Al-Watan (Saudi)

مشكلة البوت المتفشية في x

- سمر قزي * معهد واشنطن

تتصف كل منطقة حرب بعنف ووحشية لا يمكن وصفهما. أضف إلى ذلك هناك ضباب الحرب والتقارير شبه الفورية من مناطق النزاع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمهمة الشاقة المتمثلة بمحاولة فهم الأمور من قبل القارئ أو الناشط عبر الإنترنت. إلا أن المعلومات المضللة تجعل هذه العملية أصعب بكثير.

لكن محاولات مكافحة المعلومات المضللة على »إكس«/»تويتر« أو مشاركة المعلومات أو الآراء التي تنتقد الجماعات الوكيلة لإيران مثل »حزب الله«، يواجهها »جيش إلكتروني« موالٍ لإيران لا يتردد في التلاعب بضوابط الإدارة المحدودة للمنصة في الإنجليزية وخاصة العربية بهدف قمع النقد وتضخيم السردية الخاصة به. هذه الجهود مستمرة منذ سنوات، التلاعب بإدارة محتوى وسائل التواصل الاجتماعي مألوف جدًا. كما يسلط نجاح هذه الأنشطة السيبرانية المنسقة الضوء على فشل موقع »تويتر«، الذي أصبح الآن »إكس«، في إدارة منصة بشكل فعال وفقًا لإرشادات المحتوى الخاصة به.

اعتبر العديد من خبراء المعلومات الرقمية المضللة أن محتوى وسائل التواصل الاجتماعي المتعلق بالحرب يشوبه مستوى »غير مسبوق« من المعلومات المضللة.

فمن خلال تحديد المصدر الصحيح للصور أو مقاطع الفيديو، لا سيما عند الإشارة إلى معلومات مضللة على »إكس«/»تويتر« باللغة العربية، يمكن تفعيل جيش إلكتروني لحسابات فعالة للتنسيق، من المرجح أن يتم الإبلاغ عن حسابات المستخدمين الذين يعبرون عن وجهة نظر لا تتماشى مع السردية المفضلة لهذا الجيش الإلكتروني على خلفية »معلومات كاذبة« أو مسألة أخرى تنتهك المبادئ التوجيهية للنشر الخاصة بـ »إكس«/»تويتر«. وغالبًا ما تؤدي هذه التقارير إلى حظر الظل، ما يتسبب باختناق الخوارزمية التي تروج التغريدات للمتابعين، وفي الواقع، تضييق نطاق وصول رسالة المستخدم. وإذا وردت تقارير كافية من هذا الجيش الإلكتروني، يمكن للخوارزمية أو المراقبين عندها الاستجابة عن طريق حظر الحساب وإزالة المستخدم عن المنصة.

هذه الجهود المنسقة لها تأثير كبير على محتوى من يرغب في نشر معلومات أو أفكار غير ملائمة لهذا الجيش الإلكتروني أو تشكل تهديدا له.

بالنسبة للعديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المستقلين، نعلم أن عملية إدارة المحتوى على »إكس«/»تويتر« معطلة منذ سنوات، باللغة الإنجليزية ولكن باللغة العربية بشكل خاص.

نظرًا لانعدام الشفافية حول كيفية قيام موقع »تويتر«، الذي أعيدت تسميته لاحقًا بـ »X«، بإدارة محتواه، من المستحيل معرفة كيفية تأثير الموظفين الذين يعبرون عن هذه الآراء على القرارات المتعلقة بإدارة المحتوى.

عندما اشترى إيلون ماسك منصة »تويتر«، اعتقدت أنا وبعض زملائي أنه سيتم ربما إيلاء المزيد من الاهتمام للشرق الأوسط بعد أن وعد ماسك بمعالجة مشكلة البوت المتفشية في »تويتر« و»تنظيف تويتر«. ولكن بدلًا من ذلك، ساءت الأمور، كما أن هناك أيضًا القليل من الوضوح بشأن الجهود المستقبلية التي ستُبذل لمعالجة هذه القضية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia