ﳌﺎذا أﺻﺮت ﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻘﺎدة اﻟﻌﺮب ﺑﻤﺌﺎت اﻟﺠﻤﺎل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻﻴﻠﺔ؟
ﻳﺸﻜﻞ ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻹﻛﺮام اﻟﻀﻴﻮف
ﻋﺒﺄت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺔ أﻛــــﺜــــﺮ ﻣـــــﻦ ٠٠٥١ ﺟــــﻤــــﻞ ﻋـــﺮﺑـــﻲ ﻻﺳــــﺘــــﻘــــﺒــــﺎل اﻟـــــــﻘـــــــﺎدة ورؤﺳـــــــــﺎء اﻟـــــﻮﻓـــــﻮد اﳌــــﺸــــﺎرﻛــــﲔ ﻓــــﻲ اﻟــﻘــﻤــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ اﻟﺘﻲ اﺣــﺘــﻀــﻨــﺘــﻬــﺎ ﻧـــﻮاﻛـــﺸـــﻮط أﻣـــﺲ، وﻫــﻲ أول ﻗﻤﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗـﻘـﺎم ﻋﻠﻰ أراﺿﻲ ﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺎ اﻟﺘﻲ اﻧﻀﻤﺖ إﻟــﻰ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟـــﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎم ٥٧٩١.
وﻗﺎﻣﺖ اﻟﺠﻬﺎت اﳌﺸﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻮﻓﻮد اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻨﺸﺮ ﻫﺬه اﻟﺠﻤﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺴﺮﻳﻊ، اﻟـﺮاﺑـﻂ ﻣﺎ ﺑﲔ ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ ﻧــﻮاﻛــﺸــﻮط )اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ( وﻣـــﻄـــﺎر ﻧــﻮاﻛــﺸــﻮط اﻟـــﺪوﻟـــﻲ )أم اﻟــﺘــﻮﻧــﺴــﻲ(، وذﻟــــﻚ ﻋــﻠــﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻗﺮاﺑﺔ ﺛﻼﺛﲔ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ اﳌﺤﻴﻂ اﻷﻃﻠﺴﻲ.
وﺗــﻢ ﺟـﻠـﺐ ﻫــﺬه اﻟـﺠـﻤـﺎل ﻣﻦ ﻣـﺨـﺘـﻠـﻒ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌـﻮرﻳـﺘـﺎﻧـﻴـﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ )٣١ وﻻﻳــﺔ(، ﺧﺼﻮﺻﺎ وﻻﻳـــــــﺘـــــــﻲ اﻟـــــــﺤـــــــﻮض اﻟــــﺸــــﺮﻗــــﻲ واﻟــــﻐــــﺮﺑــــﻲ، ﻓــــﻲ أﻗـــﺼـــﻰ اﻟـــﺸـــﺮق اﳌﻮرﻳﺘﺎﻧﻲ، ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻗﻄﻌﺎن اﻹﺑــــﻞ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ اﻷﺻــﻴــﻠــﺔ، وﻳـﻌـﺪ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻴﻬﺎ واﺣﺪا ﻣﻦ أﺑﻮاب اﻟــﺜــﺮاء، وﻫــﻮ ﻳﺸﻜﻞ رﻣـــﺰا ﻟﻠﻌﺰة واﳌﻨﻌﺔ واﻟــﻘــﻮة، ﻛﻤﺎ أن اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ اﳌـــﻮرﻳـــﺘـــﺎﻧـــﻴـــﺔ ﺗـــﻌـــﺪً اﺳـــﺘـــﻌـــﺮاض ﻗــﻄــﻌــﺎن اﻹﺑـــــﻞ ﻧـــﻮﻋـــﺎ ﻣـــﻦ إﻛــــﺮام اﻟــﻀــﻴــﻮف، ﻗـﺒـﻞ أن ﻳـﺘـﺤـﻮل ﻫـﺬا اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ إﻟــﻰ ﺟــﺰء ﻣـﻦ أي ﻣﻬﺮﺟﺎن ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ.
وﺗــــــــﺘــــــــﻨــــــــﺎﻓــــــــﺲ اﻟــــــﻘــــــﺒــــــﺎﺋــــــﻞ اﳌـــﻮرﻳـــﺘـــﺎﻧـــﻴـــﺔ ﻓــــﻲ اﻣــــﺘــــﻼك أﻛــﺒــﺮ ﻋــﺪد ﻣــﻦ رؤوس اﻹﺑـــﻞ، ﻣــﻦ أﺟـﻞ إﺛـــﺒـــﺎت ﻗــﻮﺗــﻬــﺎ وﺛـــﺮاﺋـــﻬـــﺎ، وﻟــﻜــﻦ أﻳــــﻀــــﺎ ﻟـــﻼﺳـــﺘـــﻔـــﺎدة ﻣــــﻦ ﺗـﺤـﻤـﻞ اﻹﺑــﻞ ﻟﻠﺠﻔﺎف، اﻟــﺬي ﻗﺪ ﻳﻀﺮب اﻟـــﺒـــﻼد ﻟـــﻌـــﺪة ﺳـــﻨـــﻮات ﻣـﺘـﺘـﺎﻟـﻴـﺔ وﻗــﺪرﺗــﻬــﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺘـﻨـﻘـﻞ ﳌﺴﺎﻓﺎت دوﻳﻠﺔ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ اﳌﺮﻋﻰ، وذﻟﻚ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻷﺧـــﺮى ﻣـﺨـﺎﻃـﺮة ﻛـﺒـﻴـﺮة، ﺑـﻞ إن ﺑﻌﺾ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺗﻌﺘﺒﺮ أن اﻣﺘﻼك اﻟـﻐـﻨـﻢ واﻟـﺒـﻘـﺮً ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑـﻬـﺎ وﻗـﺪ ﻳﺤﻤﻞ ﻟﻬﺎ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺎر.
وﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة أﺻﺒﺢ اﻣﺘﻼك اﻹﺑﻞ ﻓﻲ ﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺟﺰء ا ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺒﺮﺟﻮازﻳﺔ ﻟﻄﺒﻘﺔ ﺟــــﺪﻳــــﺪة ﻣــــﻦ اﻷﺛــــــﺮﻳــــــﺎء ورﺟــــــﺎل اﻟﺠﻴﺶ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ، وﻳﺘﺤﺪث اﳌﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﻮن أن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻣـﺤـﻤـﺪ وﻟـــﺪ ﻋـﺒـﺪ اﻟــﻌــﺰﻳــﺰ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻣــــــﺰرﻋــــــﺔ ﻛــــﺒــــﻴــــﺮة ﻓــــــﻲ ﺻــــﺤــــﺮاء إﻳــﻨــﺸــﻴــﺮي، ﺷــﻤــﺎل ﻣــﻮرﻳــﺘــﺎﻧــﻴــﺎ، ﺑﻬﺎ ﻣﺌﺎت رؤوس اﻹﺑﻞ وﻳﺰورﻫﺎ ﻓـﻲ أوﻗـــﺎت ﻓـﺮاﻏـﻪ ﻟﻴﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎة اﻟﺒﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻨﻬﺎ أي ﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻲ.
وﻳـــــــﺮى اﳌــــﻮرﻳــــﺘــــﺎﻧــــﻴــــﻮن ﻓــﻲ اﺳــــﺘــــﻘــــﺒــــﺎل اﻟـــــــﻮﻓـــــــﻮد اﻟـــﻌـــﺮﺑـــﻴـــﺔ ﺑــﺎﻟــﺠــﻤــﺎل ﺟـــــﺰءا ﻣـــﻦ ﺗـﻘـﺎﻟـﻴـﺪﻫـﻢ اﻷﺻﻴﻠﺔ ﻹﻛﺮام اﻟﻀﻴﻮف، ﻟﻜﻨﻬﺎ اﳌــــﺮة اﻷوﻟـــــﻰ اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻈـﻬـﺮ ﻣـﺌـﺎت اﻟـﺠـﻤـﺎل ﻋـﻠـﻰ ﺟـﻨـﺒـﺎت واﺣـــﺪ ﻣﻦ أﻛﺒﺮ ﺷﻮارع اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻧﻮاﻛﺸﻮط، ﺑــﻴــﻨــﻤــﺎ ﻳــــﺆﻛــــﺪ اﻟـــﻘـــﺎﺋـــﻤـــﻮن ﻋـﻠـﻰ اﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﻠﻘﻤﺔ أن اﻟــﻬــﺪف ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻫﻮ إﺑـﺮاز ﺗﻤﺴﻚ ﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺑﻬﻮﻳﺘﻬﺎ اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ اﻷﺻـﻴـﻠـﺔ ﻣﻦ ﺧــﻼل »اﻟـﺠـﻤـﻞ« اﻟـــﺬي ﻳـﻌـﺪ رﻣــﺰا ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، وﻳﺤﺘﻞ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻛــــﺒــــﺮى ﻓـــــﻲ اﻟـــــﺘـــــﺎرﻳـــــﺦ اﻟـــﻌـــﺮﺑـــﻲ اﳌﺸﺘﺮك.
وﻣـﻦ اﳌﻔﺎرﻗﺎت أن اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ اﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺮرت اﻟـــﺴـــﻨـــﻐـــﺎل، اﻟــــﺠــــﺎرة اﻟــﺠــﻨــﻮﺑــﻴــﺔ ﳌـﻮرﻳـﺘـﺎﻧـﻴـﺎ، ﻃــﺮد ﻣــﺎ ﻳــﺰﻳــﺪ ﻋﻠﻰ ﻋـــــﺸـــــﺮة آﻻف رأس ﻣــــــﻦ اﻹﺑــــــﻞ اﳌـــﻮرﻳـــﺘـــﺎﻧـــﻴـــﺔ ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﻗــــﺪ ﻋــﺒــﺮت اﻟـــــﺤـــــﺪود ﺑـــــﲔ اﻟـــﺒـــﻠـــﺪﻳـــﻦ ﺑــﺤــﺜــﺎ ﻋــﻦ اﳌـــﺮﻋـــﻰ، وذﻟــــﻚ ﺑـﺤـﺠـﺔ أﻧـﻬـﺎ ﻟــﻢ ﺗـﺘـﻘـﻴـﺪ ﺑــــﺎﻹﺟــــﺮاءات اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻻﺗـﻔـﺎﻗـﻴـﺎت اﳌــﺮاﻋــﻲ اﳌـﻮﻗـﻌـﺔ ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ.