Al-Watan (Saudi)

لستُ من نسل شهرزاد

-

كلّا، لســتُ مــن نَســل شــهرزاد. لا أدُاهِــن الذكوريّــة، ولا أتوسَّــل بالحيَــل، ولا أتّخــذ الكلمــة مرقــاةً إلى جنّــة الحريــم. لــم أنســج حكاياتــي لإنقــاذ حياتــي، ولا ســلكتُ مَســلك الـسرد لأدفـع عـن نفـسي المـوت. أنـا، عـلى نقيـض شـهرزاد، أغُـادِر بالـسرد منطقـة الأمـان لألِـج بمحـض إرادتـي دائــرة الخطــر. الحكــي لا يَســتنقذني مــن المجهــول الــذي يُخبّئــه الصبــاح بـل يرتقـي بـي درجـةً إضافيّـةً عـلى ســلّم المشــقّة والمُكابَــدة اليوميّــة. كــم كانــت حياتــي ســتكون أيــسر وأهــدأ وأبســط لــو لــم يعشِّــش في داخــل جمجمتــي نمــلُ الــسرد. هــل تعرفــون أمّ أربعــة وأربعــين؟ تلــك الدويبــة النشــيطة التــي يُســمّيها الفرنســيّون صاحبــة الألــف رجــل، ويُســمّيها الإنكليــز صاحبــة المائــة؟ حــدسي يقــول إنّ تلــك الخنفســاء جــدّة كلّ النســاء. دَعْــكَ ممّــا تقولــه نظريّــات النشــوء والارتقــا­ء، وانظــر في الوقائـع بعَـيْنٍ غـير تقليديّـة. ألسـتَ معـي في أنّ ذلـك الجُعـل المـدرّع الأسـود الـذي يمـضي يومـه في دفْـعِ كـرة الـروث، ولا يصنـع شـيئًا غـير ذلـك، إنّمـا يصلـح فعـلًا لأن يكـون الجـدّ الأكـبر لأبينـا آدم؟ بـلى، فتعـدُّد المهـامّ ميـزة نسـائيّة خالصـة. خاصيّـةٌ فريـدة في عالَـم الأحيـاء عاقَبتْنـا بهـا الطبيعـةُ لنَظـلَّ راكضــاتٍ بألــفِ رِجْــلٍ في مُختلــف الاتّجاهــات. قطــارات هشّـة، لكـنْ مُثابِـرة، تنهـض بأعبـاءٍ لا طاقـة بهـا لبـشرٍ ذي ســاعدَيْن اثنَــيْن، مــا لــم تكُــن قــد تركّبــت في جســده منــذ ملايـين السـنين آلافُ الأطـراف الجاريـة في تناسُـق. هـل ظلَّـت الذاكـرة البيولوجيّـة للنسـاء مُحتفظـةً بوظائـف آلاف الأطـراف عـلى الرّغـم مـن تخفُّـف أجسـادهنّ منهـا بحتميّـةِ التطـوّر؟ ألَــم يقــلْ عُلمــاء الطيــور عــن جناحَــيْ النعامــة أنّهمــا مــن أثََـرِ طيرانهـا في زمـنٍ سـابق؟ بـلى، قـد يثبـتُ العضـو، عـلى الرّغـم مـن زوال وظيفتِـه، فمـا المانـع إذن أن تَثبـتَ الوظائـف عــلى الرّغــم مــن زوال أعضائهــا؟ يُعجبنـي هـذا التفسـير. يبـدو لي لائقًـا بخيـالِ امـرأةٍ عشَّـش في رأسـها نمـلُ الـسرد. أدافـع عنـه في المجالـس الأدبيّـة التـي تُناقِــش الأدبَ العبثــيّ. أتكلّــم ببــطء لشَــدّ الســامعين، أســعل أحيانًــا لإذكاء التشــويق، ثــمّ أقــول بنــبرة واثقــة: »فرانــز كافــكا كاتــب عبقــريّ.. لقــد صــوّر في »المســخ« رجــوعَ آدم إلى أصلــه الأوّل قَبــل أن يتحــوّلَ إلى الصــورة التــي نعرفــه عليهــا«. يبتســم الســامعون إذا التقطــوا الدرجــة الثانيــة في الخطـاب، فاسـتغلُّ الفرصـةَ لأسـتطردَ في حديثـي الأزليّ عـن أمّ أربـع وأربعـين التـي فقـدتْ بجبريّـة التطـوّر أرجلَهـا الكثـيرة، لكنّهــا لــم تَفقــد ذاكــرة الركــض المحمــوم في كلّ اتّجــاه. كلّا، لســتُ مــن نَســل شــهرزاد ابنــة وزيــر البــلاط، شــهرزاد المرفّهــة المنعّمــة النــؤوم الكســول. أنــا دويبــة عمــول لا تهــدأ. أخُطــئ كلّ يــومٍ إذا حاولــتُ أن أســتظهر مــن ذاكرتــي جــدولَ أعمــالي. محــاضرات الجامعــة، مُناقشـات رسـائل الطـلّاب، مُشـاركات في مؤتمـرات وطنيّـة ودوليّـة، مقـالات تنتظـر الإتمـام لتُنـشَر في مجـلّات علميّـة، بحـثٌ وصـلَ إلى طريـقٍ مسـدود وفي حاجـةٍ إلى إعـادة نَظر، كتــابٌ عــلى قائمــة القــراءات الضروريّــة.. أضــف إلى ذلــك مواعيــد نقْــلِ الأبنــاء بالســيّارة إلى مدارســهم ومعاهدهــم، إعــداد »الكيــك« لإفطــار الغــد، تقشــير الســمكات للغــداء، تقطيــع الســلطة للعشــاء، اصطحــاب ابنتــي الصغــرى إلى طبيــب الأســنان وأخــذ كلبتــي المُســنّة إلى الطبيبــة البيطريّــة. بقــي تدويــر الغسّــالة ونــشْر الثيــاب والكــيّ، وجــلي المواعــين وتنظيــف المطبــخ وترتيــب البيــت وجمْــع الأوراق المتسـاقطة في الحديقـة.. وأشـياء أخـرى سـأتذكّر في الغــد أنّــي نســيتها.. أجـل، أنـا امـرأة لا تسـكن البتّـة، كأنّ تحتهـا مليـون رِجْـلٍ لا أربعًـا وأربعـين. فكيـف خطـر لي أن أزيـد عـلى ازدحـام يومـي محنـة الكتابـة؟ كثــيرًا مــا يُطــرح عــليّ في اللّقــاءات الأدبيّــة سـؤالٌ رومانـسيّ: مـا هـي طقوسـكِ في الكتابـة؟ يَنتظـر الجمهـور أن أحدّثـه عـن الموسـيقى التـي تُلهمنــي، وفنجــان القهــوة الــذي يغمســني في عالَــمٍ ســحريّ، عــن الأوقــات التــي أتخيّرهــا للجلــوس إلى مكتبــي والمــدّة التــي أمضيهــا غائبـةً عـن عالَـم النـاس أتفـاوض مـع الكائنـات الخياليّـة حـول مَســارٍ مشـوِّق وخاتمـةٍ مُقنِعــة. كيــف أفُــسّر لهــم أنّ هــذا الســؤال قــد يصلــح للكاتــب المتفــرِّغ للكتابــة، ولكنّــه لا يصلــح للكاتبــات مــن مثيلاتــي؟ أأَقــول لهــم إنّ طقــوسي في الكتابــة أن أتــدرّب عــلى القفــز فــوق

لســتُ أذكــر متــى بــدأتُ أشــعر بذلــك الدبيــب داخــل رأسي. شيء كالقلــق المُقيــم لا ألــم فيــه ولا لــذّة. فقــط كَــدر طفيــف لا أعــرف ســببه ولا أحُســن وصفــه للنــاس. شــعور غامــض بــأنّ لي التزامًــا معلَّقًــا لا أنجــح في اســتيفائه أو دَينًــا قديمًــا لا أتمكّــن مــن قضائــه. ضيــقٌ مُبهَــم يصحبنــي عــلى مَــدار يومــي كأنّ بــرأسي كهفًــا مظلمًــا لا أدري متــى يطلـع لي منـه الوحـشُ المتـواري فيـه.

بيــد أنّــي ظللــتُ أكُابِــر، وأنفــض رأسي لأعُيــد ترتيــب الأولويّــات فيــه، وأســدّ مخــارج الكهــوف عــسى أن يســكت الدبيــب. لا وقــت لــديّ كــي أذكــر أنّــي قــرأتُ لمارســيل بروســت قولــة مُســتفِزّة: »إمّــا الكتابــة وإمّــا الحيــاة، علينــا أن نختــار بينهمــا«. لــم أشــعر يومًــا أنّ عــليّ أن أختــار بــين الكتابــة وأيّ شيء آخــر. الكتابــة زبــدة الوقــت تتعايــش مــع كلّ شيء. كلّ مــا في الأمــر أنّ الحيــاة في زمـن الكتابـة تصبـح ذات جناحَـيْن، جنـاحٍ يُرفـرف بـك قريبًا مــن الأرض، وآخــر يخفــق بــكَ في الســماء. تكــون الأشــياء مــن حولــك مســطّحة رتيبــة حتّــى تأتــي تلــك الجملــة العجيبــة فتحـطّ في رأسـك وتُقيـم فيـه. هكـذا تبـدأ دَورة الكتابـة عنـدي. جملــة تســكنني لا أعــرف كيــف انتضــدت مفرداتهــا، وكيــف انتظــمَ تركيبهــا، وتكوَّنــت دلالتهــا. جملــة كالنطفــة، يتشــكّل منهـا جنـين الفكـرة، ويُكـسى لحمًـا إلى أن يحـين المخـاض فيولـد النــصّ. »هـذا مـا روتـه زبيـدة حبيبـة الطّاهـر الحـدّاد«. سـكنتْ هـذه الجملــة رأسي بألفاظهــا هــذه لا تزيــد ولا تنقــص. تنقّلــتُ بهــا أيّامًــا وأنــا أحملهــا داخــل رأسي كبيضــةٍ في عــشّ. كيــف خطــرَ لي أن أخلــق للمصلــح التونــسيّ الطاهــر الحــدّاد حبيبــةً وهميّــةً وأتخيّــل أنّ لهــا كلامًــا جديــرًا بــأن يُــروى؟ ذلــك مــن أسرار الأدب التـي لا يعرفهـا أحـد. مـن أسراره أيضًـا أنّ تلـك الجملـة، وقـد تخلّقـت منهـا روايـة »نازلـة دار الأكابـر«، لـن يكـون لهـا وجـود في المَتـن قـطّ. وأغـربُ مـن ذلـك أنّ الشـخصيّة الوحيـدة التـي لـن تـرويَ شـيئًا، ولـن تتكلّـم أصـلًا هـي زبيـدة عَيْنهـا، عــلى الرّغــم مــن أنّ خطّــة الــسرد قامــت عــلى تعــدُّد الــرواة. حصــلَ الأمــر ذاتــه في »الملــفّ الأصفــر«، ولكــن عــلى صــورةٍ مُخيفــة. كانــت الجملــة المُقيمــة في رأسي تُنبــئ بكارثــةٍ وشــيكة أو تجربـةٍ روحانيّـة مرعبـة: »عزيـزي عزرائيـل لمـاذا لا أرى بعـدُ نهايـة هـذا النَّفـق؟« تلـك كانـت نطفـةُ روايتـي الأولى والسـطر الافتتاحـيّ فيهـا. هـل قاومـتُ الخـوف بالكتابـة وحوّلـتُ النذائـر إلى بشــائر؟ أغلــب الظــنّ أنّ هــذا مــا حــدث فعــلًا في غفلــةٍ كاملــة عــن الوعــي. فبــدلًا مــن أن أســتقبل في حياتــي عزرائيــل صنعـتُ لـه حيـوات أخـرى ينـصرف إليهـا ويَنشـغل بهـا عنّـي، فاســتولدتُ مــن العــدم هاجــر وغسّــان ليكــون المــوتُ ثالثهمــا الـضروريّ. هـل كنـتُ، مـن دون أن أدري، أكـرّر صنيع شــهرزاد في دفْــع المــوت بالــسرد، وأنــا لا أفتــأ أتــبرّأ منهــا، ومــن نَســلها؟ هــل يفــدي الكاتــب نفسـه بكتابـه؟ هـل يقـدِّم للخلـود نصَّـه بديـلًا عـن جســده حتمــيّ الفنــاء؟ لســتُ أحــبّ أن أتوغّــل كثــيرًا في هــذه المســارب الفلســفيّة، لأنّهــا تُشــعرني بفداحــة المســؤوليّة. مــا الجديــرُ بــأن أســتنقذه مــن هــذه الــذّات العابــرة في الملكــوت كالشــهقة القصــيرة؟ مــا الجديــر بــأن يكــون هــو الباقــي منّــي بعدمــا أمُــسي في دورة الوجــود غبــارًا؟ الحواجـز؟ أن أنتهـز كلّ مـا يُمكـن انتهـازه مـن فُــرص للاختــلاء بالحاســوب؟ طقــوسي تتلخّــص في عـاداتٍ بسـيطة: ألّا أترفّـع عـن كتابـة السـطر والســطرَيْن كلّمــا وجــدتُ إلى ذلــك ســبيلًا. أحيانًــا تدهمنــي الفكــرة وأنــا عالقــة في ازدحــام السادســة مســاءً، فأخُــرِج الهاتــف وأســجِّل عليــه رسـالةً صوتيّـة أحوّلهـا فيمـا بعـد إلى نـصٍّ مكتـوب. وأحيانًــا يكــون شــيطانُ الــسرد مهــذارًا فأنجــح في مــلء صفحــاتٍ عديــدة بــين موعدَيْــن. طقــوسي أن أكتــب وأنــا أقفــز مــن فــوق الحواجــز اليوميّــة. كلّ مــا في نهــاري يحجزنــي عــن الكتابــة، غــير أنّــي أكتـب. وكلّمـا كتبـتُ صفحـة شـعرتُ بلـذّة الانتصـار. أتمــدّد مثــل شــهرزاد عــلى أسرّة الملــوك لأصــلَ لــذّة الراحــة والرّفاه بمتعــة الحكي والروايــة. أجندتــي الحافلــة بالمواعيــ­د العاجلــة لا تســمح لي بــأن أحيــي اللّيــل أسرد القصـص فـلا يحجزني إلّا طلــوع الصبـاح عـن كلالام كلام شــهرزاد المُبــاح. أنــا، ككلّ النسـاء في بلـدي، امــرأة مشــغولة.. ومشــغولة أكثــر ممّــا ينبغــي. فلْأكتــفِ بتدبُّــر مــا يحــدث في حياتــي عندمــا أبــدأ في الكتابــة، مــا دامَ الخــوضُ في المســائل الفلســفيّة مُدعـاةً للشـجن. مـا يحـدث هـو التـالي: بمجـرّد أن تدهمَنـي تلـك الجملـةُ العنيـدة، تنبـتُ في رأسي لواقـطُ جديـدةٌ مهمّتهـا اقتنـاص ذبْذبـات الوقائـع. فجـأة، تصـير لثرثـرة العجائـز وأحاديـث الغيبـة والنميمـة والقيـل والقـال وللتحليـلا­ت السياسـيّة عـلى القنـوات التلفزيّـة نكهـة وأهميّـة. تنفتـح أذنـاي لضوضـاء العالَـم مـن حـولي كأنّهـا مَنجـمٌ بوسـعي اسـتثمار مـوادّه الخـامّ بعـد مُراكمتهـا ومُعالجتهـا وتدويرهـا. أغلــبُ مــا كان يزعجنــي يصــير مخــبرًا للتجــارب. مخــبر فوضــويّ يتحــرّك فيــه عالَــمٌ مجنــون يَصنــع عـلى مَـدار يومـه خلطـاتٍ عجيبـة ويُجـرِّب تفاعـلاتٍ لا تخطـر عـلى بـال البـشر. أوّل مُنتجـات ذاك المخـبر الافـتراضيّ مصـلٌ عـالي النجاعـة يقـضي عـلى المَلـل. يَزدحـم رأسي بشـخوصٍ طريفـة تتشـاتم وتتعاتـب وتتضاحــك، تُرافقنــي باللّيــل والنهــار خامشــةً بأظافرهــا جــدران الرتابــة. نعــم، أتشــافى بالكتابــة مــن السـأم، أتعـافى مـن عبثيّـة الصخـرة التـي أدفعهـا كلّ يـوم في مسـلكٍ جبـليّ لأجدَهـا في اليـوم المـوالي قـد تدحرجـت إلى السـفح مـن جديـد. أشـعر أنّـي أغتنـم العمـر فيمـا يفيـد، أنّـي أخـطّ عـلى صفحـة الوجـود أثـرًا سـيراه مـن بَعـدي شـخصٌ مـا لا أعرفـه ولا يعرفنـي، بيـد أنّـه سـيَقف مُتمعِّنًـا فيمـا تركْتُـه مـن أثـرٍ، تمامًـا كمـا نَقـف اليـوم مشـدوهين أمـام رسـومات الإنسـان الغابـر عـلى جـدران المغـاور الأثريّـة. هـل تضفـي الكتابـةُ عـلى حياتـي معنـىً؟ لا أظـنّ ذلـك، فحياتـي مليئـة حقٍّـا بمعانيهـا، مليئـة بالحـيرة والأسـئلة الوجوديّـة، مليئـة بعـدم الرضـا عـن النَّفـس وبالتفتيـش عـن الجوهـر. إنّمـا الكتابـة تضفـي عـلى موتـي معنـىً كـي لا يكـون مـروري بهـذا العالَـم شـبيهًا بمـرور أيِّ دويبـةٍ عابـرة. أركـبُ حـروفي كمـا يَركـب أبطـالُ شـهرزاد البسـاطَ الطائــر فــإذا هــي تحلّــق بــي فــوق تفاهــات اليومــيّ وضغوطــه. كأنّ تلــك الدقائــق والســويعا­ت المسروقــة مــن جحيــمِ الواجبــات تُمكّننــي مــن أخْــذِ ثــأرٍ صغــير. هــا أنــا ذا أقــدّ بقــوّة المخيّلــة عالمًــا مُنفلتًـا عـن الإحداثيّـات جميعهـا، عالمًـا لا حـدّ لثرائـه واتّســاعه، أتحــرّر خلالــه مــن الإحســاس بوطــأة الزمـن وضيـق الأمكنـة وفقـر الاحتمـالا­ت، عالمًـا لا حدّ لمرونتـه يـذوب فيـه الفـرديّ في الجماعـيّ والجماعـيّ في الفــرديّ ويســتحيل الحــاضر والمــاضي والمســتقب­ل بدائــلَ تحــت التــصرُّف.

 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia