Al-Watan (Saudi)

تصنيف شبكات داعش

- هارون ي. زيلين * معهد واشنطن

في 21 مارس 2023، أطلق معهد واشنطن خريطة مختارة للأنشطة العالمية لتنظيم (داعش) كوسيلة لتتبع وضع التنظيم الجهادي العالمي وفهمه بشكل أفضل. ويتضمن المشروع الجاري بيانات عن نشاط التنظيم الدعائي، وتبني مسؤولية الهجمات، والعقوبات المالية، والاعتقالا­ت، وعوامل أخرى، مما يقدم لمحة أكثر شمولية للتنظيم من البيانات المتعلقة بالهجمات وحدها.

وبعد مرور عام، ترسم البيانات مجتمعةً صورة تحذيرية. وعلى الرغم من أن »الولايات« الأساسية لتنظيم »داعش« في العراق وسوريا لا تزال ضعيفة وواهنة، إلّا أن التنظيم تمكن من التنويع عند أطرافه، حيث تقود ولاية خراسان في أفغانستان العمليات الخارجية، بينما تبسط ولايات متعددة أخرى السيطرة الإقليمية في إفريقيا. ويواصل أنصار »داعش« التخطيط لهجمات إرهابية كبرى أيضًا، ولكن سلطات إنفاذ القانون أحبطت معظمها. ونظرًا لهذه التهديدات المتطورة، من المفيد النظر في نتائج مشروع خريطة أنشطة تنظيم »داعش« بمزيد من التفصيل، لأنها يمكن أن تقدم صورة أوضح عن وضع التنظيم اليوم، وسط الدعوات المتزايدة إلى حل التحالف العالمي المكلف بمحاربة »داعش«.

منذ مارس 2023، أعلنت إدارة الإعلام المركزية لـ»داعش« مسؤولية التنظيم عن 1121 هجومًا. ووفقًا للبيانات الصادرة عنه، أدت هذه الهجمات إلى مقتل أو إصابة حوالي 4770 شخصًا.

وصدرت معظم هذه الإعلانات عن »تنظيم الدولة الإسلامية - ولاية غرب إفريقيا« )المتمركز بشكل أساسي في نيجيريا وجنوب شرق النيجر) تليه ولايات »داعش« في سوريا والعراق وإفريقيا الوسطى (مقرها في جمهورية الكونغو الديمقراطي­ة) وموزمبيق. وقد شهدت ولاية خراسان الهجمات الأكثر ضررًا في المتوسط، إذ أودى كل حادث بحياة حوالي 14 شخصًا.

وظل عدد الهجمات التي أعُلن مسؤوليتها في كل ولاية متسقًا إلى حد كبير مع رقم العام السابق، مع استثناء ملحوظ في خراسان التي تبنّت عدد هجمات أقل بكثير من العامين السابقين. وينبع هذا الاتجاه على الأرجح من تصعيد الإجراءات العسكرية التي تتخذها »طالبان« ضد التنظيم، مما أدى إلى انخفاض هجمات تنظيم »داعش« داخل أفغانستان، ولكنها لم تسفر عن وقف زيادة مؤامراتها الإرهابية في الخارج.

وظل عدد الهجمات التي أعُلن مسؤوليتها في كل ولاية متسقًا إلى حد كبير مع رقم العام السابق، مع استثناء ملحوظ في خراسان التي تبنّت عدد هجمات أقل بكثير من العامين السابقين.

وفي 27 يوليو، فرضت وزارة الخزانة عقوبات على عبدالولي محمد يوسف، المدير المالي لـ»داعش - الصومال«، الذي سهّل التحويلات المالية مع فروع إفريقية أخرى.

أما أحدث تصنيف، في 30 يناير 2024، فاستهدف ثلاثة ممولين لـ»داعش«.

وعلى الرغم من أن هذه العقوبات تشمل مجموعة واسعة من المواقع والكيانات، فهي ترتبط جميعها بشبكات التمويل والتجنيد التابعة لتنظيم »داعش« داخل الولايات. ونبع تصنيف يناير أيضًا من جهود إنفاذ واسعة النطاق بذلتها وزارة الخزانة ضد تدفقات العملات المشفرة غير المشروعة. مما حد من التركيز على تصنيف شبكات »داعش«، على الرغم من توسيع التنظيم وجوده في مناطق مختلفة واستبداله المسؤولين الذين قتلوا في عمليات مكافحة الإرهاب.

المقالات تعبر عن وجهة نظر كتابها ولا تعبر عن رأي الصحيفة

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia