ﻣﺎذا ﻳﻮاﺟﻪ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺮﻗﻤﻲ

ﺳﺒﺎق اﻗﺘﺼﺎدي ﻣﺤﻤﻮم ﻳﺤﺎول ﻛﺴﺮ ﻗﻮاﻋﺪ ﻟﻌﺒﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﺠﻴﻞ ﻧﻬﺾ، راﻓﻀﺎ ﻓﻜﺮا ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎ ﺳﺎد ﻟﺤﻘﺒﺔ زﻣﻨﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻗﺎﺑﻠﺔ أو ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺒﻘﺎء

ﻣﻊ ذروة اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺮﻗﻤﻲ ﻧﺸﺄت اﻟﻌﻤﻼت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ، أو اﻟﻌﻤﻼت اﻻﻓﱰاﺿﻴﺔ، واﺳﺘﺤﻮذت ﻋﲆ اﻫﺘﻤﺎم ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﰲ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﺎﻓﺔ، وﺣﻘﻘﺖ رواﺟﺎ ﻛﺒريا ﻋﺪﻩ اﻟﺒﻌﺾ آﻧﺬاك ﺑﺪاﻳﺔ ﻓﻘﺎﻋﺔ ﺟﺪﻳﺪة، وﻫﺬا ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻌﻼ، ﻓﻘﺪ ﺟﺎء اﻧﻔﺠﺎر ﻫﺬه اﻟﻔﻘﺎﻋﺔ ﰲ اﻷرﻗﺎم املﻌﻠﻨﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﻔﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ، ﻓﻘﺪ ﻓﻘﺪت ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻼت اﻻﻓﱰاﺿﻴﺔ ﰲ أوج اﻟﻔﻘﺎﻋﺔ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ ﻋﺎم 2018 املﺎﴈ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 600 ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر أﻣريﻛﻲ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم ،2017 وﻫﻮ اﻧﺨﻔﺎض ﻛﺒري ﺧﻠﻖ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻔﻆ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻼت ﰲ اﻷﺳﻮاق اﻟﻌﺎملﻴﺔ، ﻣﺤﺬرﻳﻦ املﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﺎت ﻫﺬه اﻟﻔﻘﺎﻋﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة.

وﻟﻴﺴﺖ اﻟﻔﻘﺎﻋﺔ، ﺑﻬﺬا املﻔﻬﻮم، ﺑﺪﻋﺎ ﰲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﻧﺸﻮء اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺮﻗﻤﻲ، ﻓﺎﻟﻔﻘﺎﻋﺔ اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ اﻟﺸﻬرية ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﻤﺜﻞ درﺳﺎ ﻟﻠﺨﻠﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻀﻄﺮب آﻟﻴﺔ اﻟﺴﻮق وﺗﺴﻮد ﻇﺮوف ﻏري ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺗﻀﻊ ﺗﺄﺛريا ﺿﺎﻏﻄﺎ ﻋﲆ ﺗﻮازن اﻟﻌﺮض واﻟﻄﻠﺐ ﰲ ﺳﻴﺎق املﻔﻬﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﺮأﺳﻤﺎﱄ.

ﻟﻜﻦ املﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﺸﺄن اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﺤﺎﱄ واﻟﺘﻐريات اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻹﻟﻜﱰوﻧﻲ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، ﺟﻌﻠﺖ ﺑﻌﺾ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳني ﻳﻔﺮﻋﻮن ﻧﻮاﻗﻴﺲ اﻟﺨﻄﺮ ﻣﻦ ِﺣﱠﺪة ﺑﻌﺾ اﻵﺛﺎر اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻄﺎل اﻻﻗﺘﺼﺎدات املﺤﻠﻴﺔ واﻟﻌﺎملﻴﺔ ﺟﺮاء اﻟﺨﺮوج ﻋﻦ اﻟﻨﻤﻂ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ملﺴﺎرات اﻻﻗﺘﺼﺎدات، واﻟﺘﻲ ُﺷﱢﻜﻠﺖ ﻋﲆ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺘﺠﺎري املﺤﲇ أو اﻟﺒﻴﻨﻲ، وذﻟﻚ ﻫﻮ ﻣﻔﺘﺎح ﻟﻌﺒﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﺗﻜﺎد ﺗُﺮﺳﻢ ﻣﻌﺎملﻪ ﰲ إﻃﺎر ﻣﺎ ﻳُﻌﺮف ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺮﻗﻤﻲ، وﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻳﻀﻊ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺗﻄﻤﺢ ﻛﻞ اﻟﺪول إﱃ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﰲ ﺳﻴﺎق ﺳﺒﺎق اﻗﺘﺼﺎدي ﻣﺤﻤﻮم ﻳﺤﺎول ﻛﴪ ﻗﻮاﻋﺪ ﻟﻌﺒﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﺠﻴﻞ ﻧﻬﺾ، راﻓﻀﺎ ﻓﻜﺮا ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎ ﺳﺎد ﻟﺤﻘﺒﺔ زﻣﻨﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻗﺎﺑﻠﺔ أو ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺒﻘﺎء.

ﺗﺮى ﻣﺎذا ﻳﻮاﺟﻪ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺮﻗﻤﻲ ﰲ ﺿﻮء ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻮل اﻟﻔﻜﺮي اﻟﺠﺎﻣﺢ، اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻗﺎﺑﻼ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي اﻟﺬي ﻗﻴﺪه ﺑﻨﻈﺮﻳﺎت ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ إﻻ ﰲ إﻃﺎر ﺳﻴﺎق ﺗﻄﻮر اﻟﻔﻜﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي املﻄﺎﻟﺐ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﻐريات اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة، اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻒ ﺑﺄن ﺗﺤﱢﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ إﱃ ﻗﺮﻳﺔ ﺻﻐرية، ﺑﻞ إﱃ ﻋﺎﻟﻢ اﻓﱰاﴈ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻫﺎﺗﻔﻚ اﻟﻨﻘﺎل. ﻫﺬا اﻟﺘﻐري اﻟﻔﻜﺮي ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻦ ﺳﺆال ﻛﻬﺬا، وإن ﻛﺎﻧﺖ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺗﻤﻴﻞ ملﺼﻠﺤﺔ اﻗﺘﺼﺎد رﻗﻤﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻦ ﺗﺤﺪ ﻣﻦ ﻃﻤﻮﺣﻪ ﻓﻘﺎﻋﺔ أو أﻛﺜﺮ.