Al-Watan (Saudi)

التعنيف أثناء الولادة يطال 28% من نساء العالم

-

صنفت منظمة الصحة العالمية ما تتعرض له النساء من انتهاكات أثناء الولادة »عنفًا ضد المرأة«، وذكرت استشارية أمراض النساء والولادة وجراحة الحوض الترميمية، الدكتورة فاطمة الشنقيطي، أن الولادة كانت تعتمد على الداية، ثم صارت تعتمد على المستشفى لخفض معدلات وفيات الأمهات والمواليد الرضع، وأدى ذلك لتحسين الصحة والحد من الوفيات المرتبطة بالولادة، لكن بدلاً من أن تكون الولادة الطبيعية عملية فسيولوجية بحتة دون تدخلات طبية، صارت الحامل وجنينها من المرضى وبحاجة للولادة في مدة معينة، وكثرت التدخلات الطبية، وطغى تركيز الطاقم الطبي على التكنولوجي­ا، وعمّ الخوف والترهيب غرف الولادة، مع إهمال المهنيين الجوانب العاطفية والنفسية والاجتماعي­ة في علاقتهم مع الحامل وجنينها.

استعداد وإجراءات

شددت، الدكتورة الشنقيطي، على أن الحامل التي تدخل المنشأة الصحية للمخاض تحتاج أن تكون مستعدة بمعلومات تساعدها على اتخاذ قراراتها، ومعرفة ما سيجري لها أثناء الولادة، كما يحق لها رفض بعض الإجراءات إذا كانت متعافية وذات حمل منخفض الخطورة، كما أن عليها تجنب الإجراءات والممارسات الطبية غير المعتمدة على البراهين الطبية، وعليها أن تناقش حالتها مع الطبيب أو القابلة، وتتخذ القرار معهم حول الإجراءات الضرورية وغير الضرورية. وأوضحت أن من التدخلات الطبية القسطرة الوريدية، الحقنة الشرجية، منع الحركة وإبقائها على وضعية الاستلقاء على الظهر، منعها من الأكل والشرب، استخدام الأدوية لإيقاف آلام الولادة، تخدير الجزء السفلي المعروف بإبرة الظهر، مراقبة الجنين المستمرة إلكترونيًا، الطلق الصناعي لتحفيز أو تسريع الولادة، فتح الغشاء الأمنيوسي المحيط بالجنين طبيًا، الضغط على أعلى البطن من أجل تسريع الولادة، عملية قص العجان بلا دواع طبية، قطع الحبل السري فور الولادة، والعملية القيصرية. وذكرت أن ورقة علمية صدرت عام 2006 للإجابة عن لماذا ترضخ الأمهات لكل تلك التدخلات الطبية، وكانت الإجابة، برغبتها باستعمال الطرق الجديدة والطب الحديث وثقتها بالطاقم الصحي والإجراءات المتبعة، وبسبب الآلام المترتبة أثناء المخاض والولادة، وبسبب المناخ العام من بداية الحمل حتى الولادة والمحاط بعبارات التخويف والترهيب من قبل الطاقم الصحي، وخوفها من تأنيب الضمير لو حدث شيء لها أو للطفل، وجهلها بما يترتب على الحمل والمخاض والولادة، والخوف مما لا تعرفه. وذكرت أن منظمة الصحة العالمية عرفت عنف التوليد بأنه أي فعل »جسدي أو لفظي« يسبب الأذى جسديُا أو نفسيًا، مشيرة إلى أن 28% من النساء في العالم يتعرضن لعنف الولادة، ومن علاماته اكتئاب ما بعد الولادة، وما له من عواقب نفسية جسيمة، والخوف من تجربة الحمل والولادة، عدم متابعة الحمل في المنشآت الصحية، كما للعنف علاقة بالإسقاط والولادات المبكرة، ونقص نمو الأجنة.

ظاهرة عالمية

توضح، الدكتورة ريم سعيد الغامدي، أستاذ القبالة المساعد بجامعة الملك سعود أن عنف التوليد ظاهرة عالمية اعترف بها عام 2001 في مؤتمر عالمي أوصى بمعاملة الولادة بإنسانية، والتقليل من إضفاء الطابع الطبي البحت على الولادة، واستخدام العمليات القيصرية أو التدخلات الطبية بدون الحاجة لها. وظهر المصطلح الأول للظاهرة بما يسمى »أنسنة الولادة«، ثم صدر تقرير تحليل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عام 2010، والذي صنّف تلك الممارسات بمسمى »عدم الاحترام والتعنيف«، وفي 2011 صدر ميثاق رابطة تحالف الشريط الأبيض بتبيان 7 حقوق، من بينها حق المرأة في أخذ المعلومات والموافقة المستنيرة والرفض، واحترام اختياراتها وتفضيلاتها، بما في ذلك الرفقة أثناء رعاية الأمومة؛ وعدم إجبارها على فعل شيء لها دون علمها وموافقتها، وأنه لا يمكن لأحد أن يهينها أو يسيء إليها لفظيًا، وحقها بالرعاية المنصفة، وعدم منعها من الحصول على رعاية الأمومة التي

صياغة المصطلح

تبين الدكتورة رؤى الطويلي، استشاري قبالة وأستاذ مساعد في القبالة بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، أن مصطلح »العنف التوليدي« ظهر في أمريكا اللاتينية وإسبانيا في العقد الأول من القرن 21، وكانت فنزويلا الدولة الرائدة في صياغته إضافة إلى تعريفه القانوني في 2007. ووفق التعريق فإن »العنف أثناء الولادة هو أي سلوك أو فعل أو إغفال ناجم عن فريق من المهنيين الصحيين، بشكل مباشر أو غير

مباشر، في القطاعين العام والخاص«. تحتاجها، وعدم احتجازها أو احتجاز طفلها دون سلطة قانونية. وتم تحديث هذه الحقوق في 2019 لتشمل 10 حقوق في ميثاق رعاية الأمومة المحترمة. وفي 2015 راجعت مجموعة بحثية في منظمة الصحة العالمية جميع الدراسات التي رصدت هذه الممارسات ضد المرأة أثناء الولادة في جميع دول العالم، وحدثت التصنيف السابق لهذه الممارسات، والتي اشتملت على العنف الجسدي، اللفظي، الجنسي، الوصم والتمييز، والفشل في تلبية المعايير المهنية للرعاية، وضعف العلاقة بين النساء ومقدمي الرعاية، وظروف النظام الصحي وقيوده، وبناء على هذا التصنيف سميت الظاهرة بمسمى »سوء المعاملة أثناء الولادة«. وفي 2017، حدّث المصطلح إلى »رعاية الأمومة المحترمة« لمعالجة الظاهرة وفهمها بشكل أوسع، والذي يشمل أي نوع من سوء المعاملة قبل وأثناء وبعد الولادة.

 ?? ??
 ?? ??
 ?? ?? الدمام: أماني العطاس
الدمام: أماني العطاس

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia