Al-Watan (Saudi)

غزة بين ارتفاع القتلى وانخفاض المساعدات ورفض وقف النار

- أبها: الوطن

وصل مســتوى الموت والدمار والتشريد الناجم عن العدوان الإسرائيلي في غزة إلى درجة غير مســبوقة، يرافق ذلك فقد الأمل بانفراجة لوقف القتال.

وذكرت وزارة الصحة في قطاع غزة أن عدد القتلى الفلسطينيي­ن ارتفع إلى أكثر من 25 ألف شخص، وبدت الحكومة الإسرائيلي­ة بعيدة عن تحقيق أهدافها المتمثلة في سحق حماس وتحرير أكثر من 100 رهينة.

كمــا أدى التقدم البطيء وعدد الضحايــا الكبير إلى تهديد بإشعال حرب أوسع تشــمل الجماعات المدعومة من إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن.

ولم تحقق الولايات المتحدة، التــي قدمت الدعم الدبلوماسي والعســكري الأساسي للهجوم، ســوى نجاح محدود في إقناع إسرائيل بتبني تكتيكات عســكرية تقلــل من تعرض المدنيين للخطر وتســهل إيصال المزيد من المســاعدا­ت الإنسانية. كما رفض رئيس الــوزراء الإسرائيلي بنيامــين نتنياهو الدعوات الأمريكية والدولية لخطط ما بعد الحرب التي من شــأنها أن تشمل الطريق إلى إقامة الدولة الفلسطينية.

اجتياح بري

وأدى الاجتياح البري الذي قام به الاحتلال في شــمال غزة إلى تدمير أحياء بأكملها. وتتركــز العمليات البرية الآن على مدينة خان يونس الجنوبية ومخيمات اللاجئين المبنية في وســط غزة والتــي يعود تاريخها إلى حرب عــام 1948 التي أعقبت قيام إسرائيل. وتواصل إسرائيل شــن غاراتها الجوية في جميع أنحاء الأراضي المحــاصرة، بما في ذلك المناطق الواقعة في الجنوب، حيث طلبت من المدنيين البحث عن ملجأ. وتجاهل العديد من الفلسطينيي­ن أوامر الإخلاء، قائلين إنه لا يوجد مكان آمن.

انقسام مت ايد

وتعهــد نتنياهو بمواصلة الهجوم حتى تحقق إسرائيــل »النصر الكامل« على حماس وتعيــد جميع الرهائن المتبقين. ولكن حتى بعض كبار المســؤولي­ن الإسرائيلي­ين بدأوا يعترفون بأن هذه الأهداف قد تكون متنافية. وقال عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، قائد الجيش الســابق غادي آيزنكوت، الأســبوع الماضي إن السبيل الوحيد لتحرير الرهائن المتبقين هو وقف إطلاق النار. وفي انتقاد ضمني لنتنياهو، قال إن الادعاءات التي تقول عكس ذلك هي بمثابة »أوهام«. وقالت حماس إنها لن تطلق سراح المزيد مــن الرهائن حتى تنهي إسرائيل هجومها. ومن المتوقع أيضًا أن تجعل المجموعة أي عمليات إطلاق سراح أخرى مشروطة بتأمين الحرية لآلاف الفلسطينيي­ن المسجونين في إسرائيل. واســتبعدت الحكومة الإسرائيلي­ة ذلك في الوقت الحالي لكنها تواجه ضغوطا متزايدة مــن عائلات الرهائن الذين يطالبون بتبادل آخر، ومن الإسرائيلي­ين المحبطين بســبب الإخفاقات الأمنية التي ســبقت هجوم السابع من أكتوبر، ومن طريقة تعامل نتنياهو مع الحرب. وفي الوقت نفســه، يضغط شركاء نتنياهو في الائتلاف اليمينــي المتطرف عليه لتصعيد الهجوم، حيث يدعو البعض إلى الهجرة »الطوعية« لمئات الآلاف من الفلســطين­يين من غزة وإعادة إنشاء المستوطنات اليهودية هناك. ومنذ بدء الحرب، قُتل 25.105 فلســطينيي­ن في غزة، فيما أصيب 62.681 آخرون، بحســب ما أعلنته وزارة الصحة. وقال المتحدث باســم وزارة الصحة أشرف القدرة إن حصيلة القتلى تشمل 178 جثة تم نقلها إلى مستشفيات غزة منذ يوم السبت. وأضاف أن 300 شخص آخرين أصيبوا في اليوم الماضي. وقال القدرة إنه يعتقد أن العدد الإجمالي للضحايا أعلى من ذلك لأن العديد من الضحايا ما زالوا مدفونين تحت أنقاض الضربات الإسرائيلي­ة أو في مناطق لا يستطيع المسعفون الوصول إليها. وأدت الحرب إلى نزوح نحو 85 % من ســكان غزة من منازلهم، واحتشد مئات الآلاف في الملاجئ التي تديرها الأمم المتحدة ومخيمات الخيام في الجزء الجنوبي من القطاع الساحلي الصغير. ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إن ربع السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يعانون من المجاعة، حيث لا يصل إليهم سوى قدر ضئيل من المساعدات الإنسانية بسبب القتال والقيود الإسرائيلي­ة.

 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia