Asharq Al-Awsat Saudi Edition

أﻣﻴﺮ ﻋﺸﻴﺮي.. اﻟﺤﻜﺎء اﻟﺬي رﺣﻞ ﻋﻦ ﻋﺎﳌﻨﺎ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ

أدرج اﺳﻤﻪ ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻷﺳﻤﺎء اﶈﻈﻮرة ﺿﻤﻦ ٠٠٠٣ ﻛﺎﺗﺐ وﺷﺎﻋﺮ إﻳﺮاﻧﻲ

- أﻣﲑ ﻃﺎﻫﺮي

ﻓـــﻲ ﺷــﺘــﺎء ﻋــــﺎم ٧٩٩١، وﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ وزارة اﻹرﺷــــﺎد اﻹﺳــﻼﻣــﻲ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎﺗﻤﻲ ﻣﻨﻬﻤﻜﺔ ﻓـﻲ إﻋــﺪاد اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟــــﻸﺳـــ­ـﻤــــﺎء اﳌــــﺤـــ­ـﻈــــﻮرة ﻣـــــﻦ اﻟـــﻜـــﺘ­ـــﺎب واﻟـﺸـﻌـﺮا­ء، ﻟـﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎل أﺣﺪ أن ﻳﻨﺪرج اﺳﻢ أﻣﻴﺮ ﻋﺸﻴﺮي ﻋﻠﻰ ﻫـﺬه اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ، اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﺳﻢ »أﻋــﺪاء اﻹﺳـﻼم واﻟﺜﻮرة« وﺗﻀﻢ ﻧﺤﻮ ٠٠٠٣ ﻛــﺎﺗــﺐ وﺷــﺎﻋــﺮ ﻣـﻤـﻨـﻮﻋـﲔ ﻣــﻦ اﻟﻨﺸﺮ ﻓﻲ إﻳﺮان.

وﻳﻌﻮد اﻟﺴﺒﺐ وراء ذﻟﻚ إﻟﻰ أن ﻋﺸﻴﺮي، اﻟﺬي رﺣﻞ ﻋﻦ ﻋﺎﳌﻨﺎ ﻣﺆﺧﺮا ﻋــﻦ ﻋـﻤـﺮ ﻳـﻨـﺎﻫـﺰ ٣٩ ﻋــﺎﻣــﺎ، ﻳــﻌــﺪ أﺣـﺪ أﺑـــﺎﻃـــ­ﺮة أدب اﻟـــﺮﻋـــ­ﺐ، وﻟــﻄــﺎﳌـ­ـﺎ أﺷــﺎر إﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻛﺎﺗﺒﺎ ﻳﻨﺪرج ﺗﺤﺖ ﺑﻨﺪ »اﻟﺘﺮﻓﻴﻪ«، وﻻ ﺗﺮﻣﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ إﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺢ ﻗﺮاﺋﻪ »ﻟﺤﻈﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻹﻟﻬﺎء«. وﻟﺪ أﻣﻴﺮ ﻋﺸﻴﺮي ﻓﻲ ﻃﻬﺮان ﻋﺎم ٣٢٩١، وﻫﻮ أﺣﺪ اﻟﻜﺘﺎب اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ اﻟـﻘـﻼﺋـﻞ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻟــﻢ ﺗـﻐـﺮﻫـﻢ اﳌﺎرﻛﺴﻴﺔ ورﺳــــﺎﻟـ­ـــﺘــــﻬـ­ـــﺎ ﻋـــــﻦ اﻟــــــﺜـ­ـــــﻮرة اﻟـــﻌـــﺎ­ﳌـــﻴـــﺔ اﻟــﺘــﻲ اﻧــﺪﻟــﻌـ­ـﺖ ﺷــﺮارﺗــﻬ­ــﺎ ﻓــﻲ روﺳــﻴــﺎ اﻟﻘﻴﺼﺮﻳﺔ ﻋــﺎم ٧١٩١، ﻓﻀﻼ ﻋـﻦ أﻧﻪ ﻟـــﻢ ﻳــﻨــﺠــﺮ­ف ﻧــﺤــﻮ اﻟــﺤــﺮﻛـ­ـﺔ »اﻵرﻳــــــ­ﺔ« اﻟــﺘــﻲ ﺑــﺸــﺮت ﺑــﺈﺣــﻴــ­ﺎء اﻹﻣــﺒــﺮا­ﻃــﻮرﻳــﺔ اﻟــﻔــﺎرﺳ­ــﻴــﺔ اﻟـﻘـﺪﻳـﻤـ­ﺔ ورﻓـــﺾ اﻹﺳـــﻼم ﺑﻮﺻﻔﻪ »آﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ«.

وﻟﻄﺎﻣﺎ ﻧﺄى ﻋﺸﻴﺮي ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻦ اﻵﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴ­ﺎت وآﺛﺮ اﺟﺘﻨﺎﺑﻬﺎ.

وﻗﺪ ﻛﺎن، ﻛﻤﺎ أﺧﺒﺮﻧﻲ ذات ﻣﺮة، »ﻣﺠﺮد ﺣﻜﺎء«.

ﺑﻴﺪ أن اﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﻋﺎم ٧٩٩١ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺴﻮداء؛ ﻧﻈﺮا ﻷن اﻟﺤﻜﺎم اﳌﻼﻟﻲ وﺟﺪوا ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﺳﺘﻴﻌﺎب ﻓﻜﺮة وﺟــﻮد أدب ﻻ ﻳﺨﺪم آﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﺎ.

وﻣـــﺎ ﺑــﲔ ﻋـــﺎم ٧٤٩١ اﻟـــﺬي ﺷﻬﺪ ﻧﺸﺮ أول رواﻳـــﺔ ﻟــﻪ ﺑـﻌـﻨـﻮان »ﺷﻌﺎﺋﺮ اﻟــﺮﻋــﺪ«، وﻋــﺎم ٩٧٩١ اﳌــﺮاﻓــﻖ ﻟﺼﺪور آﺧﺮ أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻞ اﺳﻢ »اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻓــﻲ ﺟــﻨــﺎزة«، ﻛـﺘـﺐ ﻋـﺸـﻴـﺮي ﻣــﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋـــﻠـــﻰ ٠٥ رواﻳــــــ­ـــﺔ، ﺗــﻨــﺘــﻤ­ــﻲ ﺟـﻤـﻴـﻌـﻬـ­ﺎ ﺑــﺎﺳــﺘــ­ﺜــﻨــﺎء اﺛــﻨــﲔ إﻟــــﻰ أدب اﻟــﺮﻋــﺐ، وﻗـــﺪ اﻧــﺘــﺸــ­ﺮت ﺑــﺴــﺮﻋــ­ﺔ ﻛــﺒــﻴــﺮ­ة وﺳــﻂ ﻗﺎﻋﺪة ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ اﻟـﻘـﺮاء. وﺑــﺪءا ﻣﻦ ﺛــﻼﺛــﻴــ­ﻨــﺎت اﻟــﻘــﺮن اﳌــﺎﺿــﻲ ﻓــﺼــﺎﻋــ­ﺪا، ﻧــﺸــﺮ اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ اﻟــﻜــﺘــ­ﺎب اﻹﻳــﺮاﻧــ­ﻴــﲔ رواﻳﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺣﻠﻘﺎت ﻣﺴﻠﺴﻠﺔ ﻓﻲ اﳌﺠﻼت اﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ.

وﺟـﺬﺑـﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻠﻘﺎت ﺟﻤﻬﻮرا ﻋﺮﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء، ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﺿﺎع أﻣﺎم ﺷﺎﺷﺎت اﻟﺘﻠﻔﺎز ﺑﻌﺪ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ، )ﺣﻴﺚ ﻛﺎن أول ﻇﻬﻮر ﻟﻠﺘﻠﻔﺎز ﻓﻲ إﻳﺮان ﻋﺎم ٥٥٩١(. وﻛﺎن اﻟﻘﺮاء ﻳﻬﺮﻋﻮن إﻟﻰ ﺷــﺮاء أﺣــﺪث اﻹﺻــــﺪار­ات اﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﻣـــــﻦ ﺗـــﻠـــﻚ اﳌـــــﺠــ­ـــﻼت ﻣــــﺜــــ­ﻞ: »ﻃــــﻬــــ­ﺮان اﳌﺼﻮر«، و»آﺳﻴﺎ اﻟﺸﺎﺑﺔ«، و»اﻟﺘﻘﺪم« ﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻟﻸﺑﻄﺎل ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎت رواﻳﺎﺗﻬﻢ اﳌﻔﻀﻠﺔ.

وﻓﻲ أواﺋﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎت، ﺗــﺒـﺎﻫــﺖ إﻳــــﺮان ﺑـــﺈﺻـــﺪ­ار أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٠٢ ﻣﺠﻠﺔ أﺳﺒﻮﻋﻴﺔ، ﺿﻤﺖ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺑﲔ دﻓﺘﻴﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺎت ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﻠﻘﺎت ﻣﺴﻠﺴﻠﺔ. وﺑﻌﺾ ﺗﻠﻚ اﳌﺠﻼت ﺳﺠﻠﺖ ﻣﺒﻴﻌﺎت ﺗـﺰﻳـﺪ ﻋﻠﻰ ٠٠٠٫٠٣ ﻧﺴﺨﺔ، وﻫــﻮ رﻗــﻢ ﻧــﺎدر اﻟــﺤــﺪوث ﻓﻲ إﻳﺮان اﻟﻴﻮم.

وﺻـــــــﺎ­ر ﺑـــﻌـــﺾ اﻟـــﻜـــﺘ­ـــﺎب اﻟـــﺬﻳـــ­ﻦ ﻳـــﻨـــﺸـ­ــﺮون رواﻳــــﺎﺗ­ــــﻬــــﻢ ﻋـــﻠـــﻰ ﺣــﻠــﻘــﺎ­ت ﻣــﺴــﻠــﺴ­ــﻠــﺔ ﻓـــﻲ ﺗــﻠــﻚ اﳌـــﺠـــﻼ­ت ذاﺋــﻌــﻲ اﻟــﺼــﻴــ­ﺖ داﺧــــــﻞ اﻟـــﺒـــﻴ­ـــﻮت اﻹﻳـــﺮاﻧـ­ــﻴـــﺔ، وﺑﺮزت ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ أﺳﻤﺎء، ﻣﺜﻞ اﻟﻜﺎﺗﺐ »ﺣﺴﲔ ﻗﻮﻟﻲ ﻣﺴﺘﻌﺎن«، اﻟﺬي ﺗﺤﺪى اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷﺑـﻮي ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻨﺢ اﳌﺮأة أدوارا رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺛـﻼث ﻣﻦ رواﻳﺎﺗﻪ اﻷﻛــﺜــﺮ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻣــﺜــﻞ: »ﺷــﻬــﺮاﺷـ­ـﻮب«، و»ﻋﻔﺖ«، و»رﺑﻴﻌﺔ«.

ﻓــــﻲ ﺣــــﲔ ﺗــﺒــﻨــﻰ ﻛـــﺘـــﺎب آﺧـــــﺮون ﻣـﻦ أﻣـﺜـﺎل ﺟــﻮاد ﻓـﻀـﻞ، ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻷدب اﻟﺮوﻣﺎﻧﺴﻲ؛ إذ ﺻﻮرت رواﻳﺎﺗﻪ، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل رواﻳــﺔ »واﺣــﺪ ﻓﺤﺴﺐ«، ﺗﻠﻤﻴﺬات اﳌـــﺪارس وﻫــﻦ ﻳﺒﻜﲔ ﺗﺤﺖ اﻷﻟﺤﻔﺔ.

ﺑــﻴــﻨــﻤ­ــﺎ ﻣــــــﺰج اﻟـــﺒـــﻌ­ـــﺾ اﻵﺧــــــﺮ، ﻣـﻦ أﻣـﺜـﺎل اﻟـﻜـﺎﺗـﺐ ﺣـﻤـﺰة ﺳــــﺮدادو­ار، اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﻊ اﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻟﻴﺤﻜﻲ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﺮد اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﳌﻌﻘﺪ.

وﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻼﺣﻘﺔ، اﺳﺘﻌﺎن ﺟــﻴــﻞ اﻟــﺸــﺒــ­ﺎب ﺑــﺎﺳــﺘــ­ﺨــﺪام اﻟـﺤـﻠـﻘـﺎ­ت اﳌــﺴــﻠــ­ﺴــﻠــﺔ ﺑــﺼــﻔــﺘ­ــﻬــﺎ وﺳـــﻴـــﻠ­ـــﺔ ﻏــﻴــﺮ ﻣــﺒــﺎﺷــ­ﺮة ﻟـﻠـﻨـﻘـﺪ اﻻﺟــﺘــﻤـ­ـﺎﻋــﻲ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻞ »ﺻــﺪر اﻟـﺪﻳـﻦ إﻟـﻬـﻲ« ﻓـﻲ رواﻳﺘﻪ »ﻣــﺪﻳــﻨــ­ﺘــﻨــﺎ اﻟــــﺸـــ­ـﻘــــﺮاء« اﻟـــﺘـــﻲ ﺟــﺬﺑــﺖ ﺟﻤﻬﻮرا ﻋﺮﻳﻀﺎ.

وﻓﻲ راﺋﻌﺘﻪ »ﺟﻠﺪات ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ«، اﺳﺘﺨﺪم »ﻧﺎﺻﺮ ﺧﻮدﻳﺎر« اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ واﳌﺬﻳﻊ اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻜﺎرﻳﺰﻣﺎ ﻋﺎﻟﻴﺔ، اﻟﺤﻠﻘﺎت اﳌﺘﺴﻠﺴﻠﺔ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﺳﻼﺣﺎ ﺿﺪ رﻓﺎﻗﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﲔ ﻓــــﻲ ﻣـــﻌـــﺮﻛ­ـــﺔ آﻳــﺪﻳــﻮﻟ­ــﻮﺟــﻴــﺔ ﻻ ﻫـــــــــ­ــــــــــ­ﻮادة ﻓـــــﻴـــ­ــﻬـــــﺎ ﺿـــﺪ اﻟﺴﺘﺎﻟﻴﻨﻴﺔ.

ووﺟـــﺪ ﻛــﺘــﺎب آﺧــﺮون ﻓـــــــــ­ﻲ ﻧــــــﺸــ­ــــﺮ اﻟــــــــ­ـــﺮواﻳـــ­ــــــــﺎت اﳌﺘﺴﻠﺴﻠﺔ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻬﺮب ﻣــﻦ »اﻟــﺤــﻴــ­ﺎة اﻟــﻮاﻗــﻌ­ــﻴــﺔ« ﻓــﻲ إﻳــــﺮان، اﻟـﺘـﻲ ﻟــﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻔﺮوﺷﺔ ﺑﺎﻟﻮرود.

وﻣــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ﻦ ﺣـــــــﻴـ­ــــــﺚ اﻟﺤﺮﻓﻴﺔ، ﺗﻌﺪ اﻟﺤﻠﻘﺎت اﳌــــﺴـــ­ـﻠــــﺴـــ­ـﻠــــﺔ ﻟـــﻠـــﻜـ­ــﺎﺗـــﺐ ﻣـــﺎﺟـــﺪ دواﻣــــــ­ـﻲ، اﻟــﺘــﻲ ﺑـــــﺪت وﻛـــﺄﻧـــ­ﻬـــﺎ ﺗـﻤـﺘـﺪ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ، ﻣﺜﻞ »اﻟﺒﺒﻐﺎء« و»اﻟﺮﺟﻞ اﳌﻠﺜﻢ ﻣﻦ زاﻳﻨﺪه رود«، اﻷﻓــﻀــﻞ ﻣــﻦ ﻧــﻮﻋــﻬــ­ﺎ. وﺗــﻘــﻮل اﻷﺳﻄﻮرة إﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺳﻠﺒﺖ اﻟﺤﻠﻘﺎت اﻟﻨﻮم ﻣﻦ ﻋﲔ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء آﻧــﺬاك، وﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻗـﺎدرا ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮم ﻣﻦ دون ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﺳﻴﺤﺪث ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻘﺎم ﺑـﺒـﻌـﺚ ﻓــﺮﻳــﻖ ﺧـــﺎص إﻟـــﻰ دار اﻟﻨﺸﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﻟﻰ أﻣـﺮ ﻃﺒﺎﻋﺔ اﳌﺠﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺮ ﺣﻠﻘﺎت »اﻟﺮﺟﻞ اﳌﻠﺜﻢ ﻣﻦ زاﻳﻨﺪه رود« ﻟﻼﻃﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻠﻘﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﻃﺒﺎﻋﺘﻬﺎ.

ﻓــﻲ ﻫـــﺬا اﻟــﺼــﺪد، ﻳــﻌــﺪ ﻋﺸﻴﺮي ﺻﻨﻔﺎ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑـﺬاﺗـﻪ، ﺣﻴﺚ ﻛــﺎن ﺳﻴﺪ أدب »اﻟــﻬــﺮب ﻣــﻦ اﻟـــﻮاﻗــ­ـﻊ«، وإن ﻛـﺎن ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﻓـﻲ ﺟﻌﺒﺘﻪ رﺳـﺎﻟـﺔ ﻣــﺎ، وﻟﻢ ﻳﺸﺄ ﺣﺘﻰ أن ﻳﻨﺸﺊ ﺣﺘﻰ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﺛﻼﺛﻴﺔ اﻷﺑﻌﺎد. وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت ﻛــﺎﻧــﺖ ﻛـﺘـﺎﺑـﺎﺗـ­ﻪ أﺷــﺒــﻪ ﺑــﺼــﻮر ﻫﺰﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻛﻠﻤﺎت. وﻟﻢ ﻳﻌﺘﺮف ﻣﺪﻋﻮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻗﻂ ﺑﻘﺮاء ة أﻋﻤﺎﻟﻪ، وإن ﻗﺮأوﻫﺎ ﺧﻠﺴﺔ، واﻋﺘﺮف اﻟﺒﻌﺾ ﺳﺮا ﺑﺄﻧﻬﻢ اﺳﺘﻤﺘﻌﻮا ﺑﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮا.

وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ أي رواﻳـــــﺔ ﻣــﻦ رواﻳـــﺎﺗـ­ــﻪ ﻣــﻦ وﺟــــﻮد ﺟﺜﺔ واﺣــــﺪة ﻋـﻠـﻰ اﻷﻗــــﻞ، ﻓـــﺈن ﻋـﺸـﻴـﺮي ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺎﺗﺒﺎ ﻟﻠﻘﺼﺺ اﻟﺒﻮﻟﻴﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻛﻮﻧﺎن دوﻳﻞ وأﺟﺎﺛﺎ ﻛﺮﻳﺴﺘﺲ؛ إذ ﻧــــﺸــــ­ﺄ ﻋــــﻬــــ­ﺪ اﻷدب اﻟـــﺒـــﻮ­ﻟـــﻴـــﺴـ­ــﻲ اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻓﺴﻴﺢ ﺑﺮواﻳﺘﻪ »ﺷﺮاب ﺧﺎم«، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ﻛﺎﺗﺐ رﻋﺐ ﻋﺎدﻳﺎ ﻣﻦ ﻧﻤﻂ ﻛﺘﺎب ﻣﺜﻞ إﻳﺎن ﻓﻠﻴﻤﻨﻎ أو إﻳﺮك آﻣﺒﻠﺮ.

ﺑﻴﺪ أن ﺛﻤﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻮاﻣﻞ ﻣﻨﺤﺖ أﻋــﻤــﺎل ﻋـﺸـﻴـﺮي ﺑﺼﻤﺘﻬﺎ اﻟـﺨـﺎﺻـﺔ، وإن ﻛــــﺎﻧـــ­ـﺖ ﻓـــــﻲ ﻧــــﻈــــ­ﺮي ﻻ ﺗــﺤــﻈــﻰ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﳌﻼﺋﻢ.

ﻳــﺘــﻤــﺜ­ــﻞ اﻟـــﻌـــﺎ­ﻣـــﻞ اﻷول ﻓــــﻲ أﻧــﻪ ﻛﺎن ﻳﺘﺨﻴﻞ أﺣﺪاﺛﺎ راﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق ﻳﺒﻌﺪ ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ أي ﻧﺴﺨﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺗــﺼــﻮرﻫـ­ـﺎ ﻋــﻦ اﻟــﺤــﻴــ­ﺎة اﻹﻳــﺮاﻧــ­ﻴــﺔ ﻓﻲ وﻗــﺘــﻪ، ﺛــﻢ ﻳﺴﺘﺤﻀﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺨﺼﺎ إﻳﺮاﻧﻴﺎ ﻋﺎدﻳﺎ، وﻳﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺗﻠﻚ

اﻷﺣﺪاث، وﻳﺤﻮﻃﻬﺎ ﺑﻮﺻﻒ دﻗﻴﻖ وﺷﺪﻳﺪ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ أدق ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﺴﺮح اﻟﺤﺪث. ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل، ﺗﺠﺪ ﺑﻄﻞ رواﻳﺔ »إﻋﺪام ﺷـــﺎب إﻳـــﺮاﻧــ­ـﻲ ﻓــﻲ أﳌــﺎﻧــﻴـ­ـﺎ«، ﺷﺨﺼﴼ ﻋــﺎدﻳــﴼ ﻗــﺪ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳـﻜـﻮن ﺟـــﺎرك ﻓﻲ ﻃﻬﺮان اﻟﺬي ﺗﺸﺎء اﻷﻗﺪار ﻟﻪ أن ﻳﺤﻂ ﻓﻲ ﺑﺮﻟﲔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أو ﺑـﺄﺧـﺮى، ﻟﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺘﻮرﻃﺎ ﻓﻲ ﻣﺆاﻣﺮة ﻣﻌﻘﺪة ﻣﻊ اﻟﻨﺎزﻳﲔ.

أﻣـــﺎ ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒ­ـﺔ ﻟـﻠـﻌـﺎﻣــ­ﻞ اﻟــﺜــﺎﻧـ­ـﻲ، ﻓﻴﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ أن ﻋﺸﻴﺮي ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﺑﺴﻴﻂ وﺑﻠﻐﺔ ﻓﺎرﺳﻴﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ اﻟﺨﻄﻰ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮﻳﺔ أو اﻟﺰﺧﺮﻓﺔ اﻟﺮﻛﻮﻛﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻨﺜﺮ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺘﺤﺪي. وﻗﺪ آﺛﺮ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋــﻦ اﺳــﺘــﺨــ­ﺪام اﻟــﺼــﻔــ­ﺎت واﻟـــﻈـــ­ﺮوف، واﻧــﺘــﻘـ­ـﻰ ﻣـــﻦ اﻟــﻜــﻠــ­ﻤــﺎت أﺳــﻬــﻠــ­ﻬــﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟــﺤــﺎﻻت، ﻓـﻤـﺎ ﻣــﻦ ورود، وﻻ ﻋﻨﺪﻟﻴﺐ، وﻻ أﺿﻮاء اﻟﻘﻤﺮ، أو ﻧﻐﻤﺎت اﻟﻜﻤﺎن اﻟﺤﺰﻳﻦ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎت راﺋﺪ أدب اﻟﺘﻔﺎؤل اﻟﺴﺎﺧﺮ.

وأﺧﻴﺮا، اﺗﺴﻢ ﻋﺸﻴﺮي ﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺢ ﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻪ اﻟﺤﺮﻳﺔ أﻛﺒﺮ ﻣﻤﺎ أﺗﺎﺣﻬﺎ رواﺋﻴﻮ ﻋﺼﺮه ﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺗﻬﻢ. وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت، ﻗﺪ ﻳﺸﻌﺮ اﻟﻜﺎﺗﺐ وﻛﺄن ﻋﺸﻴﺮي ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻮﺟﺊ ﺑﺘﺼﺮﻓﺎت ﺷﺨﺼﻴﺎﺗﻪ اﻟﺨﺎرﺟﺔ ﻋﻦ اﳌﺄﻟﻮف ﻓﻲ ﻇﺮوف ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ.

وﺗــﺠــﺪر اﻹﺷــــﺎرة إﻟـــﻰ أن ﺑﻌﺾ رواﻳﺎت اﻟﺮﻋﺐ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل »اﻟﺠﺎﺳﻮس اﻷزرق اﻟﻌﻴﻨﲔ« أو »آﺛﺎر أﻗــــﺪام اﻟــﺸــﻴــ­ﻄــﺎن«، ﻛــﺎﻧــﺖ ﻣﺴﺘﻮﺣﺎة ﻋــﻠــﻰ ﻣـــﺎ ﻳــﺒــﺪو ﻣـــﻦ أﻓـــــﻼم ﻫــﻮﻟــﻴــ­ﻮود اﻟﺘﻲ ﻻﻗــﺖ ﻧﺠﺎﺣﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﻓـﻲ ﻃﻬﺮان ﻣــﺎ ﺑﻌﺪ اﻟــﺤــﺮب. وﻣــﻊ ذﻟــﻚ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﺎرئ ﺗﺒﲔ أﺳﻠﻮب ﻋﺸﻴﺮي اﻟﻮاﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ.

وﺗـــــﺒــ­ـــﺪأ أﻃــــــــ­ـﻮل رواﻳــــــ­ـــــﺔ ﻛــﺘــﺒــﻬ­ــﺎ »ﺻــﻮرة ﻗـﺎﺗـﻞ«، ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﳌـﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺑﺎﺳﻢ )ذي ﺷﻠﻴﻨﻎ ﺷﻮﻛﺮ ‪،The Shilling-Shocker‬ اﻟﺬي ﻳــﻄــﻠــﻖ ﻋــﻠــﻰ رواﻳــــــ­ـﺎت اﻟــﺮﻋــﺐ واﻟﻌﻨﻒ اﻟﺮﺧﻴﺼﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘﺮن اﻟـــــ٩١ ﻓــﻲ ﺑـﺮﻳـﻄـﺎﻧـ­ﻴـﺎ(، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﻄﻮر إﻟﻰ ﺗﺼﻮﻳﺮ أﻛﺜﺮ ﺣﺒﻜﺔ ﻟــﻠــﻤــﺠ­ــﺘــﻤــﻊ اﻹﻳـــــﺮا­ﻧـــــﻲ ﺣــﻴــﻨــﺌ­ــﺬ. وﺛـﻤـﺔ ﻋـﻤـﻞ ﻃـﻮﻳـﻞ آﺧــﺮ ﺑﻌﻨﻮان "ﺳــﻴــﺎه ﺧــــﺎن" )اﻟــﺴــﻴــ­ﺪ اﻷﺳــــﻮد( وﻫﻲ إﺣﺪى رواﻳﺘﲔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺘﲔ ﻛﺘﺒﻬﻤﺎ ﻋﺸﻴﺮي.

وﻛﻤﺎ ﻛﺘﺐ أﻳﻀﺎ ﺳﻴﺮة ﺣﻴﺎة اﳌﻠﻚ اﻟﺼﻔﻮي اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺷﺎه ﻋﺒﺎس ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺪﻳﻦ ﻛﺎﻣﻠﲔ.

وﺧـــــــﻼ­ل اﻟــــﺴـــ­ـﻨــــﻮات اﻷﺧــــﻴــ­ــﺮة، ﺣـــﺎول اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ اﻟــﻜــﺘــ­ﺎب ، ﺑﻴﻨﻬﻢ آر. أﺻــﻔــﻬــ­ﺎﻧــﻲ، اﻟــﺴــﻴــ­ﺮ ﻋــﻠــﻰ ﺧﻄﻰ ﻋـﺸـﻴـﺮي، ﻏـﻴـﺮ أن أﺣــﺪﻫــﻢ ﻟــﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻣﺠﺎراﺗﻪ، ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا ﺑﺮوﻳﺰ ﻗﺎﺿﻲ ﺳﻌﻴﺪ، ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو، اﻟﺬي إن أﺗﻴﺤﺖ ﻟــــﻪ اﻟـــﻔـــﺮ­ﺻـــﺔ ﻟـــﺮﺑـــﻤ­ـــﺎ ﺗــﺨــﻄــﻰ ﻣــﻜــﺎﻧــ­ﺔ ﻋـﺸـﻴـﺮي ﻧـﻔـﺴـﻪ، إن ﻟــﻢ ﻳﻘﺼﻒ ﻗﻠﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.

واﻟﻼﻓﺖ أﻧﻪ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﻦ اﻷوﻗﺎت ﻛــــﺎن ﻋــﺸــﻴــﺮ­ي ﻳــﻜــﺘــﺐ أرﺑـــــﻊ رواﻳـــــﺎ­ت ﻣــﺘــﺴــﻠ­ــﺴــﻠــﺔ ﻣــﺨــﺘــﻠ­ــﻔــﺔ ﻷرﺑـــــﻊ ﺻـﺤـﻒ أﺳــﺒــﻮﻋـ­ـﻴــﺔ ﻣــﺨــﺘــﻠ­ــﻔــﺔ ﻓــــﻲ آن واﺣـــــﺪ، ﻣــﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ »روﺷـــﺎن ﻓـﻜـﺮ« )اﳌـﺜـﻘـﻒ(، «SepidvaSia­h»و )أﺑــﻴــﺾ وأﺳـــﻮد(، و»اﻃﻼﻋﺎت« )ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت(.

وﻛــﻨــﺖ ﻗــﺪ اﻟـﺘـﻘـﻴـﺖ ﻋـﺸـﻴـﺮي ﻓﻲ ﺳﺘﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻻ أزال ﺻﺒﻴﺎ، ﻓﻲ إﻃﺎر إﻋﺪادي ﺗﻘﺮﻳﺮ ﳌــﺠــﻠــﺔ »روﺷـــــــ­ﺎن ﻓــﻜــﺮ« اﻷﺳــﺒــﻮﻋ­ــﻴــﺔ. وﺑــﺪا ﺧــﻼل اﻟـﻠـﻘـﺎء ﻣـﺘـﺬﺑـﺬﺑـ­ﺎ إﻟــﻰ ﺣﺪ ﻣــﺎ، ﻛﺸﺠﻴﺮة ﻫﺸﺔ ﻓـﻲ ﻣﻬﺐ اﻟـﺮﻳـﺢ، ﻏــﻴــﺮ أﻧـــﻪ ﻛــﻤــﺎ اﺗــﻀــﺢ ﻻﺣــﻘــﺎ ﻗــﺪ ﻓــﺎق ﻣﻌﺎﺻﺮﻳﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻤﻮد. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺣﻈﺮ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﻃﻴﻠﺔ ﻋﻘﻮد وإﺟـﺒـﺎره ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻓﻘﺮ ﻣﺪﻗﻊ ﻧﺴﺒﻴﺎ، ﻓﻼ ﻳﺰال ﻳﺘﺬﻛﺮه اﻟﻨﺎس ﺑــﻮﻟــﻊ ﺷــﺪﻳــﺪ ﻓــﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣــﻦ اﻷﺣــﻴــﺎن. وﺗﻠﻚ ﻫﻲ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻬﺒﻬﺎ اﻷدب ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻛﺮس ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺈﺧﻼص.

 ??  ?? أﻣﻴﺮ ﻋﺸﻴﺮي
أﻣﻴﺮ ﻋﺸﻴﺮي
 ??  ?? ﻏﻼف رواﻳﺔ« ﺳﺎﻫﺮون«
ﻏﻼف رواﻳﺔ« ﺳﺎﻫﺮون«

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia