Al-Watan (Saudi)

الجثث والدمار

القوات ا سرائيلية تنهي غارتها وتستهدف سفارة إيران

- أبها: الوطن

انسحب الجيش الإسرائيلي من أكبر مستشفى في غزة مخلفا الجثث ومساحة واســعة من الدمار، من بعد غارة استمرت أسبوعين.

ومن جهة أخرى ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن غــارة جوية إسرائيلية دمرت القســم القنصلي في السفارة الإيرانية في دمشــق، مما أسفر عن مقتل أو جرح كل من كان بداخله. ومنهم المستشار العسكري الإيرانــي الجنرال علي رضا زاهــدي، الذي قاد فيلق القدس النخبوي في لبنان وسوريا حتى 2016.

إدانة الهجوم

وأدان السفير الإيراني حسين أكبري إسرائيل وقال إن ما يصل إلى سبعة أشــخاص قتلوا، لكن المستجيبين الأوائل مــا زالوا يبحثون عــن أي جثث أخرى تحت الأنقاض. وأضاف أن اثنين من ضباط الشرطة الذين يحرسون المبنى أصيبا. وفي تصريحات لوســائل الإعلام بعد لقائه أكبري، قال وزير الخارجية الســوري فيصل مقــداد إن »عدة« أشــخاص قتلوا. وأدان مقــداد في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إسرائيل بسبب الهجوم. وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إن مقر إقامة السفير الإيراني يقع في المبنى القنصلي المجاور للسفارة. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) نقلا عن مصدر عسكري لم تذكر اسمه إن المبنى الواقع في حي المزة شديد الحراسة سوي بالأرض.

مبان مدمرة

وأظهرت لقطات فيديــو متداولة على الإنترنت مباني مدمرة ومتفحمة بشــدة، وأكوامًا من التراب جرفتها الجرافات، ومرضى على نقالات في ممرات مظلمة. وقــد توفي ما لا يقل عن 21 مريضًــا منذ بدء الغارة، حســبما نشر المدير العام لمنظمة الصحــة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريســوس عــلى موقع X، تويتر سابقًا. وقــال إن أكثر من مائة مريض ما زالوا داخل المجمع، من بينهــم أربعة أطفال و28 مريضا في حالة حرجة. وقــال أيضًا إنه لم تكن هناك حفاظات أو أكياس بول أو ميــاه لتنظيف الجــروح، وأن العديد من المرضى يعانون من التهابات الجروح والجفاف. وكان الجيش قد داهم الشــفاء في وقت سابق في شهر نوفمبر، بعد أن قــال إن حماس تحتفظ بمركز قيادة وســيطرة متطور داخل المجمع وتحته. وكشفت عن نفق يمتد أســفل المستشــفى يؤدي إلى بضع غرف، بالإضافة إلى أســلحة قالت إنهــا صادرتها من داخل المباني الطبية، لكن لا شيء على مستوى ما زعمت قبل تلك الغارة. ووصف الجيش الغارة على مستشــفى الشفاء بأنها نصر كبير في الحرب المستمرة منذ ستة أشهر تقريبا. لكن ذلك جاء في وقت يتصاعد فيه الإحباط في إسرائيل، حيث تظاهر عشرات الآلاف ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وطالبوا ببذل المزيد من الجهد لإعادة عشرات الرهائن المحتجزين في غزة. وكانت هذه أكبر مظاهرة مناهضة للحكومة منذ بداية الحرب. أدى هجوم إس ائيل الثلاثي جوي وبري وبحري إلى مقتل ما لا يقل عن 32845 فلسطينيا، وفقا لو/ارة الصحة في

غزة. وقد عانى شمال غزة، حيث تقع منطقة الشفاء، من دمار واسع النطاق وتم ع@له إلى حد كRير منذ أكتوبر، مما أدى إلى اVتشار الجوع على

نطاق واسع.

طموح توسعي

وحتى مع تحويل إسرائيل تركيزها إلى أجزاء أخرى من غزة هذا العام، اشــتبكت قواتها مع مسلحين في الشمال في عدد من المناسبات، وسلط القتال العنيف الذي استمر لمدة أسبوعين حول الشفاء الضوء على قوة الجماعات المسلحة الباقية. وتعهــد نتنياهو بمواصلة الهجوم حتى يتم تدمير حمــاس وإطلاق سراح جميع الرهائن. ويقول إن إسرائيل ستوسع قريبا عملياتها البرية لتشمل مدينة رفح الجنوبية، حيث لجأ نحو 1.4 مليون شخص - أي أكثر من نصف ســكان غزة - إلى هناك. لكنه يواجه ضغوطــا متزايدة من الإسرائيلي­ين الذين يتهمونه بالفشل الأمني الذي حدث يوم 7 أكتوبر، ومن بعض عائلات الرهائن الذين يتهمونه بالفشل في التوصل إلى اتفاق على الرغم من عدة أســابيع من المحادثات التي توســطت فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر. وقد حذرته الدول الحليفة، بما في ذلك الداعم الرئيسي الولايات المتحدة، من غزو رفح. ويعتقد أن حماس ونشــطاء آخرين ما زالوا يحتجزون نحو 100 رهينة ورفات 30 آخرين، بعد إطلاق سراح معظم الباقين خلال وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي مقابل إطلاق

سراح الفلسطينيي­ن المسجونين لدى إسرائيل.

مقاومة حماس

وأظهر القتال أن حماس لا تزال قادرة على المقاومة حتى في واحدة من المناطق الأكثر تضررا. وقالت إسرائيل إنها فككت حركة حماس إلى حد كبير في شــمال غزة وســحبت آلاف الجنود أواخر العام الماضي، مما خلف فراغا أمنيا جعل من الصعب توصيل المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها. ووصلت شحنة ثانية من المساعدات الغذائية عن طريق البحر في أحدث اختبار لطريق بحري جديد من جزيرة قبرص في البحر الأبيض المتوسط. وشوهد أحد القوارب الثلاثة قبالة الساحل، وقال وزير الخارجية القبرصي كونستانتين­وس كومبوس إنهم حصلوا على إذن بتفريغ الحمولة. ولم تتضح بعد الآلية الدقيقة للتسليم.

غا ات خطيرة

وتسببت الحرب في ن@وح معظم سكان المنطقة ودفعت ثلث سكانها إلى حافة المجاعة.

وبين الجيش أن من بين القتلى في مستشــفى الشــفاء كبار نشطاء حماس ومسلحين آخرين أعادوا تجميع صفوفهم هناك بعد غارة سابقة، وأنه استولى على أسلحة ومعلومات استخباراتي­ة قيمة. وقالت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحــدة إن أكثر من 20 مريضا لقوا حتفهم وتعرض العشرات للخطر خلال الغارة، التي أدت إلى مزيد من الدمار في المستشفى الذي توقف بالفعل عن العمل إلى حد كبير. ووصف السكان الغارات بالمذابح، ولم يعرف بعد عدد المدنيين الفلسطينيي­ن الذين قتلوا خلال الغارة. ونفى الجيش أن تكون قواته قد ألحقت الأذى بأي مدنيين داخل المجمع. ويتهم المنتقدون الجيش بتعريض المدنيين للخطر بشكل متهور وتدمير قطاع صحي مكتظ بالفعل بجرحى الحرب. ويقول الفلسطينيو­ن إن القوات الإسرائيلي­ة أجبرت مئات الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من الشفاء على النزوح إلى الجنوب.

 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia