Al-Watan (Saudi)

مهمة أسبيدس

- سيلين أويسال

اليوم، سيقوم الاتحاد الأوروبي بإطلاق القوة البحرية »أسبيدس«، وهي بعثة بحرية جديدة منظمة للتصدي لما يشهده البحر الأحمر من اضطرابات متنامية ولاستكمال العمليات الأمريكية الجارية في المنطقة. وتحقق الصلاحية المنوطة بالعملية التوازن بين مختلف الأساليب على مستوى الدول الأوروبية التي يشارك بعضها في الضربات الجوية والصاروخية ضد الحوثيين في اليمن، بينما يفضل البعض الآخر اتخاذ موقف أكثر دفاعياً. ولا تسعى البعثة إلى معالجة الأزمة الحالية فحسب بل إلى تعزيز الإستراتيج­ية البحرية طويلة الأمد للاتحاد الأوروبي أيضاً (والتي كان شمال غرب المحيط الهندي من أولوياتها)، فضلاً عن الجهود الدبلوماسي­ة التي يبذلها تجاه الدول العربية ونشوء دفاع أوروبي.

بينما لا يزال الاتحاد الأوروبي منقسماً نسبياً بشأن الحرب في غزة، فقد توصلت الدول الأعضاء إلى توافق في يناير الماضي حول إنشاء بعثة بحرية في خضم تصاعد تعطيل الملاحة في البحر الأحمر، وكانت السفن التي تملكها وتشغلها شركات أوروبية (على سبيل المثال، شركة »ميرسك« الدنماركية) من ضمن أهداف الحوثيين منذ اندلاع الحرب. ويجدر بالذكر هنا أن الممرات في البحر الأحمر تستأثر بشكل عام بنسبة تصل إلى حوالي 12 في المائة من التجارة العالمية و40 في المائة من التجارة بين آسيا وأوروبا، لذا فإن الاضطرابات المستمرة يمكن أن تهدد المصالح الإستراتيج­ية الأوروبية.

وتقتضي مهمة »أسبيدس« تعزيز الردع في المنطقة وحماية السفن التجارية من هجمات الحوثيين. ووفقاً لبعض التقارير، ستستقبل اليونان البعثة وتقودها، في حين ستكون فرنسا وألمانيا وإيطاليا من الدول الرئيسية المشاركة.

وتأتي بعثة »أسبيدس« لاستكمال عملية »حارس الازدهار« الحالية التي تعمل بقيادة الولايات المتحدة ومشاركة الكثير من الدول الأوروبية، لا سيما الدنمارك واليونان وهولندا. كما تدخل فرنسا وإيطاليا في عضوية تلك البعثة، إلا أنهما تعملان في المنطقة تحت إمرة قياداتهما الوطنية.

لطالما كانت حرية الملاحة من أولويات الاتحاد الأوروبي. ومع تزايد الجدال حول المضائق والممرات البحرية الأساسية، صنّف الاتحاد الأوروبي منطقة شمال غرب المحيط الهندي بأنها »منطقة بحرية ذات أهمية« في عام 2022، تمتد على مساحة كبيرة من مضيق هرمز إلى مدار الجدي ومن البحر الأحمر نحو وسط المحيط الهندي، ويتطلب ذلك زيادة التنسيق البحري الأوروبي من خلال آلية تسمى »الوجود البحري المنسق«.

كما يتوافق هذا التصنيف مع اهتمام الاتحاد الأوروبي الدؤوب بمنطقة شمال غرب المحيط الهندي منذ أن بدأت ببذل الجهود لتحقيق التكامل على الصعيد البحري. فوسط تزايد التهديدات وانعدام الاستقرار في القرن الإفريقي، أطلق الاتحاد الأوروبي في عام 2008 عملية »أتالانتا«، وهي بعثة بحرية تضطلع حالياً بمكافحة القرصنة، ومكافحة تهريب المخدرات والأسلحة، وحماية شحنات برنامج الغذاء العالمي وغيرها من عمليات الشحن المعرضة للخطر.

* معهد واشنطن

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia