Al-Watan (Saudi)

الخط ا5زرق

- أساف أوريون * معهد واشنطن

شهدت عطلة نهاية الأسبوع الأولى من عام 2024 إحدى أعنف عمليات تبادل إطلاق النار بين »حزب الله« وإسرائيل منذ حرب عام 2006. ففي 6 يناير، أطلق الحزب صواريخ موجهة مضادة للدبابات، وطائرات بدون طيار هجومية، وما لا يقل عن 62 صاروخاً على وحدة المراقبة الجوية الشمالية لإسرائيل في جبل الجرمق، مما تسبب ببعض الأضرار. ووصف »حزب الله« إطلاق النار الكثيف بأنه »رد أولي« على الاغتيال المستهدف للمسؤول الكبير في »حماس« صالح العاروري في بيروت قبل ذلك بأيام.

وفي خضم القتال، أعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التأكيد على »تصميم إسرائيل على إعادة المجتمعات الشمالية إلى ديارها، دبلوماسياً إن أمكن، وإلا بوسائل أخرى«. وبالمثل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت للمبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين: »نحن نفضل طريق التسوية الدبلوماسي­ة المتفق عليها، لكننا نقترب من النقطة التي ستنقلب فيها الساعة الرملية«. ويقوم حالياً مسؤولون أمريكيون وأوروبيون كبار برحلات مكوكية بين بيروت والقدس في محاولة لوقف التصعيد. فما الذي يتطلبه الأمر على وجه التحديد لمنع نشوب حرب في لبنان وربما خارجه؟

بعد يوم واحد من السابع من أكتوبر، بدأ »حزب الله« الهجوم عبر »الخط الأزرق«، وهو الحدود المؤقتة التي رسمتها الأمم المتحدة بين إسرائيل ولبنان. ففي أعقاب حرب عام 2006، اعتمد مجلس الأمن الدولي »القرار 1701«، الذي سعى إلى منع نشوب نزاع آخر من خلال إلزام جعل المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني بأكملها »خالية من أي أفراد مسلحين وأصول وأسلحة غير تلك التابعة للحكومة اللبنانية و»قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان«، أو »اليونيفيل««. وبدلاً من ذلك، أمضى »حزب الله« السنوات الفاصلة بالاستعداد للحرب المقبلة بطرق متعددة، وهي: من خلال زيادة حجم ترسانته ومداها وقدرتها على القتل ودقتها، وبناء قدرة هجومية برية ضخمة على »الخط الأزرق«، وإظهار هذه القدرة من خلال تمارين تحاكي اختراق العوائق الحدودية وأخذ الرهائن، واكتساب قدرات دفاع جوي أدت على ما يبدو إلى تقليص إسرائيل لعملياتها الجوية، وحفر أنفاق هجومية عابرة للحدود دمرتها إسرائيل في عام 2018 لمنع حدوث غزو مفاجئ واسع النطاق.

وعلى الرغم من أن وقف هجمات »حزب الله« كان قضية ثنائية بين إسرائيل ولبنان عبر التاريخ، إلا أنه أصبح اليوم مشكلة متعددة الأطراف. فالحزب تعهد بمواصلة الهجوم طالما استمر القتال في غزة، وتستخدم الفصائل الفلسطينية الأراضي اللبنانية لتوجيه ضربات ضد إسرائيل بإذن من »حزب الله« - كما اتضح من تواجد العاروري في معقل الحزب في الضاحية بعد وفاته.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia