Al-Watan (Saudi)

غزو رفح يقطع المساعدات وينسف المحادثات ومصر تهدد بالتعليق

- أبها: الوطن

ظهرت ثلاثة ســيناريوه­ات واضحة تبين أضرار غزو الاحتلال الإسرائيلي لرفــح، حيث هددت مــصر بتعليق معاهدة الســلام مع إسرائيل إذا تم إرســال قوات إسرائيلية إلى مدينة رفح الحدودية ذات الكثافة السكانية العالية، كما إن القتال هناك قد يؤدي إلى إغلاق طريق إمداد المساعدات الرئيسي للقطاع المحاصر.

ونقلــت إحدى القنــوات عن مســؤول في حماس لــم يذكر اســمه قوله إن أي غــزو لرفح سوف »ينســف« المحادثات التي تتوســط فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر والتــي تهدف إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيلي­ين.

الوضع الإنساني

وتأتي المواجهة بين إسرائيل ومــصر، الحليفتين الوثيقتين للولايات المتحدة، في الوقت الذي تحذر فيه جماعات الإغاثة من أن الهجوم على رفح ســيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل في غزة، حيث فر حوالي 80% من السكان من منازلهم، وحيث تقول الأمم المتحدة إن ربع السكان يواجه المجاعة. واقترح نتنياهو، في مقابلة مع قناة ‪ABC News‬ بعنوان »هذا الأســبوع مع جورج ستيفانوبول­وس«، أن المدنيين في رفح يمكن أن يفروا شمالاً، قائلاً إن هناك »الكثير من المناطق« التي تم تطهيرها من قبل الجيش. وقال إن إسرائيل تعمل على تطوير »خطة تفصيلية« لنقلهم. لكن الهجوم الإسرائيلي تســبب في دمار واسع النطاق، خاصة في شمال غزة، ولا يزال القتال العنيف يدور في وســط غزة ومدينة خان يونس الجنوبية. وفي مدينة غزة قام الســكان الباقون بتغطية الجثث المتحللة في الشــوارع أو حملوا الجثث إلى القبور. وكانت بعض الشوارع مكدســة بالرمال الناجمة عن التفجيرات. وتصاعد الدخان من المباني المدمرة. ومن الممكن أن تؤدي العملية البرية في رفح إلى قطع أحد الســبل الوحيدة لتوصيل الإمدادات الغذائية والطبية التي يحتاج إليها قطاع غزة بشدة.

غا ات منتظمة تعليق الاتفاقيات

وجاء التهديد المصري بتعليق اتفاقيات كامب ديفيد، التي تمثل حجر الزاوية في الاستقرار الإقليمي منذ ما يقرب من نصف قرن، بعد أن قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إرسال قوات إلى رفح ضروري لتحقيق النصر في الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر ضد حركة حماس. وقد فر أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى رفح هرباً من القتال في مناطق أخرى، وتكدســوا في مخيمات مترامية الأطراف وملاجئ تديرها الأمم المتحدة بالقرب من الحدود. وتخشى مصر تدفقا جماعيا لمئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيي­ن الذين قد لا يسمح لهم أبدا بالعودة. وخاضت إسرائيل ومصر خمس حروب قبل التوقيع على اتفاقيات كامب ديفيد، وهي معاهدة ســلام تاريخية توســط فيها الرئيس الأمريكي آنذاك جيمي كارتر في أواخر السبعينيات. وتتضمن المعاهدة عدة بنود تحكم نشر القوات على جانبي الحدود. وقامت مصر بتحصين حدودها مع غزة بشكل كبير، حيث أقامت منطقة عازلة بطول 5 كيلومترات )3 أميال) وأقامت جدرانًا خرسانية فوق وتحت الأرض. ونفت المزاعم الإسرائيلي­ة بأن حماس تدير أنفاق تهريب تحت الحدود، قائلة إن القوات المصرية تتمتع بالسيطرة الكاملة على جانبها. ويخشى المسؤولون المصريون أنه إذا تم اختراق الحدود، فلن يتمكن الجيش من وقف موجة من الفارين إلى شبه جزيرة سيناء. وتقول الأمم المتحدة إن رفح، التي يسكنها عادة أقل من 300 ألف شخص، تستضيف الآن 1.4 مليون آخرين فروا من القتال في أماكن أخرى، وهي »مكتظة للغاية.« وقال نتنياهو إن حماس لا تــزال لديها أربع كتائب هناك. وقال لـ ‪ABC News‬ : »أولئــك الذين يقولون إنه لا ينبغي لنا أن ندخل رفــح تحت أي ظرف من الظروف، يقولون في الأساس اخسروا الحرب، وأبقوا حماس هناك.« وأمرت إسرائيل معظم ســكان غزة بالفــرار إلى الجنوب، وأصدرت أوامر إخلاء تغطــي ثلثي القطاع، رغم أنها تنفذ بانتظام غارات جوية في جميــع المناطق، بما في ذلك رفح. وأدت الغارات الجوية عــلى البلدة في الأيام الأخيرة إلى مقتل عشرات الفلسطينيي­ن، بينهم نساء وأطفال.

كارثة المدن ين

وأكد المسؤولون التهديدات المصرية، كما حذرت قطر والمملكة العربية السعودية ودول أخرى من عواقب وخيمة إذا دخلت إسرائيل إلى رفح. وكتب جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، على موقع X: »الهجوم الإسرائيلي على رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية لا توصف وتوترات خطيرة مع مصر.« كمــا حذر البيت الأبيض - الذي أرســل أســلحة إلى إسرائيل وقام بحمايتها من النداءات الدولية لوقف إطلاق النار - من شــن عملية بريــة في رفح في ظل الظروف الحالية، قائلاً إنها ســتكون »كارثة« للمدنيين. مصر: المساعدات: محادثات وقف النا و الرهائن:

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia