Al-Watan (Saudi)

سعودي يضبط التقويم الزراعي عسير

- أبها: عوض فرحان

وثق الباحث الدكتور عبدالله الموسى في كتابه »التقويم الزراعي في منطقة عسير« الذي صدر أخيرًا مواسم الزراعة في عسير بشكل علمي اعتمادًا على حركة ومطالع النجوم.

وأوضح الموسى لـ»الوطن« أن توثيقه للتقويم الزراعي في عسير استغرق أكثر من 40 عامًا من الدراسة والرصد والبحث، متأثرًا بأهالي قريته في محافظة سراة عبيدة الذين تابعوا ورصدوا حركة الثريا والقمر لتحديد الوقت الملائم لمواسم الزراعة.

وبين أنه تنقل بين قرى ومحافظات المنطقة لفترات طويلة لجمع المعلومات من المزارعين خاصة كبار السن وممن لديهم خبرة بمواقع النجوم وتواريخ ظهورها واختفائها، ومعرفتهم بمنازل القمر وطريقة احتساب أيام الفصول والأنواء، ومسميات النجوم، وأوقات المذاري »الاستزراع« لبعض المحاصيل.

وقال إنه رصد حركة الثريا واقترانها بالقمر، وقارن ذلك مع الأشهر الشمسية التي تعد أكثر ثباتًا مع فصول السنة، على مدار 40 عامًا وتوصل إلى ضبطها ضبطًا دقيقًا، وحدد لكل قران ما يقابله من منازل القمر. أكد الموسى اعتماد مزارعي المنطقة على القرانات »اقتران الثريا بالقمر« بدءًا من قران السابع عشر حتى قران الثالث، بحيث تشمل فصل الخريف المسمى في عرفهم »فصل الشتاء« مرورًا بفصل الشتاء المسمى في عرفهم »فصل الربيع« حتى منتصف فصل الربيع المسمى في عرفهم »فصل الصيف« حيث يعتمدون في زراعتهم وأوقاتهم الفلكية على القرانات. تقترن في فصل الشتاء، الثريا مع القمر في 13 من الشهر الهجري »قران الثالث عشر«، أو قريبًا منه، ويبدأ في السابع من ديسمبر من كل عام، وله من النجوم الإكليل والقلب، ومدته 26 يومًا. وبهذا الاقتران تبدأ المربعانية، وهي بداية البرد الفعلي ودخول الشتاء الحقيقي الذي يسميه أهل المنطقة »الربيع« وفيها بداية زراعة القمح وتعد لياليها أطول ليالي السنة. وفي نجم الإكليل تقول العرب إذا طلع الإكليل هاجت الفحول وشمرت الذيول وتجرفت السيول. وفي نجم القلب تقول العرب إذا طلع القلب جاء الشتاء كالكلب وصار أهل البوادي في كرب. أما قران حادي عشر وهو اقتران الثريا بالهلال ليلة 11 من الشهر الهجري، ويبدأ في 2 يناير من كل عام ميلادي. له من النجوم نجما الشولة والنعائم، وعدد أيامه 26 يومًا، وهو أشد أشهر الشتاء برودة. ويقول المزارعون الأوائل »بالحدى حربة الربيع« أي أشده بردًا، وفيه تبدأ الأشجار اللوزية »الفركس، المشمش، اللوز، البخارة بالإزهار، ويفضل تقليمها قبل دخوله، وفيه تقلم الأشجار متساقطة الأوراق، كالتين والعنب والرمان. وفي قران تاسع تقترن الثريا بالقمر في اليوم التاسع الهجري، ويبدأ في 28 يناير. وله من النجوم نجما البلدة وسعد الذابح، وفيه تشتد الرياح الناهضة، يقول »الأقدمون« بالتسع ميعاد الرياح »الهبايب« وهو شديد البرودة. وفي نجم البلدة تقول العرب »إذا طلعت البلدة حممت الجعدة، وأكلت القشدة، وأخذت الشيخ الرعدة، وقيل للبرد اهدَا«. وفي سعد الذابح تقول العرب »إذا طلع سعد الذابح حمى أهله النابح، ونفع أهله الرائح، وتصبح السارح، وظهرت في الحي الأرايح، وانحجرت الضوابح« خاصة إذا لم ينزل فيه المطر. في قران سابع يقترن الهلال بنجوم الثريا في اليوم السابع من الشهر الهجري أو يقاربها، ويبدأ في 23 فبراير من كل عام ميلادي، وعدد أيامه 26 يومًا. وله من الأنواء سعد بلع وسعد السعود. وفيه يبدأ ظهور الأوراق في الأشجار، وتبدأ كروم العنب في الطلع. ويقول العرب في قران سابع »مجيع وشابع« دلالة على بداية العشب فيتوفر في بعض المواقع ويكون في بعضها في بداية نبته. وفي سعد بلع تقول العرب »إذا

طلع سعد بلع اقتحم الربع، ولحق أهله الهبع، وظهر في الأرض لمع« ومعنى اقتحم الربع، وهو صغير الإبل، أول النتاج يولد في الربيع، ويوسع الخطا حال المشي. ومعنى لحق الهبع، وهو صغير الإبل، آخر النتاج، ويولد في الصيف، يمد عنقه حال المشي، لذا فهو نتاج متأخر وضعيف. وفي سعد السعود تقول العرب »إذا طلع سعد السعود لانت الجلود، وذاب كل جمود، واخضرّ كل عود، وانتشر كل مصرود، وكره في الشمس القعود«.

وهو بداية الربيع الحقيقي، وفي قران سباع يستوي الليل والنهار فيما يسمى بالاعتدال الربيعي، ويتم ذلك في 12 مارس من كل عام ميلادي في منطقة عسير. وفي الجنوب يقولون »قسمناك يا بالسبع صيفٍ وزبرة« يقصدون أنه بداية الربيع، حيث يسمون الربيع صيفًا، بينما يسمون الشتاء ربيعًا، ويقصدون بالزبرة تكوُّن السحاب الركامي جهة شرق منطقة عسير في نوء سعد

السعود.

 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia