Al-Watan (Saudi)

التقدم العسكري في الشرق ا وسط

- فرانسيس ماكدونو

على الرغم من انتقاد روسيا الشديد لدعم الولايات المتحدة لإسرائيل على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري، اتخذت روسيا خطواتها الخاصة في الشهرين الماضيَين لتعزيز علاقاتها الدفاعية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. فقد أظهرت روسيا على سبيل المثال التزامها المستمر بالعلاقة الدفاعية التي تربطها بالجزائر في أوائل ديسمبر من خلال إرسال »أسطول البحر الأسود« الروسي إلى البحر المتوسط للمشاركة في المناورات البحرية المشتركة مع النظراء الجزائريين. وفي أواخر نوفمبر، أفاد نائب وزير الدفاع الإيراني مهدي فرحي بأن روسيا وإيران أنجزتا الترتيبات التي طال انتظارها لشراء مقاتلات »سوخوي سو35«- ومروحيات روسية الصنع وتسليمها لإيران، إلا أن عدد المقاتلات الذي تنطوي عليه الصفقة غير واضح.

في ليبيا، تشير التقارير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشارك منذ بضعة أسابيع في محادثات مع قائد »الجيش الوطني الليبي« في شرق ليبيا خليفة حفتر بهدف إبرام صفقة دفاعية تقضي بإمداد الجيش بتكنولوجيا الدفاع الجوي وتدريب طياريه مقابل إنشاء قاعدة بحرية روسية في ليبيا. وفي 2 ديسمبر، قام نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف بزيارة إلى حفتر في مدينة بنغازي هي الثالثة في هذا العام.

وعلى الرغم من أن روسيا قد حافظت على الروابط التي تجمعها بـ»الجيش الوطني الليبي« من خلال »مجموعة فاغنر«، تمثّل هذه المحادثات نقلةً نوعيةً نحو بناء علاقاتٍ رسمية. ويشكّل هذا التطور جزءًا من الجهود الروسية لبسط نفوذها والحفاظ على وجودها في منطقة الساحل كما في المتوسط، وتغيير صورة »مجموعة فاغنر« في الوقت عينه. ففي بلدانٍ رئيسية متعددة، بنت المجموعة سمعة سلبية لدى عامة الشعب.

الصين واصلت في الأسابيع الأخيرة جهودها الحثيثة لتوسيع علاقاتها الدفاعية في الشرق الأوسط، ولو على نطاقٍ أضيق مقارنة مع روسيا. في أوائل نوفمبر، حذر مسؤولون أمريكيون من محادثات بين الصين وسلطنة عُمان تهدف إلى إنشاء قاعدة عسكرية صينية في البلاد، على غرار المنشأة العسكرية التي بنتها الصين في جيبوتي عام 2017، وهي القاعدة الوحيدة التي تملكها الصين في الخارج اليوم.

إلا أنه يجدر ذكر نقطة مهمة في التقدم العسكري الظاهر للصين في الشرق الأوسط، ألا وهي رفض الصين المستمر للمشاركة في أي عمليات دفاعية فعلية في المنطقة. وعلى وجه التحديد، لم تبدِ بكين اهتمامًا يُذكر في الانضمام إلى التحالف الدولي الأخير الذي تقوده الولايات المتحدة المعروف باسم »تحالف حارس الازدهار« والرامي إلى توفير الأمن للسفن التجارية في ضوء الهجمات المستمرة التي تنفذها الميليشيات الحوثية على هذه السفن في البحر الأحمر. وقد تبدو الصين تواقة لإبرام الاتفاقات العسكرية، إلا أنها تفتقر حتى الآن للتنفيذ اللازم لكي تتمكن فعلًا من ترسيخ وجودها الدفاعي في المنطقة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia