اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ اﳌﻨﺎﺧﻴﺔ.. أﺧﻄﺮ ﺗﺤﺬﻳﺮ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ واﻟﻌﺎﻟﻢ
درﺟــﺎت اﻟــﺤــﺮارة ﻏﻴﺮ اﳌﺴﺒﻮﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ، وﻓﻲ أرﺟﺎء ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻫﺬا اﻟﺼﻴﻒ، ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮى ﺗﻮﻃﺌﺔ ﳌﺎ ﻫﻮ ﻗﺎدم. ﻓﺎﻟﻘﻨﺒﻠﺔ اﳌﻨﺎﺧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺬر ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻃﻮﻳﻼ، ﺑﺪأت ﺗﺤﺪث ﻇﻮاﻫﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ، واﻟﻘﺎدم ﺳﻴﻜﻮن أﺳﻮأ وأﺧﻄﺮ.
أﺣــــــــﺪث اﻟــــﺘــــﺤــــﺬﻳــــﺮات ﻓـــــﻲ ﻫـــﺬا اﳌﺠﺎل ﻛﺎن ﻣﺎ أﻋﻠﻨﺘﻪ وﻛﺎﻟﺔ اﻟﻔﻀﺎء اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ )ﻧــﺎﺳــﺎ( ﻣﻄﻠﻊ اﻷﺳــﺒــﻮع اﻟﺤﺎﻟﻲ وأﻛﺪت ﻓﻴﻪ أن ﻛﻮﻛﺐ اﻷرض ﻳﺴﺨﻦ ﺑﻤﻌﺪﻻت ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻣﻨﺬ أﻟﻒ ﻋﺎم، واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺳﺘﻜﻮن ﻛﺎرﺛﻴﺔ. ﻓـــﺎﺳـــﺘـــﻤـــﺮار ﻫـــــﺬه اﳌــــﻌــــﺪﻻت ﻳــﻌــﻨــﻲ، وﻓـﻘـﺎ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء، أن اﻟﺤﻴﺎة ﺳﺘﺼﺒﺢ ﻏـﻴـﺮ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﺧـﺼـﻮﺻـﺎ ﻓــﻲ أﺷﻬﺮ اﻟـﺼـﻴـﻒ ﻓــﻲ ﺑـﻌـﺾ اﳌـﻨـﺎﻃـﻖ وﻣﻨﻬﺎ ﺷـــﻤـــﺎل أﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺎ واﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳــــﻂ واﻟــﺨــﻠــﻴــﺞ. ﻛــﻤــﺎ أن ﻋـــــﺪدا ﻣـــﻦ اﳌـــﺪن اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ وﻣﻨﻬﺎ ﻣــﺪن ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﻣﻬﺪدة ﺑﺎﻟﻐﺮق ﺧﻼل ﻋﻘﻮد ﻧﺘﻴﺠﺔ ارﺗﻔﺎع ﻣﻨﺴﻮب اﳌﺤﻴﻄﺎت واﻟـﺒـﺤـﺎر وذوﺑــــﺎن اﻟﻜﺘﻞ اﻟــﺠــﻠــﻴــﺪﻳــﺔ اﻟــﻘــﻄــﺒــﻴــﺔ. وإذا ﺻـﺤـﺖ اﻟﺪراﺳﺎت واﻟﺘﻮﻗﻌﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻬﺎ ﻓـﺈن ﻣﻨﺴﻮب ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺎر ﺳﻴﺮﺗﻔﻊ ﺛـﻼﺛـﺔ أﻗـــﺪام ًﺑﻨﻬﺎﻳﺔ اﻟــﻘــﺮن اﻟﺤﺎﻟﻲ، وﺳﺒﻌﲔ ﻗﺪﻣﺎ ﺧﻼل اﻟﻘﺮون اﳌﻘﺒﻠﺔ ﻣــﻊ ﻛــﻞ ﻣــﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ ذﻟــﻚ ﻟﻠﺤﻴﺎة ﻋﻠﻰ ﻛـﻮﻛـﺐ اﻷرض اﻟـــﺬي ﺗﻤﺜﻞ اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺒﺔ ٩٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻘﻂ، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟــﺒــﺎﻗــﻲ ﻋــﺒــﺎرة ﻋــﻦ ﻣــﻴــﺎه اﳌﺤﻴﻄﺎت واﻟﺒﺤﺎر واﻷﻧﻬﺎر.
اﻟﺪراﺳﺎت واﻷﺑﺤﺎث اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ »ﻧﺎﺳﺎ« ﺗﻮﺻﻠﺖ إﻟـﻰ أن ﺣـﺮارة اﻷرض ارﺗــﻔــﻌــﺖ ﻋـﺸـﺮ ﻣــــﺮات أﺳــﺮع ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻤﻌﺪﻻت وﺣــــﺴــــﺎﺑــــﺎت ﺧــﻤــﺴــﺔ آﻻف ﺳــــﻨــــﺔ ﻣـــﻀـــﺖ. وﻳــﺤــﺬر اﻟــﻌــﻠــﻤــﺎء ﻣﻦ أن ﻫﺬا اﻟﺘﺴﺎرع ﻳﻌﻨﻲ أن اﻷرض ﺳﺘﺴﺨﻦ ﺑـــــــﻤـــــــﻌـــــــﺪﻻت أﺳـــــــــﺮع ﻋـــﺸـــﺮﻳـــﻦ ﻣــــــﺮة ﺧـــﻼل اﳌﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ.
إﺿــــــــــــﺎﻓــــــــــــﺔ إﻟــــــــﻰ اﻟــــــﻜــــــﻮارث اﳌــﻨــﺎﺧــﻴــﺔ وﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎة اﻟــﻨــﺎس ﻓــﻲ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣﻦ أرﺟـــﺎء اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﺧـﺼـﻮﺻـﺎ ﻓــﻲ اﻟــﺪول اﻷﻗــﻞ ﻧـﻤـﻮا، ﻓـﺈن اﻟﺘﺴﺨﲔ اﻟﺤﺮاري ﺳــﻴــﺆدي، ﻣــﻊ اﻻرﺗـــﻔـــﺎع اﳌــﺘــﻮﻗــﻊ ﻓﻲ ﻣــﻨــﺎﺳــﻴــﺐ اﻟـــﺒـــﺤـــﺎر، إﻟــــﻰ ﻣـــﺎ ﻳﺼﻔﻪ اﻟــﻌــﻠــﻤــﺎء ﺑـــــ»اﻻﻧــــﻘــــﺮاض اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﻲ اﻟﺴﺎدس« ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﻋﻠﻰ اﻷرض، وﺑـﺎﻟـﺘـﺎﻟـﻲ اﺧــﺘــﻼل اﻟــﺘــﻮازن اﻟﺒﻴﺌﻲ.
ﻋــــﻠــــﻤــــﺎء ﺟــــﺎﻣــــﻌــــﺔ ﺳـــﺘـــﺎﻧـــﻔـــﻮرد اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﳌﺮﻣﻮﻗﺔ ﺣﺬروا ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺻــﺪرت اﻟـﻌـﺎم اﳌـﺎﺿـﻲ ﻣـﻦ أن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﺗﻨﻘﺮض اﻟﻴﻮم ﺑﻤﻌﺪل أﺳﺮع ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة ﻣﻦ اﳌﻌﺪﻻت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﳌﻌﺮوﻓﺔ. وﻳﺸﻴﺮون إﻟﻰ أن ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻳـﺤـﺪث ﺑﺴﺒﺐ اﻟـﺘـﻐـﻴـﺮات اﳌﻨﺎﺧﻴﺔ، واﻟﺘﻠﻮث، وﺗﻘﻠﺺ اﻟﻐﺎﺑﺎت، وﻓﻘﺪان اﻟـﺒـﻴـﺌـﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟـﺤـﻴـﺎة ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت، وﻫﻲ أﻣﻮر ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ. وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺬه اﻟــﻌــﻮاﻣــﻞ، ﻳـﻘـﻮل ﻋـﻠـﻤـﺎء ﺳـﺘـﺎﻧـﻔـﻮرد، إﻧــــﻪ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺮﻏـــﻢ ﻣـــﻦ ﺟـــﻬـــﻮد ﺑﻌﺾ اﻟـﺪول وأﻧﺼﺎر اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻹﻧﻘﺎذ ﺑﻌﺾ اﻟـــﺤـــﻴـــﻮاﻧـــﺎت اﳌــــﻬــــﺪدة ﺑـــﺎﻻﻧـــﻘـــﺮاض، ﻓﻘﺪ اﻧـﻘـﺮض ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ٧٧ ﻓﺼﻴﻼ ﻣﻦ اﻟــﺤــﻴــﻮاﻧــﺎت اﻟــﺜــﺪﻳــﻴــﺔ، و٠٤١ ﻧــﻮﻋــﺎ ﻣــــــﻦ اﻟـــــﻄـــــﻴـــــﻮر، و٤٣ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻟﺒﺮﻣﺎﺋﻴﺔ، ﻓﻲ ﻧﺼﻒ اﻷﻟـــــﻔـــــﻴـــــﺔ اﳌــــﺎﺿــــﻴــــﺔ، وذﻟــــــــــــــــــﻚ ﻓـــــــــــﻲ أﻛـــــﺒـــــﺮ اﻧــﻘــﺮاض ﻟﻠﺤﻴﻮاﻧﺎت ﻣــــــــــﻨــــــــــﺬ اﻧـــــــــــــﻘـــــــــــــﺮاض اﻟـــﺪﻳـــﻨـــﺎﺻـــﻮرات ﻗـﺒـﻞ ﻧﺤﻮ ٦٦ ﻣﻠﻴﻮن ﺳﻨﺔ.
اﻟـﺘـﻐـﻴـﺮ اﳌـﻨـﺎﺧـﻲ رﺑـــﻤـــﺎ ﻻ ﻳـــﻜـــﻮن أﻣــــﺮا ﺟـــــﺪﻳـــــﺪا، واﻟـــﺤـــﺪﻳـــﺚ ﻓﻴﻪ وﻋﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺪ اﻫﺘﻤﺎم ﻛﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﻟـﻨـﺎس، ﻟﻜﻦ آﺛﺎره ﺑﺎﺗﺖ اﻟﻴﻮم ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ وﺧﻄﻴﺮة، وﺗﺤﺬﻳﺮات اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ أو ﺗﺠﺎﻫﻠﻬﺎ. ﻓﺪراﺳﺔ »ﻧﺎﺳﺎ«، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﺤﺬﻳﺮات اﳌﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء ﺑﺎرزﻳﻦ آﺧﺮﻳﻦ وﻣﻦ اﳌﻬﺘﻤﲔ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺒﻴﺌﺔ واﳌﻨﺎخ، ﺗﺪق ﻧﺎﻗﻮس اﻟﺨﻄﺮ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎت واﻟﺸﻌﻮب ﻣﻦ أن ﺑﻌﺾ اﻵﺛـــﺎر واﻷﺿــــﺮار ﺗﻘﺘﺮب ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻼﻋﻮدة، وأن اﻷﻣﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺗﺒﻨﻲ ﺧﻄﻮات ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ واﺗﻔﺎﻗﺎت دوﻟــﻴــﺔ ﺟــﺪﻳــﺪة ﻟﻠﺘﺴﺮﻳﻊ ﺑﻤﻌﺪﻻت ﺧـــﻔـــﺾ اﻧـــﺒـــﻌـــﺎﺛـــﺎت ﺛــــﺎﻧــــﻲ أﻛــﺴــﻴــﺪ اﻟﻜﺮﺑﻮن، أو ﺑﺎﻧﺘﻬﺎج ﻣﻌﺎﻟﺠﺎت ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ واﻟﺨﻄﻮات اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ أو اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ.
اﳌــــﺤــــﺰن أن اﻟـــﻌـــﻠـــﻤـــﺎء ﻻ ﻳــــﺮون ﻣـﺆﺷـﺮات ﺟﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻓﻲ اﻟﺨﻄﺮ وﻳــﺸــﻴــﺮون إﻟـــﻰ أن اﻟــــﺪول ﻟــﻢ ﺗﻠﺘﺰم وﻟﻢ ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻬﺪف اﻟﺬي وﺿﻌﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻃﻮﻳﻠﺔ وﻣﻀﻨﻴﺔ وأﻋﻠﻨﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻫﺪة اﳌﻨﺎخ اﳌﻮﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ ﻓﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( اﳌﺎﺿﻲ. ﻓــﺪول اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺧﺼﻮﺻﺎ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ، ﺗﻌﻬﺪت ﺑﻌﺪ ﺿﻐﻮط ﺷﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء وﺣﺮﻛﺎت اﻟﺒﻴﺌﺔ واﻟﺪول اﳌــﻬــﺪدة ﺑــﺎرﺗــﻔــﺎع ﻣــﻌــﺪﻻت اﻟــﺤــﺮارة وﻣــﻨــﺎﺳــﻴــﺐ اﻟــﺒــﺤــﺎر، ﺑــﺎﻹﺑــﻘــﺎء ﻋﻠﻰ ﻣــﻌــﺪل اﻻرﺗـــﻔـــﺎع ﻓــﻲ ﺣـــــﺮارة اﻷرض )اﻟﺘﺴﺨﲔ اﻟﺤﺮاري( ﻓﻲ ﺣﺪود ﻧﺴﺒﺔ ٥٫١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ. ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﻬﺪف ﺗﺒﺨﺮ ﻣـــﻊ ﻣـــﻌـــﺪﻻت اﻻرﺗــــﻔــــﺎع ﻓـــﻲ درﺟــــﺎت اﻟــﺤــﺮارة اﻟـﺘـﻲ ﺳﺠﻠﻬﺎ اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎء ﻓﻲ اﻷﺷـــﻬـــﺮ اﻷوﻟـــــﻰ ﻣـــﻦ اﻟـــﻌـــﺎم اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ وﺑـﻠـﻐـﺖ ذروﺗــﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺷــﻬــﺮي ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( وأﻏﺴﻄﺲ )آب( اﳌﺎﺿﻴﲔ. إﻟﻰ أﻳﻦ ﻧﺘﺠﻪ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ؟ اﻟﻌﻠﻤﺎء واﳌﺨﺘﺼﻮن ﻳﺠﻤﻌﻮن ﻋــﻠــﻰ أن اﻵﺛــــــﺎر اﳌــــﺪﻣــــﺮة ﻟـﻠـﺘـﺴـﺨـﲔ اﻟـــــﺤـــــﺮاري واﻟـــﺘـــﻐـــﻴـــﺮات اﳌــﻨــﺎﺧــﻴــﺔ، ﺗــﺘــﺴــﺎرع. ﻓﻤﻨﺬ ﻋــﺎم ٠٠٠٢ واﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﻳﻜﺴﺮ أرﻗﺎﻣﻪ اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ درﺟـﺎت اﻟــــﺤــــﺮارة ﻣـــﻦ اﻟـــﻜـــﻮﻳـــﺖ إﻟــــﻰ ﻟـﻴـﺒـﻴـﺎ، واﻟﺠﻔﺎف ﻳﻀﺮب ﻣﻦ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﻟﺼﻮﻣﺎل إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ وﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ، ﻓﻲ ﺣﲔ اﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎت ﺗﺴﺠﻞ ﻣﻌﺪﻻت ﻏـــﻴـــﺮ ﻣــﺴــﺒــﻮﻗــﺔ ﻣــــﻦ اﻟـــــﺴـــــﻮدان إﻟـــﻰ اﻟﺼﲔ، وﻣﻦ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ إﻟﻰ ﺗﻜﺴﺎس وأرﻳـــﺰوﻧـــﺎ. ﻛــﻞ اﻻﺗــﻔــﺎﻗــﻴــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗﻢ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺢ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻓـﻲ وﻗــﻒ اﻻﻧــﺰﻻق اﻟﺨﻄﻴﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺪﻣﻴﺮ اﻟﺒﻴﺌﻲ، ﻷن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﺪول ﺗﻘﺎوم أو ﺗﺘﺒﺎﻃﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺨﻄﻮات اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﺒﺎس اﻟﺤﺮاري. ﻫﺬا اﻟﺘﺒﺎﻃﺆ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺰﻳﺪا ﻣﻦ اﻟﻜﻮارث واﳌﻌﺎﻧﺎة، إﻟــــﻰ أن ﻳـــﺄﺗـــﻲ اﻟـــﻴـــﻮم اﻟـــــﺬي ﺗــﻮﺿــﻊ ﻓﻴﻪ ﻗﻀﻴﺔ اﳌــﻨــﺎخ ﻋﻠﻰ رأس ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻻﻫـــﺘـــﻤـــﺎﻣـــﺎت اﻟــــﺪوﻟــــﻴــــﺔ، وﻫـــــﻮ ﻳــﻮم ﻳﻀﻐﻂ اﻟﻌﻠﻤﺎء واﳌﻬﺘﻤﻮن ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﻳﺄﺗﻲ ﺳﺮﻳﻌﺎ وﻗﺒﻞ ﻓﻮات اﻷوان.