Al-Watan (Saudi)

نظرة على إن لم فمن

- محمد الفال

كتاب حيوي يستفز وعيك منذ البداية، يستأنف الرحلة، معك، بالأسئلة »لماذا اكتبني لتقرأني؟ لماذا اشرحني لتفهمني؟« وكأنه يقول لك: هذا رأي ولك رأيك.. ويحرضك: لا تترك السؤال في رحلة العمر، وإن شاركت الآخرين، ليكن لك سؤالك وإجابتك ورأيك، ليكن لك لونك وبصمتك وذوقك وفهمك وحكمك، لا تكن نسخة مكررة من أحد، حتى وإن ملأ عليك وعاء الإعجاب، وإذا أردت أن تمثل مواقف قدوتك فافعل ذلك باختيارك وإرادتك.

كتاب، رغم سهولة لغته وسلاسة أسلوبه وقرب مأخذه وبعده عن التعقيد، إلا أن سطوره لا تدعك تسترخي وتستسلم للسهولة، فإذا تورطت في ذلك انقطع »الحبل السري« بينك وبينه. فالعنوان »إن لم.. فمن!!..؟« يضعك أمام محصولك من قواعد لغتك وبلاغتها ومقاصد تراكيبها، فلا تستطيع أن تعبر عتبته، بتذوق ومصالحة، دون أن تستنجد بالذاكرة لاستحضار درس »الشرط«، حروفه وأسماءه وأغراضه النحوية والبلاغية، »يشترط« عليك الكاتب، دون أن يقول أو تفطن، هذا الاختبار الإرادي وكأنه يستدرجك لتتوقف عند العنوان غير المسبوق، لينفتح أمام عقلك وذائقتك باب للتأويل يفضي بك إلى ساحة »استقلال الرأي« وحرية الاجتهاد في اختيار ما تطمئن إليه من دلالات تستند إلى ما تختزنه الذاكرة وما تشير إليه الكلمات، كل يرى فيها بقدر ما تسعفه معرفته ويقترب من تقديره، وكأن المؤلف »يستفزك« مرة أخرى، ويدعوك لتشارك في وضع »العنوان« وفهمه وتأويله بما تشاء أو يروق لك، ولكن احذر، لا يغيب عنك أنها »حيلة فنية« أخرى، إياك أن تتورط فيها وتنسى أنه هو من اختار العنوان وأوضح مقاصده عنده، في الصفحة 186 حين قال »لقد أكرمنا الله بجوار بيته العتيق والكعبة المشرفة، ووهبنا الأمن والاستقرار والعيش الكريم، فحق علينا الشكر بالقول والعمل وحمل الرسالة والأمانة، وأن نثبت للعالم أجمع أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، وأن

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia