البعد غنيمة الإقراض حيلة ناجعة تخلص من المزعج

»البعد غنيمة« مقولة طالما ترددت لتشير إلى أن تجنب بعض الأشخاص والغنيمة.

ويرى كثيرون أن المقصود بها، وأفضل تفسير لها، هو الحفاظ على الحدود في العلاقات والإبقاء على مسافة مجازية بينك وبين الآخر الذي يكون دخوله وتدخله في حياتك أمراً مؤذياً ومزعجاً لك، لأنه لا يراعي خصوصية، ولا يحفظ أصولاً ولا يتمتع بلباقة.

وتتناول الأمثال الشعبية المتداولة كثيراً من الإشارات التي تركز على المشاكل التي يسببها الاختلاط المبالغ به بأمثال هؤلاء المزعجين، ومنها »عِشرة الناس توجع الراس«، وكأنها تطالب الإنسان بالانعزال عن الآخرين.

وبغية تجنب هؤلاء استخدم البعض حيلة مكلفة بعض الشيء، لكنها من الحيل التي لا تخلو من الطرافة، وقد تناقلها كثيرون، ورأوا فيها وسيلة ناجعة ليتخلص الشخص من آخر يسبب له الإزعاج، وتتمثل هذه الحيلة أو الوسيلة بأن يقوم الشخص المنزعج بإعطاء المزعج مبلغاً من المال على سبيل الدين، مع علمه أن هذا المزعج لن يرد له دينه بل سيبدأ التهرب منه حتى لا يطالبه بسداد دينه، وهو الهدف المقصود أساساً من تسليف هذا الشخص ذلك المبلغ.

والابتعاد عنهم يعد

بمثابة المكسب يفسر الراوي، أحد أعيان منطقة نجران محمد آل هتيلة مقولة »البعد غنيمة« بأنها ترمي إلى البعد عن الشر، وعن كل من ينقل الأخبار السيئة، وقال »هم كثيرون للأسف، وهم يدمنون نقل الأخبار السيئة والمحزنة والمفجعة والمشاكل الأسرية والمرضية وما إلى ذلك«. ويوضح أكثر »سأضرب مثالاً، وهو أن يقيم شخص ما وليمة دعا إليها عدداً من الأقارب والأصدقاء والجيران، وأنت لم تكن مدعواً ولم تحضر ولم تعلم عنها شيئاً، ومن ثم يأتيك شخص آخر فيخبرك بأن ذاك الشخص أقام الوليمة، ويسألك لماذا لم تكن موجوداً؟ أو لماذا لم تحضر؟ ولماذا لم يقم صاحب الوليمة بدعوتك؟ فتجيبه (البعد غنيمة)، فيما معناه أن البعد عن ذلك الشخص غنيمة، وهذا هو الذي يحصل في وقتنا الحالي، فالبعد غنيمة والوحدة عبادة، فكم من شخص لا تتمنى سماعه أو مقابلته لأن في لقائه شراً ومشاكل، فهو إما أن ينقل إليك أخباراً غير سارة، أو يحترف النميمة لعلمه أنها ستخلق المشاكل، فلمثل هذا ولأمثاله يقال ‘البعد غنيمة‘«. يوافق مشرف التوجيه التربوي والمهني بإدارة التوجيه بتعليم منطقة نجران حسين مهدي آل عقيل على أن »البعد غنيمة وربح ورأس مال في حالات عدة«. ويضيف »إذا كان الذي أمامك لا يتمتع بالخصال الحميدة والخلق الرفيع الذي معه ومن خلاله تستطيع بناء علاقة احترام وود وتعاون بينكما فهنا يكون البعد عنه غنيمة، ففي هذا الوقت الذي يطلق عليه زمن المصالح والماديات عليك فرز تلك العلاقات مع العديد من الأشخاص بحيث تُبقي لنفسك الأصلح منهم وتبتعد عن الآخرين لأن ليس من قربهم فائدة تذكر بعيداً عن الفوائد والمصالح الدنيوية فنحن هنا نتحدث عن العلاقة الجيدة والأخوة الصادقة والاحترام المتبادل وبذلك فأنت تُريح وتستريح». ويتابع«علينا ندرك حقيقة غائبة عن كثيرين، وهي أن كثرة الناس من حولك لا تفيدك ولا تنفعك بل تضرك، فالعلاقات الجيدة لا تُقاس بالكم وإنما بالكيف، فعليك بالانتقاء الجيد».

أن

نجران: قاسم الكستبان