄﻧﻪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻸﺷﺒﺎح واﻟﻮﺣﻮش املﻔﱰﺳﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺼﻮر ﻟﻨﺎ ﰲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻨﺎ ﻟﻠﺨﻮف ﻣﻦ اﻵﺧﺮ، واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻳﺸﻜﻞ ﺧﻄﻮرة ﻋﻠﻴﻨﺎ، وﻛﺄﻧﻨﺎ أﺑﻄﺎل رواﻳﺔ »ﻓﺎﻃﻤﺔ واﻟﺴﺎﺣﺮة« ﺣﻜﺎﻳﺔ اﻟﺠﺪات اﻟﺸﻬرية »ﺗﻠﻚ اﻷﻣرية ﺣﺒﻴﺴﺔ اﻟﻘﴫ«...وﻣﺎ ﺗﺼﻮره ﻟﻬﺎ اﻟﺴﺎﺣﺮة ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺨﻴﻒ ﻣﲇء ﺑﺎﻷوﺑﺎش واﻷﺷﺒﺎح، وﻛﺄﻧﻬﺎ إذا ﺧﺮﺟﺖ ﺳﺘﺘﺨﻄﻔﻬﺎ اﻟﻄﻴﻮر أو ﺗﻬﻮي ﺑﻬﺎ ﰲ واد ﺳﺤﻴﻖ.

ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺼﻮر واﻟﺨﻴﺎﻻت ﺗﻼﺷﺖ، واﻧﺘﻬﺖ ﺑﻨﻈﺮة ﻃﻔﻞ ﺑﺮﻳﺌﺔ ﻳﻌﺎﻧﻖ أﻣﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﺮاﻫﺎ ﻷول ﻣﺮة ﺑﻌﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ أول ﻳﻮم دراﳼ ﻟﻪ، ﻳﺤﻤﻠﻪ ﺷﻮﻗﻪ وﻓﺮﺣﻪ ﻋﲆ أﺟﻨﺤﺔ اﻟﺤﺐ واﻟﺴﻼم ﻷﺣﻀﺎن أﻣﻪ وﻫﻲ ﺗﻔﺎﺟﺌﻪ ﻷول ﻣﺮة ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺪﺧﻮل ﻣﺪرﺳﺘﻪ. ﺷﻜﺮا وﻃﻨﻲ أﺻﺒﺤﺖ اﻣﺮأة ﻻ ﺟﻮﻫﺮة.