Al-Watan (Saudi)

المساعدة ا'مريكية لا يمكن الاستغناء عنها

تشهد الأصوات المؤيدة لنتنياهو تراجعاً كبيراً، لذلك سيتفادى إجراء انتخابات على المدى القريب إذا أمكنه ذلك

- ديفيد ماكوفسكي

على الرغم من أن بايدن ونتنياهو أجريا 16 اتصالاً هاتفياً في الأسابيع التي أعقبت هجمات 7 أكتوبر، إلّا أنهما لم يتحدثا مباشرة منذ حوالي شهر قبل الاتصال الذي جرى في التاسع عشر من يناير، حتى مع تعدد المواضيع التي تشملها الخلافات بين الطرفين، وأولها وقف وزير المالية الإسرائيلي سموتريش تحويل بعض عائدات ضرائب »السلطة الفلسطينية« التي تجمعها إسرائيل وتُستخدم بعد ذلك لدفع رواتب الموظفين في غزة. وفي معرض ردها، قالت »السلطة الفلسطينية« إنها لن توافق على تحويل العائدات جزئياً، الأمر الذي قد يحرم موظفي الضفة الغربية وعناصر الأمن من رواتبهم أيضاً. وقد أعطى الرئيس بايدن هذه المسألة الأولوية نظراً للمصلحة المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والمتمثلة في تجنب اندلاع أعمال عنف في الضفة الغربية، ولكن لم يتم إحراز أي تقدم حتى الآن.

وينطبق الأمر نفسه على بعض المطالب الأمريكية الأخرى، مثل زيادة المساعدات الإنسانية بما يتجاوز الـ 200 شاحنة التي تدخل غزة يومياً، وضمان امتناع الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ أي ضربات بالقرب من المخيمات في جنوب غزة. إلا أنه لم يتم حل هذه القضايا في الاتصال الهاتفي الذي جرى في التاسع عشر يناير.

ويشعر مسؤولو الإدارة الأمريكية بالقلق من أن نتنياهو لن يقف في وجه سموتريش أو غيره من وزراء اليمين المتطرف، في حين أن الرئيس بايدن خاطر سياسياً مع التقدميين في قاعدته بدعمه إسرائيل. وربما يعتقد نتنياهو أنه يجب الاحتفاظ بالمزيد من الخطوات الإنسانية كأوراق مساومة لتحرير المزيد من الرهائن. ولكنه صرّح أيضاً بأن قادة »حماس« غير مبالين بمعاناة سكان غزة، وبالتالي فإن قوة ورقة المساومة هذه موضع شك.

ووفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة، لا يزال الجمهور الإسرائيلي ممتناً للغاية للدعم القوي الذي قدمه الرئيس بايدن خلال الحرب، وبذلك يدرك نتنياهو أنه لا يمكن أن يُنظر إليه على أنه يعتبر المساعدة الأمريكية التي لا يمكن الاستغناء عنها أمراً مفروغاً منه. ولكنه قد يعتقد في الوقت نفسه أن أي مبادرة دبلوماسية عربية قد تكون ذات آفاق محدودة على المدى القريب لأن الحرب لن تنتهي في أي وقت قريب. وبالتالي، من المحتمل أنه يفكر في اتباع مسار آخر.

وفي الوقت الحالي، تشهد الأصوات المؤيدة لنتنياهو تراجعاً كبيراً، ولذلك سيتفادى إجراء انتخابات على المدى القريب إذا أمكنه ذلك، على الرغم من أنه وفقاً لبعض المصادر يريد 63 % من الإسرائيلي­ين إجراءها الآن. ومع ذلك، إذا اضطر إلى خوض حملة سياسية، فسيقوم على وجه الافتراض بتصوير نفسه على أنه حامي إسرائيل من أي مسعى أمريكي لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما يدّعي أنه سيجعل البلاد أكثر عرضة للخطر.

وعلى أي حال، لا تزال إسرائيل في حالة حرب ولا تزال أمريكا حليفتها العظمى الوحيدة. لذلك، يتعيّن على القادة في القدس وواشنطن البحث عن طرق لمنع النزاعات السياسية من إحداث ثغرات يمكن لخصومهما المشتركين استغلالها.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia