Al-Watan (Saudi)

الوجود الميداني

- جاي سولومون

يوجد قادة ومستشارون من نخبة »الحرس الثوري الإسلامي الإيراني« على الأرض في اليمن، ويلعبون دورًا مباشرًا في هجمات الحوثيين على حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر، فقد نشر »الحرس الثوري الإسلامي الإيراني« مشغلين للصواريخ والطائرات بدون طيار ومدربين على استخدامها في اليمن، بالإضافة إلى أفراد يُقدمون الدعم الاستخبارا­تي التكتيكي للحوثيين، وفقًا لما صرح به مسؤولون أمريكيون وشرق أوسطيون لموقع »سيمافور«.

وقال هؤلاء المسؤولون إن »الحرس الثوري الإسلامي الإيراني« أشرف أيضًا من خلال »فيلق القدس« التابع له في الخارج، على نقل الطائرات الهجومية بدون طيار وصواريخ »كروز« والصواريخ الباليستية متوسطة المدى إلى الحوثيين الذين استخدموها في سلسلة من الضربات على البحر الأحمر وأهداف إسرائيلية في الأسابيع الأخيرة.

ويقول الحوثيون إن عملياتهم العسكرية تهدف إلى مساعدة حركة »حماس« الفلسطينية التي تخوض حربًا مستمرة منذ ثلاثة أشهر مع إسرائيل، وفي الخامس عشر من يناير، أفاد البنتاجون أن الحوثيين ضربوا سفينة الحاويات »إم/في جيبرالتار إيغل«، التي تملكها وتشغلها الولايات المتحدة، في البحر الأحمر، إلا أنهم لم يتسببوا بأضرار كبيرة.

وقالت »القيادة المركزية الأمريكية« إن الحوثيين أطلقوا صاروخًا باليستيًا ثانيًا مضادًا للسفن على جنوب البحر الأحمر، لكنه فشل أثناء تحليقه وسقط على اليابسة في اليمن، وقال مسؤولون أمريكيون وشرق أوسطيون إن الوجود العام »للحرس الثوري الإسلامي الإيراني« داخل اليمن هو تحت إشراف الجنرال عبدالرضا شهلائي، القائد الذي مقره طهران، والذي حاولت إدارة ترمب اغتياله في غارة بطائرة بدون طيار عام 2020 في اليمن، وتعتقد الاستخبارا­ت الأمريكية أن شهلائي منخرط بشدة في العمليات الإرهابية التي تقوم بها طهران في الخارج من خلال دوره كنائب قائد »فيلق القدس«.

ويشمل ذلك دوره في الإشراف على مؤامرة إيرانية فاشلة عام 2011 لاغتيال سفير السعودية لدى الولايات المتحدة آنذاك، عادل الجبير، في أحد مطاعم واشنطن العاصمة، وساعد شهلائي أيضًا، وهو الذي فرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات، في الإشراف على هجمات »الحرس الثوري الإسلامي الإيراني« ضد عناصر الجيش الأمريكي في العراق خلال العقدين الماضيين، وفي عام 2019، عرضت وزارة العدل الأمريكية مكافأة بقيمة 15 مليون دولار مقابل معلومات عن عمليات القائد وشبكاته.

وفي الشهر الماضي، رفع البيت الأبيض السرية عن بعض المعلومات المتعلقة بدعم إيران للحوثيين، بما في ذلك الدعم الاستخبارا­تي والمتعلق بالاستهداف، ولكنه لم يشر إلى الوجود الميداني »للحرس الثوري الإسلامي الإيراني« في اليمن أو إلى دور شهلائي في عمليات الحوثيين.

الوجود الميداني »للحرس الثوري الإسلامي الإيراني« في اليمن، ودوره في توجيه الضربات ضد أهداف غربية، يهدد بإشعال مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة مع استمرار الحرب بين إسرائيل و»حماس« في قطاع غزة.

* معهد واشنطن

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia