Al-Watan (Saudi)

297 عاما محطات ملهمة في تاريخ السعودية

- أبها: محمد الفهيد

تعود جــذور المملكــة العربية الســعودية إلى أقدم الحضارات في شــبه الجزيرة العربية. فعلى مر القرون، لعبت شبه الجزيرة دورًا مهمًا في التاريخ كمركز تجاري قديم وكمهد للإسلام. ومنذ أن أسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود المملكة العربية السعودية الحديثة في عام 1932، كان الأمر تحول الدولة السعودية بشكل مذهل.

في غضون بضعة عقود قصيرة، حولت المملكة نفسها من دولــة صحراوية إلى دولة حديثــة ومتطورة ولاعبًا رئيسًا على الساحة الدولية وذلك في مختلف المجالات.

»الوطن« اســتقصت تاريخ المملكة العربية السعودية من خلال بحث كامل لشبه الجزيرة العربية وهو النطاق الجغــرافي التي تقع فيه المملكــة وذلك من عدة مصادر بعضها تاريخية وبعضها توثيقية عالمية، مثل كتاب The WorldFact الصادر عن الحكومة الفيدرالية الأمريكية.

التاريخ المبكر

يعود أول دليل ملموس على الوجود البشري في شبه الجزيرة العربيــة إلى 15000 إلى 20000 عــام. إذ جاب الصيادون ومربو الماشية قفار الجزيرة العربية، وعاشوا على الحيوانات والنباتات البرية. ومع ذوبان الغطاء الجليدي الأوروبي خلال العصر الجليدي الأخير، منذ حوالي 15000 عام، أصبح المناخ في شبه الجزيرة جافًا. فالســهول الشاســعة التي كانت مغطــاة بالأراضي العشــبية المورقة أفســحت المجال للأحراش والصحاري، واختفت الحيوانات البرية. اختفت أنظمة الأنهار أيضًا، تاركة في أعقابها قيعان الأنهار الجافة (الوديان) الموجودة في شــبه الجزيرة اليوم. وأجبر تغير المنــاخ البشر على الانتقــال إلى الوديان الجبلية الخصبــة والواحات. لم يعودوا قادريــن على البقاء على قيد الحياة كصيادين، وكان عليهم تطوير وســيلة أخرى للبقاء على قيد الحياة. نتيجة لذلك، تطورت الزراعة - أولًا في بلاد ما بين النهرين، ثم وادي نهر النيل، وانتشرت في النهاية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وجلب تطوير الزراعة ميزات أخرى، مثل أن ســمح الفخار للمزارعين بتخزين الطعام، وتم تدجين الحيوانات، بما في ذلك الماعز والماشية والأغنام والخيول والجمال، وتخلى الناس عن الصيد تمامًا. هذه التطورات جعلت الزراعة المكثفة ممكنة. في المقابل، أصبحت المستوطنات أكثر ديمومة، ما أدى إلى أسس ما نســميه الحضارة - اللغة والكتابة والأنظمة السياســية والفن والهندسة المعمارية.

مركز تجاري قديم

تقع شبه الجزيرة العربية بين المركزين العظيمين للحضارة، وادي نهر النيل وبلاد ما بين النهرين، وكانت مفترق طرق العالم القديم. والتجارة حاسمة بالنسبة لتنمية المنطقة. أصبحت طرق القوافل شرايين تجارية جعلت الحياة ممكنة في شبه الجزيرة ذات الكثافة السكانية المنخفضة. وطور سكان شبه الجزيرة شبكة معقدة من طرق التجارة لنقل البضائع الزراعية المرغوبة للغاية في بلاد ما بين النهرين ووادي النيل وحوض البحر الأبيض المتوســط. وشملت هذه العناصر اللوز من الطائــف، والتمر من العديد من الواحات، والعطريات مثل اللبان والمر من سهل تهامة. كانت التوابل أيضًا عناصر تجارية مهمة. إذ تم شــحنها عبر بحر العرب من الهند ثم تم نقلها بواسطة قافلة. سافرت القوافل الضخمة مما يعرف الآن بعمان واليمن، على طول طرق التجارة العظيمة التي تمر عبر منطقة عســير ثم عبر مكة المكرمة والمدينــة المنورة، ووصلت في النهاية إلى المراكز الحضرية في الشمال والغرب. ظل سكان شــبه الجزيرة العربية بمنأى إلى حد كبير عن الاضطرابات السياسية في بلاد ما بين النهرين ووادي النيل وشرق البحر الأبيض المتوســط. وكان الطلب على ســلعهم وخدماتهم كبيرًا بغض النظر عن القــوة المهيمنة في الوقت الحالي - بابل أو مصر أو بلاد فارس أو اليونان أو روما. بالإضافة إلى ذلك، شــكلت المساحة الصحراوية الكبيرة لشبه الجزيرة حاجزًا طبيعيًا يحميها من غزو الجيران الأقوياء.

اﻟﺈمبراطور­ية اﻟﺈسﻠﺎمية

بعد أقل من 100 عام من ولادة الإســلام، امتدت الإمبراطور­ية الإسلامية من إســبانيا إلى أجزاء من الهند والصين. بالرغم من أن مراكز القوى السياسية قد انتقلت من شبه الجزيرة العربية، فإن التجارة ازدهرت في المنطقة. أيضًا، بدأ عدد كبير من الحجاج في زيارة شبه الجزيرة بانتظام، واستقر بعضهم في المدينتين المقدســتي­ن مكة المكرمة والمدينة المنورة. وســهل هؤلاء الحجاج تبادل الأفــكار والثقافات بين شعوب شــبه الجزيرة والحضارات الأخرى في العالمين العربي والإسلامي. كان ظهور اللغة العربية كلغة للتعلم الدولي عاملًا رئيسيًا آخر في التطور الثقافي لشبه الجزيرة العربية. أصبح العالم الإسلامي مركزًا للتعلم والتقدم العلمي خلال ما يعرف باســم »العصر الذهبي«، وقدم العلماء المسلمون مساهمات كبيرة في العديد من المجالات، بما فيفي ذلك الطب والبيولوجي­ا والفلســفة وعلم الفلك والفنون والأدب. وأصبحت العديد من الأفكار والأســالي­ب التي ابتكرها العلماء المسلمون أساس العلوم الحديثة. ازدهرت الإمبراطور­ية الإسلامية بشكل جيد في القرن 17، عندما انقسمت إلى ممالك إسلامية أصغر. دخلت شبه الجزيرة العربية تدريجيًا فترة من العزلة النســبية، بالرغم من أن مكة المكرمة والمدينة المنورة ظلتا القلب الروحي للعالم الإســلامي واستمرتا في جذب الحجاج من العديد من البلدان.

الدولة السعودية اﻟﺄولى

تأسست الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ الموافق 1727م، وهي الفترة التي حكم فيها الإمام محمد بن سعود 40 ســنة بين الفترة (1139 - 1179هـ الموافق 1727 - 1765 م)، واستطاع خلالها الإمام الانتقال بالدرعية من مرحلة المدينة الدولة إلى مرحلة الدولة الســعودية الأولى، وهو مــا تم بصدور الأمر الملكي رقم (أ/ 371)، وتاريخ 24/ 6/ 1443هـ بتحديد يوم (22 فبراير) من كل عام يومًا لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم (يوم التأسيس). وتعد هذه الدولة أول كيان ســياسي يعيد للجزيرة العربية وحدتهــا التي افتقدتها بعد خروج العاصمة الإسلامية عنها خلال النصف الأول من القرن الأول الهجري، كما أنها العمق التاريخي للمملكة العربية السعودية.

الدولة السعودية الثانية

هي الدولة التي أسسها الإمام تركي بن عبدالله عام 1240هـ/1824م، واتخذ الرياض عاصمة لها، واســتطاعت أن تحافظ على الحكم لمدة 69 عامًا، بدءًا من 1240هـ - 1309هـ/-1824 1891م، وتعاقب على حكمها خلال تلك الفترة أربعة من الأئمة من أسرة آل ســعود، أولهم الإمام تركي بن عبدالله، حفيد مؤســس الدولة الســعودية الأولى الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، وآخرهم الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي، والد مؤســس المملكة العربية السعودية، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. بعد سقوط الدولة الســعودية الأولى، بدأت أولى محاولات إقامة الدولة السعودية من جديد حينما بدأ الإمام تركي بن عبدالله مسيرة إعادة تأسيس الدولة من جديد. وتعد الدولة السعودية الثانية امتدادًا للدولة السعودية الأولى، إذ تشتركان معًا في سلالة الحكم والتقاليد والرسالة، كما اعتمدت الدولة السعودية الثانية في بســط حكمها على الأسس والمبادئ التي ورثتها من الدولة السعودية الأولى، وظلت بعض المناطق تحاول أن تحكم نفســها، قبل أن تُوحّد مُجددًا ضمن حدود الدولة الســعودية. واتخذت الرياض عاصمة للدولة السعودية الثانية بدلًا من الدرعية، واتخذ الحكم في أبناء الأمير عبدالله بن محمد بن ســعود بدلًا من أبناء أخيه الإمام عبدالعزيز ثاني حكام الدولة السعودية الأولى.

السعودية الحديثة

الدولة الســعودية الثالثة، هذه الدولة العظمى وريثة الدولتين الســعوديت­ين الأولى (1744هـ1818­م) والثانية (1824هـ1891-م)، وتأسست في (5 شوال 1319 هـ - 15 يناير 1902م)، عــلى يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل ســعود والذي تمكن من اســتعادة مدينة الرياض ليؤسس الدولة السعودية الحديثة والمعاصرة (المملكة العربية السعودية). عرفت الدولة الســعودية الثالثة بداية عهدها باسم إمارة الرياض وبعد ضم الأحساء سميت إمارة نجد والأحســاء وتمكنت الإمارة من التوسع حتى اســتطاعت عام 1921 من السيطرة على كامل أراضي نجد بعد إسقاط إمارة حائل المنافسة، وأصبحت إمارة نجد والأحساء تعرف باسم سلطنة نجد ومن ثم مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها واستمر الاسم قائمًا حتى إعلان قيام المملكة العربية السعودية عام 1932.

 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia