Al-Watan (Saudi)

وسط الاضطرابات العالمية

- الدمام: زينة علي

يســتمر اقتصــاد المملكــة في تحقيــق نمــوه واســتدامت­ه بشــكل مختلــف ومتميــز عــن غــيره، فبينمــا لا تــزال العديــد مــن الاقتصــاد­ات تعانــي ســجل اقتصــاد المملكــة نمــوا سريعــا، ومــع تذبــذب التضخــم العالمــي تســجل المملكــة انخفاضــا سريعــا في التضخــم. كل ذلــك مدفــوع بالخطــط التــي رســمتها رؤيــة 2030، والعديــد مــن المزايــا التــي تتمتــع بهــا المملكــة كالموقــع الجغــرافي المتميــز، واحتياطيات­هــا الهائلــة مــن النفــط والغــاز الطبيعــي، بالإضافــة إلى قوتهــا العاملــة الشــابة والمتعلمــ­ة التــي تمثــل مــوردًا مهمًــا للتنميــة الاقتصاديـ­ـة. وأوضــح أســتاذ الاقتصــاد في جامعــة الملــك فيصــل الدكتــور محمــد القحطانــي: »سيشــهد العالــم في 2024 ركــودا تضخميــا واقتصاديــ­ا، مــا يــؤدي إلى إحــداث أزمــة في تكلفــة المعيشــة؛ نظــرًا لارتفــاع أســعار الفائــدة، واتســاع الحــرب بــين إسرائيــل وحمــاس، واســتمرار الحــرب الروســية - الأوكرانيـ­ـة.. ناهيــك عــن المناوشــا­ت في مضيــق تايــوان، وصعــود مــا يســمى »الــذكاء الاصطناعــ­ي«. كل ذلــك ســيقود إلى اقتصــاد عالمــي يواجــه تلــك التحديــات، ولا ننــسى اختــلالات سلاســل التوريــد التــي بــدأت في 2021، وزادت 2022 وقــت الغــزو الــروسي لأوكرانيــ­ا، واســتمرت مــع الــصراع الإسرائيــ­لي حتــى 2023.« وأردف القحطانـي: »تضخـم المملكـة سـيكون مسـتقر الأوضــاع، ولــن تكــون هنــاك زيــادة، فالمملكــة قــد حــددت ميزانيتهــ­ا للعــام، ولديهــا الكثــير مــن المفاتيــح التــي تســتطيع أن تديــر مــن خلالهــا أزمــة التضخــم، فبالتــالي لــن تؤثــر تلــك الأزمــة عليهــا بشــكل مبــاشر.« أشــار »القحطانــي« إلى أن البنــوك المركزيــة في حالــة مــن التخــوف، وهنــاك مــؤشرات حــول تخفيــض أســعار الفائــدة في البنــوك المركزيــة الكــبرى عــلى مســتوى العالــم باســتثناء بنــك اليابــان، كمــا يقــول الخــبراء، وســيؤدي ذلــك إلى إلحــاق الــضرر بالــدواء والســلع الغذائيــة، مــا يــؤدي إلى ركــود اقتصــادي ينتــج عنــه تباطــؤ حركــة الاقتصــاد وارتفــاع في تكاليــف الاقــتراض. وعــلى الرغــم مــن ذلــك، نجحــت المملكــة في التعامــل مــع كل تلــك المتغــيرا­ت بــذكاء، وصــدر تقريــر مــن صنــدوق النقــد الــدولي موضحًــا فيــه نمــو اقتصــاد المملكــة مــع الهنــد والصــين وإندونيسـي­ا بمعـدل 4 %، حيـث إن المملكـة اسـتطاعت أن تســخر كل إمكاناتهــ­ا وقدراتهــا، ولا نغفــل قــرارت ســمو ولي العهــد الأمــير محمــد بــن ســلمان -حفظــهُ اللـه- بـأن تكـون الاسـتثمار­ات محليـة بــ60 %، التي كانــت ذات جــدوى عندمــا عــادت الأمــوال إلى الضخ في الاقتصاد المحلي. وذكــر »القحطانــي« أن المملكــة ستســتمر في نهجهـا في 2024 في ظـل هـذه المتغـيرات. كمــا سيشــهد 2024 أزمــة ديــون البلــدان الناميــة، ومــن تلــك البلــدان: إثيوبيــا وكينيــا ولبنــان وباكســتان ومــصر، التــي لا تــزال عاجــزة عــن دفــع ديونهــا، مــا يــؤدي إلى تخلفهــا عــن ســداد الديــون الســيادية لأعــوام ،2026-2025-2024 بينمـا وصـل معـدل التضخـم في الأرجنتـين إلى 140 %، مؤكــدا أن حالــة أزمــة الديــون في الواقــع الاقتصــاد­ي للمملكــة مطمئنــة؛ نظـرًا لقوتهـا الماليـة، ونسـبة الديـن العـام فيهــا تشــكل أقــل مــن 27 % للناتــج الإجمــالي المحــلي، وتعــد هــي الأقــل مــن بـين مجموعـة العشريـن بمـا يتعلـق الديـن العــام للناتــج المحــلي الإجمــالي. وحســب تصنيـف »موديـز«، فـإن المملكـة في منطقـة الاســتقرا­ر ،«A» ومصنفــة اســتقرارا إيجابيــا، ونســبة الديــن العــام للناتــج الإجمـالي المحـلي بهـا مسـتقرة في ظـل أزمـة ديــون البلــدان الناميــة في العالــم. وأفــاد »القحطانــي« بــأن الحــرب البــاردة بـين أقـوى اقتصاديـن في العالـم: الاقتصـاد الصينــي واقتصــاد الأمريكــي ستســتمر، مــا ســينعكس بظلالــه عــلى اقتصــاد 2024 والانتخابـ­ـات الأمريكيــ­ة المقبلــة، بينمــا نجحــت المملكــة في تعزيــز علاقاتهــا الإســترات­يجية مــع الولايــات المتحــدة الأمريكيــ­ة والصــين، والســلام مــع إيــران. كل ذلــك نتــج عنــه اســتقرار المملكــة باســتخدام الــذكاء الســياسي للموقــف الاقتصــاد­ي.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia