Al-Watan (Saudi)

ضربة حاسمة

- إيان مكاري

في 23 مارس 2019، أي قبل خمس سنوات تقريباً، حرر التحالف وشركاؤه المحليون الجزء الأخير من الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم »الدولة الإسلامية« في الباغوز بسوريا. لقد كان ذلك ولا يزال علامة فارقة في جهودنا المستمرة لضمان عدم معاودة ظهور التنظيم من جديد.

وبينما نحتفل بالذكرى الخامسة للهزيمة الإقليمية لتنظيم »الدولة الإسلامية« ونقترب أيضاً من الذكرى السنوية العاشرة القادمة لقيام التحالف، أود التأمل اليوم في عدة عوامل: أولاً، كيف قادت الولايات المتحدة تشكيل التحالف لهزيمة تنظيم »داعش«؛ ثانياً، التقدم الذي أحرزناه خلال السنوات الخمس الماضية منذ تحرير الباغوز؛ ثالثاً، الطبيعة المتطورة لتهديد تنظيم »الدولة الإسلامية«.

ندرك بوضوح التهديد المستمر الذي لا يزال يشكله هذا التنظيم ونظل منخرطين بشكل كبير في هذا المسعى. استمرار التزام وتصميم لتحقيق الهزيمة الدائمة للتنظيم، حتى مع ازدحام القضايا المتنافسة على نحو متزايد على الأجندة الدولية.

ما زلنا نرى تهديداً حقيقياً في العراق وسوريا، حيث سيطر تنظيم »الدولة الإسلامية« في وقت ما على منطقة يبلغ عدد سكانها حوالي عشرة ملايين نسمة. وقد شهدنا ظهور الجماعة التي تدور في فلك »داعش« - ما يسمى »تنظيم الدولة الإسلامية -ولاية خراسان« داخل أفغانستان، الذي يشكل تهديداً خارجياً واضحاً- وكذلك في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث ظهر عديد من المنتسبين إلى تنظيم »الدولة الإسلامية«.

تم تشكيل »التحالف الدولي لهزيمة تنظيم »الدولة الإسلامية«« في سبتمبر 2014 مع اثني عشر عضواً أصلياً؛ وبحلول ديسمبر 2014، زاد العدد إلى ستين عضواً. واليوم، يضم التحالف سبعة وثمانين عضواً، ويجمع دولاً من كل قارة. ومن خلال عمل التحالف، حققنا الهزيمة الإقليمية لتنظيم »داعش« في العراق وسوريا. وقمنا بالقضاء على قيادة تنظيم »الدولة الإسلامية« أو القبض عليها في عدة مناسبات. استثمر المجتمع الدولي مليارات الدولارات في تحقيق الاستقرار والمساعدة في إحياء المناطق المحررة. وهذا التقدم هو شهادة على قوة التحالف وشجاعة شركائنا على الأرض.

لقد شهد عام 2014 السقوط المدوي للموصل والاستيلاء على الأراضي الممتدة من شمال غربي سوريا إلى ضواحي بغداد. ورداً على ذلك، اتحد المجتمع الدولي لتشكيل تحالف عالمي وأنشأ »قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب«. ومنذ بداية القوة، كان الرد العسكري قوياً. في عامها الأول، نفذت »قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب« أكثر من 8000 غارة جوية ضد أهداف تنظيم »الدولة الإسلامية« في العراق وسوريا. وبين عامي 2014 و2017، خسر تنظيم »داعش« 95% من الأراضي التي كان يسيطر عليها ذات يوم.

واستمر القتال في سوريا، حيث سيطر تنظيم »الدولة الإسلامية« على قطاعات من الأراضي حتى عام 2019، عندما استعاد التحالف والقوات الشريكة المعقل الإقليمي الأخير للتنظيم في الباغوز. وكانت تلك ضربة حاسمة لمنظمة إرهابية مروعة مارست التعذيب للملايين، ولكن لا تزال هناك تحديات كثيرة، كما كانت تظهر مراحل جديدة.

* معهد واشنطن

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia