Al-Watan (Saudi)

فهم تعقيدات الحرب

- جوناثان كامبل جيمس * معهد واشنطن

على مدى الأسابيع القليلة الماضية اتخذت الحكومة الأمريكية عدة خطوات بارزة لإخماد الحرب الأهلية المستعرة في السودان. ففي 26 فبراير، عيّنت وزارة الخارجية الأمريكية مبعوثاً خاصاً جديداً، هو توم بيرييلو، من أجل »تعزيز جهودنا لإنهاء الأعمال العدائية وتأمين وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق«. وقام بيرييلو بعد ذلك بزيارة أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي وكينيا ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث اجتمع مع »الشركاء الرئيسيين لتوحيد الجهود بهدف إنهاء الصراع... المدمر«. وفي 26 مارس، قال بيرييلو للصحفيين إنه يعمل على استئناف محادثات السلام في جدة في 18 أبريل، وستشارك في رئاستها السعودية والولايات المتحدة.

سيكون فهم التعقيدات أساسياً لمعالجة أحد أكثر جوانب الحرب ضرراً وهو الإمداد الأجنبي المستمر بالأسلحة وأشكال الدعم الأخرى للطرفين. ففي خطابٍ ألقي في 6 مارس بمناسبة نشر تقريرٍ أعدّه فريق خبراء الأمم المتحدة، وصفت السفيرة الأمريكية في المنظمة الدولية ليندا توماس-غرينفيلد بالتفاصيل كيف أن »أوجه الموت والدمار والفساد والانحراف التي اتسم بها هذا الصراع... تؤججها عمليات نقل الأسلحة، وأن هذه العمليات يجب أن تتوقف«. وعلى نحوٍ مماثلٍ، أشار أحدث »تقييم سنوي للتهديدات« صادر عن »مجتمع المخابرات الأمريكية« إلى أن »قوات الأمن المتحاربة في السودان ربما تتلقى المزيد من الدعم العسكري الأجنبي، الأمر الذي سيعيق على الأرجح إحراز تقدم في أي محادثات سلام مستقبلية. وقد يدفع أي تدخل متزايد من قِبَل أي جهة خارجية الآخرين إلى أن يحذوا حذوها بسرعة«.

لقد أظهر الجيش بعض التردد في إنهاء حكم البشير في عام 2019، وما زال يتعاطف كثيراً مع الإسلاميين حالياً بسبب النفوذ العميق لجماعة »الإخوان المسلمين« في البلاد. ولعب حسن الترابي دوراً مهماً في انقلاب عام 1989 الذي أوصل البشير إلى السلطة، وكذلك في الحكومة العسكرية اللاحقة التي آوت أسامة بن لادن. وعلى مدار الحرب أفادت التقارير أن الجيش تراجع أمام »قوات الدعم السريع« في منطقة دارفور الغربية والجنوب. كما تفلتت قبضة البرهان إلى حدٍ ما في الخرطوم أيضاً؛ وهو يمارس قيادته حالياً من مقره في بورتسودان.

أصبحت »الهيئة الحكومية للتنمية« )إيقاد) في شرق أفريقيا المنظمة الرائدة التي تسعى إلى تحقيق المصالحة بين الجيش و»قوات الدعم السريع«. وفرضت الولايات المتحدة وبريطانيا عقوبات منفصلة على الكيانات التي تزود الطرفين بالأسلحة. لكن واشنطن تدعم أيضاً جهود التفاوض التي تقودها السعودية، بينما استضافت المملكة المحادثات في جدة في أكتوبر وديسمبر 2023.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia