دول اﻟﺨﻠﻴﺞ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة ﻗﺪرة اﻟﺮﺑﻂ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ
ﺑﻮﺷﻬﺮي: ﻣﺴﺘﺸﺎر ﻋﺎﳌﻲ ﻟﺪراﺳﺔ رﻓﻊ اﻟﺴﻌﺔ اﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻴﺔ ﻋﻦ ٠٠٤١ ﻣﻴﻐﺎواط
ﻗﺎل وﻛﻴﻞ وزارة اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء واﳌﺎء ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖ، اﳌﻬﻨﺪس ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻮﺷﻬﺮي، إن ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺮﺑﻂ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻟــﺪول ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة ﻗﺪرة اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ﻻﺳﺘﻴﻌﺎب اﻟﺤﺎﺟﺔ اﳌﺘﺰاﻳﺪة ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ، ﻣﻀﻴﻔﺎ أن ﻣﺸﺮوع اﻟﺮﺑﻂ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﺑﲔ دول اﻟﺨﻠﻴﺞ ﺣﻘﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ، إذ اﺳﺘﻔﺎدت ﻣﻨﻪ دول اﳌﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﻋﺪد ﻣـﻦ اﻟـﺤـﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺣﺎﻟﺖ دون اﻧﻘﻄﺎع اﻟـﺘـﻴـﺎر اﻟـﻜـﻬـﺮﺑـﺎﺋـﻲ ﻓــﻲ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ دوﻟــﺔ ﺧﻠﻴﺠﻴﺔ.
وأوﺿـــــــــﺢ ﺑــــﻮﺷــــﻬــــﺮي ﻟـــــ»اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳـﻂ« أن ﻋﺪد اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣــﺸــﺮوع اﻟــﺮﺑــﻂ اﻟـﻜـﻬـﺮﺑـﺎﺋـﻲ ﳌﻨﻊ اﻧﻘﻄﺎع اﻟﺘﻴﺎر ﻓﻲ دول ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ، ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﻋﺎم ٩٠٠٢، ﺑﻠﻎ أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ٠٠٣١ ﺣـﺎﻟـﺔ، ﻋﺒﺮ دﻋــﻢ إﻧﺘﺎج اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻓﻲ اﳌﺤﻄﺔ اﳌﻌﻨﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺗﻌﺮﺿﻬﺎ ﻟﻠﺘﻌﻄﻞ، واﻧـﻘـﻄـﺎع اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻬﻠﻜﲔ، ﻣﻨﻮﻫﺎ ﺑﺄن ﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ ﻣﺘﻐﻴﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻮﻣﻲ.
وأﻛــﺪ أن اﳌـﺸـﺮوع ﻳﻜﺎد ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﺳﻌﺘﻪ اﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻴﺔ اﻟﻘﺼﻮى ﺣﺎﻟﻴﺎ، اﳌـــﻘـــﺪرة ﺑـﻨـﺤـﻮ ٠٠٤١ ﻣــﻴــﻐــﺎواط، ﻣﻤﺎ دﻓﻊ اﻟﻬﻴﺌﺔ إﻟﻰ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﻣﺴﺘﺸﺎر ﻋﺎﳌﻲ ﻟـــﺪراﺳـــﺔ زﻳـــــﺎدة اﻟــﺴــﻌــﺔ اﻻﺳـﺘـﻴـﻌـﺎﺑـﻴـﺔ ﳌـــــﺠـــــﺎراة اﻟـــﻄـــﻠـــﺐ اﳌـــﺘـــﻨـــﺎﻣـــﻲ ﻓــــﻲ دول اﻟـــﺨـــﻠـــﻴـــﺞ، ﻛـــﻤـــﺎ أن ﻫــــﻨــــﺎك دراﺳــــــــﺎت ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟـﻠـﺮﺑـﻂ ﻣــﻊ ﻣـﺼـﺮ واﻷردن وﺗﺮﻛﻴﺎ.
اﻷﻣﻦ اﳌﺎﺋﻲ
وﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺮﺑﻂ اﳌـﺎﺋـﻲ ﺑﲔ دول ﻣﺠﻠﺲ اﻟـﺘـﻌـﺎون اﻟﺨﻠﻴﺠﻲ، ﻗﺎل ﺑـﻮﺷـﻬـﺮي إﻧــﻪ ﺗـﻢ اﻻﻧـﺘـﻬـﺎء ﻣـﻦ دراﺳــﺔ اﻷﻣـــﻦ اﳌــﺎﺋــﻲ واﻻﺳـﺘـﺮاﺗـﻴـﺠـﻴـﺔ ﺑﻌﻴﺪة اﳌــــــــﺪى، اﻟـــﺘـــﻲ ﻗـــــﺎم ﺑــــﺈﻋــــﺪادﻫــــﺎ ﻣـﻌـﻬـﺪ اﳌــﻠــﻚ ﻋـﺒـﺪ اﻟــﻠــﻪ ﻟـﻠـﺒـﺤـﻮث واﻟـــﺪراﺳـــﺎت اﻻﺳﺘﺸﺎرﻳﺔ، ﺣﻴﺚ ﻗﺪم اﳌﻌﻬﺪ ﺗﻘﺮﻳﺮه ﻓﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( اﳌﺎﺿﻲ، ﻣﺤﺬرا ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﻣﻦ ﺧﻄﻮرة اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻣـﻴـﺎه اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻛﻤﺼﺪر وﺣـﻴـﺪ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ اﳌﻴﺎه اﻟﻌﺬﺑﺔ.
ودﻋﺎ ﺑﻮﺷﻬﺮي إﻟﻰ ﺿﺮورة إﻳﺠﺎد ﺑﺪاﺋﻞ ﻣﺘﻌﺪدة ﳌﻴﺎه اﻟﺨﻠﻴﺞ ﻟﻼﻋﺘﻤﺎد ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ ﻣــﺴــﺘــﻘــﺒــﻼ ﻟــــﻮﺟــــﻮد ﺗــﺤــﺪﻳــﺎت ﻛﺒﻴﺮة. وﻗــﺎل إن دول اﻟﺨﻠﻴﺞ، وﻣﻨﻬﺎ اﻟــﻜــﻮﻳــﺖ، ﺗــﻮاﺟــﻪ ﺗـﺤـﺪﻳـﺎت ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻋﻨﺼﺮﻳﻦ أﺳﺎﺳﻴﲔ، أوﻟﻬﻤﺎ أن ﺗﻜﻮن ﻟــﺪﻳــﻬــﺎ ﻣــــــﻮارد ﻣـــﺘـــﻌـــﺪدة، إذ ﻻ ﻳـﻜـﻔـﻲ أن ﺗـﻌـﺘـﻤـﺪ ﻓــﻘــﻂ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻴــﺎه اﻟـﺨـﻠـﻴـﺞ. واﻟــﺘــﺤــﺪي اﻵﺧــــﺮ ﻫــﻮ ﻛـﻴـﻔـﻴـﺔ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻧﻤﻂ اﻻﺳﺘﻬﻼك اﳌﻮﺟﻮد ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ارﺗﻔﺎع ﻣﻌﺪل اﺳﺘﻬﻼك اﻟﻔﺮد ﻳﻮﻣﻴﺎ.
وأوﺿـــــﺢ أن اﻟــﺤــﺪﻳــﺚ ﻋــﻦ إﻳــﺠــﺎد اﻟـﺒـﺪاﺋـﻞ ﻟﻴﺲ ﻣـﻦ ﺑــﺎب اﻟــﺘــﺮف، ﺑـﻞ ﻣﻦ ﺑـــﺎب اﻟــﺤــﺎﺟــﺔ، ﻣـــﺆﻛـــﺪا: »وﺻــﻠــﻨــﺎ إﻟــﻰ ﻣــﺮﺣــﻠــﺔ ﻻ ﻳـﻤـﻜـﻦ ﻓـﻴـﻬـﺎ أن ﻧـﻌـﺘـﻤـﺪ ﻓﻲ إﻧﺘﺎج اﳌﻴﺎه ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺪر واﺣﺪ ﻓﻘﻂ«.
وﻟــﻔــﺖ ﺑــﻮﺷــﻬــﺮي إﻟـــﻰ أن ﻣـﺼـﺎدر اﳌــﻴــﺎه ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗـﺘـﻌـﺮض إﻟــﻰ أي ﻧـﻮع ﻣــــﻦ أﻧـــــــــﻮاع اﻟــــﺘــــﻠــــﻮث. وﻗـــــــﺎل إن دول ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون ﺗﺼﻨﻒ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻷﻓﻘﺮ ﻓﻲ اﳌـﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ، وﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، ﻓﺈﻧﻬﺎ أﻋــﻠــﻰ اﻟــــﺪول اﺳـﺘـﻬـﻼﻛـﺎ ﻟـﻠـﻤـﻴـﺎه، ﻛـﻮن ﻣـــﺘـــﻮﺳـــﻂ اﺳـــﺘـــﻬـــﻼك اﻟــــﻔــــﺮد ﻓــــﻲ دول اﳌﺠﻠﺲ ﻫﻮ اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أن اﺳﺘﻬﻼك اﻟﻔﺮد ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓـــﻲ اﻻﺳــﺘــﻬــﻼك ﻋــﺎﳌــﻴــﺎ، ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﺗـﺄﺗـﻲ ﻓـﻲ اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ ﻟـﻠـﺪول اﻟﻔﻘﻴﺮة ﻓــﻲ ﻣـــــﻮارد اﳌـــﻴـــﺎه، ﻣــﻮﺿــﺤــﺎ أن اﻷﻣــﻦ اﳌﺎﺋﻲ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻹﻣﺪادات ﺑﺎﻟﻜﻤﻴﺔ واﻟـﻨـﻮﻋـﻴـﺔ اﳌـﻄـﻠـﻮﺑـﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ.
وأﺿﺎف: »إن دول اﻟﺨﻠﻴﺞ ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺎت ﻗﻄﺎع اﳌﻴﺎه، ﻣﺎ ﺑﲔ زﻳﺎدة اﻟﻄﻠﺐ وﻧﺪرة اﳌﻮارد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وزﻳﺎدة اﻻﺳــﺘــﻬــﻼك. وﺑـﺎﻟـﺘـﺎﻟـﻲ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺤﺘﺎج اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻧﺘﺎج اﳌﻴﺎه، وﻧﺤﺘﺎج اﳌﻴﺎه ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ اﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻄﺎﻗﺔ.. ﻫﺬا اﻻرﺗﺒﺎط ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑــﻮﺿــﻊ اﳌــﺤــﻄــﺎت، وأﻳـــــﻦ ﺗــﺒــﻨــﻰ، وﻣــﺎ ﻧﻮﻋﻴﺘﻬﺎ«.