Al-Watan (Saudi)

القتال حتى

- ديفيد ماكوفسكي

مع دخول الحرب بين »حماس« وإسرائيل مرحلة جديدة، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المزيد من الصعوبات في تحقيق التوازن في العلاقات داخل حكومته ومع البيت الأبيض. وعلى الجبهة العسكرية، سيطرت إسرائيل على معظم مناطق شمال قطاع غزة، على الرغم من أن ما يقدر بنحو 5000 إلى 6000 من مقاتلي »حماس« ما زالوا ينشطون في شبكات أنفاق متنوعة. وقد انتقلت العمليات القتالية الكبيرة بمعظمها إلى وسط القطاع وجنوبه، في حين سرّح جيش الدفاع الإسرائيلي معظم جنود الاحتياط البالغ عددهم 360 ألف جندي والذين تمت تعبئتهم في بداية الحرب، كما سحب بعض القوات لإعادة تدريبها.

ومع ذلك، يبدو الوضع أكثر ضبابية على الجبهتين الدبلوماسي­ة والسياسية. ففي التاسع عشر من يناير، تحدث نتنياهو والرئيس بايدن مع بعضهما البعض للمرة الأولى منذ حوالي أربعة أسابيع، في حين تستمر الخلافات الجوهرية بين رئيس الوزراء وحزب »الوحدة الوطنية« الوسطي الذي أنشأه غانتس. ومن الجدير بالذكر أن غانتس ساعد بانضمامه إلى الحكومة بعد هجمات 7 أكتوبر في تخفيف تأثير أحزاب اليمين المتطرف التي يقودها وزير المالية بتسلئيل سموتريش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وتوجيه تركيز مجلس الوزراء على الهدف المشترك المتمثل بإبعاد »حماس« عن السلطة في غزة. ومع ذلك، فقد أصبحت الخلافات السياسية أكثر بروزاً منذ ذلك الحين، إذ يبدو نتنياهو مقتنعاً بأن غانتس، الذي يشهد تأييداً متزايداً في استطلاعات الرأي، سيترك الحكومة قريباً لاستغلال تراجع شعبية رئيس الوزراء خلال الحرب في الانتخابات المبكرة المحتملة. ولذلك ازداد اعتماد نتنياهو على وزرائه في اليمين المتطرف، الأمر الذي يثير خوف البيت الأبيض.

في 18 يناير، أكد نتنياهو مجدداً أن إسرائيل تسعى إلى »انتصار كامل« على »حماس«، وأفادت بعض التقارير أنه أخبر القادة المحليين في المجتمعات الجنوبية المجاورة لغزة بأنه يتوقع استمرار القتال حتى عام 2025. ويرى وزير الدفاع، يوآف غالانت، أن إسرائيل لن تتمكن من تحرير الرهائن إلا بمواصلة ممارسة الضغط العسكري على »حماس«. إلا أنه على الرغم من العمليات الكبرى التي أدت إلى مقتل حوالي 9000 مقاتل من »حماس«، لم يتم إطلاق أي رهائن آخرين منذ نوفمبر.

* معهد واشنطن

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia