ﻫﻞ ﺗﻘﺘﻞ اﻟﻤﺪارس ا'ﺑﺪاع

ﻳﺘﺤﺪث ﻛني روﺑﻨﺴﻮن وﻫﻮ ﻣﺆﻟﻒ وﻣﺤﺎﴐ وﻣﺴﺘﺸﺎر دوﱄ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎت واﻟﺠﻬﺎت ﻏري اﻟﺮﺑﺤﻴﺔ، ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ أن املﺪارس اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﻮﺿﻌﻬﺎ اﻟﺮاﻫﻦ ﺗﻘﺘﻞ ﺣﺲ اﻹﺑﺪاع ﻟﺪي اﻷﻃﻔﺎل. وﻳﺒﺪأ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺑﺄن ﻫﻨﺎك ﺛﻼث أﻓﻜﺎر رﺋﻴﺴﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻴﻬﺎ وأوﻟﻬﺎ وﺟﻮد اﻷدﻟﺔ ﻋﲆ اﻹﺑﺪاع اﻟﺒﴩي ﰲ ﺟﻤﻴﻊ املﺠﺎﻻت، وﺛﺎﻧﻴﻬﺎ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﺎذا ﺳﻴﺤﺪث ﰲ املﺴﺘﻘﺒﻞ؟ واﻟﻔﻜﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻫﻲ اﻟﻘﺪرة اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ اﻷﻃﻔﺎل ﻋﲆ اﻟﺘﻌﻠﻢ واﻹﺑﺪاع. وﻳﺘﻄﺮق ﻛني إﱃ وﺿﻊ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﰲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ وأﻧﻬﻢ ﻏري ﻣﺮﺋﻴني وﻏري ﻣﻘﺪرﻳﻦ، وﻗﻠﻤﺎ ﺗﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﻟﻠﺤﻔﻼت واملﻨﺎﺳﺒﺎت وأﻳﻀﺎ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺘﺤﺪث أو ﻳﺘﺒﻨﻰ ﻣﺸﺎﻛﻠﻬﻢ وﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ. وﻳﻀﻴﻒ ﻛني أن اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﺒﺪؤون ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﺳﻴﺘﻘﺎﻋﺪون رﺑﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﺎم ،2065 ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات. إن ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻃﻔﺎل ﻟﺪﻳﻬﻢ ذات املﻮﻫﺒﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ، واﻹﺑﺪاع ﻻ ﻳﻘﻞ أﻫﻤﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ. واﻷﻃﻔﺎل ﻳﺤﺒﻮن روح املﺠﺎزﻓﺔ واملﺨﺎﻃﺮة وﻻ ﻳﺨﺎﻓﻮن ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ وﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮوف ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺴﺘﻌًﺪا ﻷن ﺗﺨﻄﺊ ﻓﻠﻦ ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺘﻌًﺪا ﻷن ﺗﺒﺪع. وﻟﻜﻦ ﺗﻌﻠﻴﻤﻨﺎ ﻳﻌﻠﻢ اﻷﻃﻔﺎل أﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ أﻻ ﻳﺨﻄﺌﻮا وأن ارﺗﻜﺎب اﻷﺧﻄﺎء أﻣﺮ ﻏري ﻣﻘﺒﻮل وأﻧﻪ أﺳﻮأ ﳾء ﻳﻤﻜﻦ ارﺗﻜﺎﺑﻪ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻞ أوﻟﺌﻚ اﻷﻃﻔﺎل إﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺒﻠﻮغ ﻓﻴﺼﺒﺤﻮن ﺧﺎﺋﻔني ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ وﻏري ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﲆ اﻻﺑﺘﻜﺎر وﻣﻠﺘﺰﻣني ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﻔﻬﻢ واﻟﺤﻔﻆ ملﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﻠﻘﻴﻨﻪ ﻟﻬﻢ. وﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﺑﻴﻜﺎﺳﻮ )إن ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻃﻔﺎل ﻳﻮﻟﺪون وﻫﻢ ﻣﺒﺪﻋﻮن وﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻧﺒﻘﻰ ﻣﺒﺪﻋني ﺧﻼل ﻧﻤﻮﻧﺎ(. إن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻨﻤﻮ ﰲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺣﺎﻟﻴًﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒري ﻋﲆ إﺧﺮاج اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻦ روح وﺻﻤﻴﻢ اﻹﺑﺪاع. ﻻ ﻳﺠﺐ ﻋﲆ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻃﻔﺎل أن ﻳﻜﻮﻧﻮا أﻃﺒﺎء أو ﻣﻬﻨﺪﺳني أو ﻣﺤﺎﴐﻳﻦ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ، وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﻠﻴﻤﻨﺎ اﻟﺤﺎﱄ ﻓﻬﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺎ أو ﻣﱪﻣﺠﺎ أو ﻻﻋﺐ ﻛﺮة أو ﻣﻤﺜًﻼ أو ﻣﻜﺘﺸًﻔﺎ او أدﻳﺒًﺎ وﻛﺎﺗﺐ رواﻳﺔ

أو ﻣﺰارًﻋﺎ أو ﺣﺮﻓﻴًﺎ أو رﺳﺎًﻣﺎ وﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺨﻴﺎرات ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻓﺎﻟﱰﻛﻴﺰ ﻫﻮ ﻋﲆ ﺣﻔﻆ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت واﻟﻜﻴﻤﻴﺎء واﻟﻔﻴﺰﻳﺎء واﻟﻠﻐﺔ. ﺛﻢ ﻳﺘﺴﺎءل ﻛني ﻋﻦ اﻟﻄﻔﻞ ﺷﻜﺴﺒري وﻛﻴﻒ ﻛﺎن ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ وﻛﻴﻒ ﺗﺠﺎوزه ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ. ﻻ ﺷﻚ أن اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت ﻣﻬﻤﺔ وﻟﻜﻦ ﻣﺎذا ﻋﻦ املﴪح واﻟﺮﺳﻢ واﻷدب واﻟﺸﻌﺮ واﻟﺮﻳﺎﺿﺔ.. إﻟﺦ.

إن اﻟﻬﺪف اﻷﺳﺎﳼ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺣﺎﻟﻴًﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ أﻋﲆ درﺟﺎت ﻓﻘﻂ وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﲆ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ أو ﻳﺤﻔﺰﻫﺎ. وﻓﻘﺎ ملﻨﻈﻤﺔ اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﺳﻴﺘﺨﺮج ﺧﻼل اﻟﺨﻤﺴني ﻋﺎًﻣﺎ املﻘﺒﻠﺔ ﻋﺪد أﻛﱪ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺨﺮﺟﻮا ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻷﺳﺒﺎب ﻋﺪة ﻣﻨﻬﺎ اﻻﻧﻔﺠﺎر اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ وﺳﺘﺼﺒﺢ اﻟﺸﻬﺎدات ﺑﻼ ﻗﻴﻤﺔ. ﻓﻜﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮن اﻟﺤﺎل؟ وﻳﺨﺘﻢ

ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜًﻴﺎ أو ﻣﺒﺮﻣًﺠﺎ أو ﻻﻋﺐ ﻛﺮة أو ﻣﻤﺜًﻠﺎ أو ﻣﻜﺘﺸًﻔﺎ أو أدﻳﺒﺎ أو ﻣﺰارًﻋﺎ أو ﺣﺮﻓًﻴﺎ أو رﺳﺎًﻣﺎ وﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﺨﻴﺎرات ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ.

ﻛني ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺑﻘﺼﺔ ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻟني ﻣﺼﻤﻤﺔ اﻷوﺑﺮا اﻟﻌﺎملﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎملﺪرﺳﺔ ﻓﺘﻢ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ أﻫﻠﻬﺎ أن ﻟﺪﻳﻬﺎ اﺿﻄﺮاﺑًﺎ ﰲ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ، وأﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ اﻟﺘﻮﺣﺪ ﰲ ﻋﴫﻧﺎ ﻫﺬا. أﺧﺬﺗﻬﺎ أﻣﻬﺎ إﱃ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﺬي ﺗﺮك ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻟﺤﺎﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﻊ املﻮﺳﻴﻘﻰ وﺧﺮج ﻟﻴﺘﺎﺑﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج ﻣﻊ أﻣﻬﺎ ﻓﻮﺟﺪوﻫﺎ ﺗﺮﻗﺺ. أﺧﱪ اﻟﻄﺒﻴﺐ أﻣﻬﺎ أن ﺟﻴﻠﻴﺎن ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺮﻳﻀﺔ وﻋﻠﻴﻬﺎ أﺧﺬﻫﺎ إﱃ ﻣﺪرﺳﺔ ﻟﻠﺮﻗﺺ. ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﻋﻈﻢ ﻣﺼﻤﻤﺔ رﻗﺼﺎت وﻣﻠﻴﻮﻧرية.