Al-Watan (Saudi)

*كا ب من لبنان * ينشر بالت امن مع دو ة (أفق) الإلكت ونية.

-

البــابَ أمــام أســئلة الوحــدة، وأســئلة بدائلهــا، مــن تكامليــة وتكافليــة وتنســيقية وتداخــل مهمــات ورعايــة مصالــح مُشــترَكة.. وهــذا الأمــر، مأخــوذ مــن قوميتــه إلى وطنيتــه، يُــشرع النقــاشَ عــلى تفكيـك الخطـاب القطـري الـذي نَفَـضَ يَـدَ مُجتمعــه وسياســاته، مــن خَــوْضِ غمــار النقــاش الجــدي الهــادئ، الــذي لا يغلــب أصحابُــه رَدةَ الفعــل عــلى ضرورة الفعــل، والـذي لا يهـرب المعنيـون بـه إلى الأمـام، إلى جنـة التكـور عـلى الـذات، بعـد أن لَفحتهـم ألســنةُ نــار الانفتــاح والتعــاوُن والتكامُــل.. مــع الأقطــار العربيــة الأخــرى. في ســياق انفتــاح كل ذاتٍ عــلى نقــاشِ ذاتهــا، وعــلى طَلَــبِ الإســهام في نقــاش الــذوات العربيــة الأخــرى، انفتــاح عــلى »منطـق« الكوكبـة، أو العَوْلمـة، الـذي جَعَـلَ المعمــورة »قريــةً كونيــة« صغــيرة. في الأمــر إذن، اســتجابةٌ لقبــول تحــدي الدخــول إلى العـصر، ومـن ثـم الاندمـاج فيـه، اندماجًا لا يلغـي الخصوصيـة الوطنيـة، ولا الشـخصية المســتقلة، للوطنيــة المحليــة، أو القوميــة العامــة، بــل يغنيهــا ويضيــف إليهــا. في هكــذا انفتــاح، وعــلى ضــوء مــا نشــهده عالَميــا، دحْــضٌ لمقولتَــيْن رائجتَــيْن: الأولى، هــي أن الــكل رابــحٌ في العَوْلمــة، والثانيــة، هــي أن النجــاةَ تكــون فقــط، مــن خــلال العـودة إلى الجـذور.. والحـال، أن الانفـلاش، أي الاندمــاج الإلغائــي، يَجعــل »المُتعولِــم« السـائر عـلى غـير هـدى، خـاسرًا في العَوْلمـة، والحـال أيضًـا، أن الـذي يفـر مـن حـاضره ومســتقبله، إلى كهــوفِ تاريخــه، يظــل مَنســيًا في متاهتــه، فــلا ينتبــه أحــدٌ إلى وجــوده، عندمــا تَســحقه عجلــةُ التاريــخ. خلاصــة الأمــر، تصــير البنيــةُ الثابتــة الموروثـة بركـةً آسـنة، إذا لـم تلفحهـا ريـاحُ التغيــير، وهــذه الأخــيرة، يجــب أن تهــب مــن ناحيــة النخــب المجتمعيــ­ة الجديــدة، التــي يعــود إليهــا، وإلى كتلتهــا الاجتماعيـ­ـة المُتداخِلـة المصالـح، أمـرُ صناعـة كل تغيـير.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia