Al-Watan (Saudi)

مواقف دبر عمرك

-

فؤاد يوسف

تنص التعليمات والاشتراطا­ت التنظيمية للتعمير في المملكة، على ضرورة توفير مواقف سيارات لكل منشأة، سواء أكانت منازل خاصة، شــققاً، مولات، مستشــفيات، جامعات، وغيرها من المباني.

لكن الواقع غــير ذلك على الأقل في بعض المناطق وبعض الأمانات وبعــض البلديــات، لا أعلم كيف تصدر رخصة بنــاء لبناء عمارة شقق سكنية محلات تجارية دون أن يكــون ضمن مخطــط البناء جزء مخصص لمواقف الســيارات التي نص عليه نظــام التعمير في السعودية من سنوات طويلة مضت وإلى الآن، ولكــن على أرض الواقع على ســبيل المثال: تستأجر شقة سكنية وكل يوم يجب أن »تضرب حسابك تدور موقف، إنته وحظك!« وقس عــلى ذلك بعــض الفنادق والمراكز الصحية الخاصة وغيرها..

انتشرت لدينا للأســف ثقافة »دبر عمرك« في كثير من شــؤون حياتنا وأقلها مواقف السيارات، لا شــك أن هنالك مــن التجار والمواطنــ­ين من هــم ملتزمون بتوفير هذه المواقــف لمبانيهم أو مشــاريعهم وليس فقط حباً في تطبيــق النظام ولكــن في رأيي لوعيهــم بأهمية توفــر مواقف للســيارات كأهميــة توفر الماء والكهرباء للمنشأة، ولا يقل أهمية عن الإثنين الآخرين... لكن سلّم لي عليهم فهم في رأيي قليل.

خــذ عندك نــص مقتبس من هذه الأنظمة وبعدها نتكلم كيف تم تجاوزها دون عقاب:»ونصت الاشــتراط­ات عــلى معايير توفير المواقــف للمســاكن الخاصــة والاســتثم­ارية وكذلك الســكنية والصناعية، كما تضمنت ضوابط إنشــاء مبانٍ لمواقف السيارات. وفيما يتعلق بالفنادق فقد حددت الاشــتراط­ات موقفًا لكل 3 غرف

في الفنــدق، وموقفًا لكل شــقة مســاحتها 150 مترًا مربعًا، أو موقفين لأكثر من 150 مترًا مربعًا، بالإضافة إلى موقــف لكل غرفة مع مطبخ صغــير، وموقف لكل 50 مترًا مربعًا للمكاتب والمحلات والمطاعــم، إلى جانب موقف لكل 25 مترًا مربعًا للصالات والقاعات« انتهى.

أنــا وغــيري مــن المواطنين

متأكــدون من قراءة المســؤولي­ن والمختصــي­ن للصحــف اليومية ولهذا المقــال، لا أطالب الأمانات والبلديات بالــرد على هذا الكلام، شبعنا تبريرات؛ بل أطالب »هيئة الرقابــة ومكافحة الفســاد« في شكلها الجديد أن تحاسب الدوائر الحكومية والأهليــة ذات العلاقة التي تصدر تراخيص البناء دون اســتيفاء الشروط أعلاه، والذين يســمحون بطريقــة أو بأخرى بوجود هذه التجاوزات.

غير معقــول إلى زمننا الحاضر نشــاهد شــققا ومباني تجارية تفتقر إلى مواقف ســيارات وكأن هذه المواقف رفاهية وغير أساسية، وفي الحقيقة هي تثقل جيب التاجر وتتعب الإنسان المستأجر أو مرتاد هذه الأماكن ليبحث عن موقف قبل أن يفكر بالنزول لهذه الأماكن.

نتمنى أن تنتهي ظاهرة »مواقف دبر عمرك« وأن يحاسب المتسبب بها في كل منطقة ومحافظة وقرية.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia