Al-Watan (Saudi)

كيف تسيطر الجماعات على اللغة العربية في x

- سمر قزي معهد واشنطن *

تتصف كل منطقة حرب بعنف ووحشية لا يمكن وصفهما. أضف إلى ذلك هناك ضباب الحرب والتقارير شبه الفورية من مناطق النزاع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمهمة الشاقة المتمثلة بمحاولة فهم الأمور من قبل القارئ أو الناشط عبر الإنترنت. إلا أن المعلومات المضللة تجعل هذه العملية أصعب بكثير.

لكن محاولات مكافحة المعلومات المضللة على »إكس«/«تويتر« أو مشاركة المعلومات أو الآراء التي تنتقد الجماعات الوكيلة لإيران مثل »حزب الله«، يواجهها »جيش إلكتروني« موالٍ لإيران لا يتردد في التلاعب بضوابط الإدارة المحدودة للمنصة في الإنكليزية وخاصة العربية بهدف قمع النقد وتضخيم السردية الخاصة به. هذه الجهود مستمرة منذ سنوات، كناشطة لبنانية حاولت انتقاد »حزب الله« علنًا عبر الإنترنت خلال الأزمة المالية في لبنان في عام 2019، أجد أن هذا التلاعب بإدارة محتوى وسائل التواصل الاجتماعي مألوف جدًا. كما يسلط نجاح هذه الأنشطة السيبرانية المنسقة الضوء على فشل موقع »تويتر«، الذي أصبح الآن »إكس«، في إدارة منصة بشكل فعال وفقًا لإرشادات المحتوى الخاصة به.

اعتبر العديد من خبراء المعلومات الرقمية المضللة أن محتوى وسائل التواصل الاجتماعي المتعلق بالحرب يشوبه مستوى »غير مسبوق« من المعلومات المضللة. فقد نشرت حسابات مثل @ JACKSONHIN­KLLE، الذي لديه 2.4 مليون متابع والعدد إلى ازدياد، منشورات على نطاق واسع على الرغم من انتقاد خبراء المعلومات المضللة الحساب بشكل متكرر على خلفية مقاطع الفيديو المنسوبة بشكل خاطئ والمعلومات الكاذبة.

كناشطة على الإنترنت، فإن ردي عندما أرى صورة لمقطع فيديو منسوب بشكل خاطئ إلى غزة، ولكنه في الواقع يعود للحرب السورية أو اليمنية، يتمثل في الإبلاغ عنها. لكن هنا يتداعى النظام أكثر. فمن خلال تحديد المصدر الصحيح لهذه الصور أو مقاطع الفيديو، لا سيما عند الإشارة إلى معلومات مضللة على »إكس«/«تويتر« باللغة العربية، يمكن تفعيل جيش إلكتروني فعلي تابع لـ »محور المقاومة«، بما في ذلك »حزب الله« و«حماس« و«الحشد الشعبي«، التي غالبًا ما تستهدف هذه الجهود وتستفيد من الموارد النقدية الوفيرة لمؤيديها الإيرانيين.

نظرًا لعدد هذه الحسابات والطبيعة الفعالة للتنسيق، من المرجح أن يتم الإبلاغ عن حسابات المستخدمين الذين يعبرون عن وجهة نظر لا تتماشى مع السردية المفضلة لهذا الجيش الإلكتروني على خلفية »معلومات كاذبة« أو مسألة أخرى تنتهك المبادئ التوجيهية للنشر الخاصة بـ »إكس«/«تويتر«. وغالبًا ما تؤدي هذه التقارير إلى حظر الظل، ما يتسبب باختناق الخوارزمية التي تروج التغريدات للمتابعين، وفي الواقع، تضييق نطاق وصول رسالة المستخدم. وإذا وردت تقارير كافية من هذا الجيش الإلكتروني، يمكن للخوارزمية أو المراقبين عندها الاستجابة عن طريق حظر الحساب وإزالة المستخدم عن المنصة.

أن قيادة شركة تويتر قد أعربت عن قلقها بشأن إشكالية التوازن بين إدارة المحتوى وحرية التعبير، وذلك قبل وبعد شراء ماسك لها. لكن عندما تتعلق القضية بهذا التخوف، فإن الأمر يستحق العودة إلى كتاب فريدريش هايك »دستور الحرية«، الذي يناقش فيه قيم الحرية التي يعتقد أنها يجب أن تستمر في توجيه المجتمعية الغربية. إحدى النقاط الرئيسية هنا هي أن مزيجً من التسامح والتعصب قد يُعيق في نهاية المطاف المجتمع الحر بدلاً من تعزيزه.

مع ذلك، برزت بعض بوادر التغيير، فقد قامت منصة »إكس« بحذف المئات من الحسابات المرتبطة بحركة »حماس« في الأسبوع الذي أعقب هجوم 7 أكتوبر.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia