Al-Watan (Saudi)

تواصل موجات اللجوء نحو أوروبا

- بسام الأحمد

خلال السنوات الأخيرة، تراجع الاهتمام الدولي بالصراع في سوريا أكثر فأكثر وابتعد عن دائرة الضوء، لكن مع اندلاع الحرب في غزة والاستحقاق­ات الانتخابية المقبلة في مختلف بلدان العالم، وصل الاهتمام الدولي بسوريا إلى مستوى منخفض جديد. وفى هذه المرحلة ينتظر السوريون معجزة حقيقية، لكنها لا تبدو وشيكة ولا مرجّحة. ففي الوقت الذي يترقب فيه ما لا يقل عن 3 مليارات ناخب في 77 بلدًا حول العالم، الإدلاء بأصواتهم خلال العام 2024، فيما سمّي بـ»عام الانتخابات«، بدأ ملايين السوريون عامهم الجديد في ظل دخول النزاع في بلدهم عامه الثالث عشر.

فتحت الحرب في غزة الباب أمام جهات فاعلة أخرى لتحقيق نجاحات سياسية في الشرق الأوسط على حساب المصالح الأمريكية. وبالتوازي، وانتقامًا من المواقف الغربية السابقة ضد غزوها العسكري لأوكرانيا، وسياسات بكّين بحقّ تايوان، وبغية تسجيل مواقف سياسية والظهور كقوى دولية مقبولة وقريبة من قضايا شعوب المنطقة العربية بالأخصّ فلسطين، حاولت كل من روسيا والصين استغلال حرب غزة هي الأخرى، والعودة مجددًا إلى الواجهة كدول ذات تأثير في مجلس الأمن الدولي، وأقرب لتطلعات الشعوب العربية وقضيتهم المركزية فلسطين، من أي وقت مضى.

أدت معارضة العمليات العسكرية الإسرائيلي­ة في غزة إلى تبدل التحالفات السياسية بين العديد من الجهات الفاعلة المشاركة في الصراع السوري؛ حيث بدت الدول العربية والإسلامية ونظام الأسد وتركيا وإيران وروسيا أقرب سياسيًا لبعضهم البعض أكثر من أي وقت مضى خلال العقد الماضي، عدا عن ذلك، شتت هجوم حماس يوم 7 أكتوبر والحرب اللاحقة، التركيز الدولي المتضائل أساسًا حول سوريا.

فيما وجدت القوات الأمريكية في المنطقة نفسها تحت وابل من الهجمات التي نفذتها أذرع إيران العسكرية وميليشياته­ا العاملة بالوكالة، خاصة تلك النشطة في العراق سوريا، في غضون ذلك كانت المناطق الخاضعة للقوات الكردية، حليفة واشنطن الأساسية في حربها ضد داعش، يتمّ الانتقام منها مرة أخرى.

من المؤكّد أنّ الهجمات المتكررة على قواعد التحالف الدولي من قبل الميليشيات المرتبطة بإيران انطلاقًا من سوريا والعراق، والقصف التركي المتعمّد على البنية التحتية في شمال شرق سوريا، يسهمان جنبًا إلى جنب في تقويض الاستقرار بالمناطق المحررة من تنظيم داعش.

* معهد واشنطن

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia