Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﻀﺤﻴﺔ

-

»ﻳﻌﻘﺪﻧﺎ« اﻷﳌﺎن ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء. ﻓﻲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ وﻓﻲ اﻟﺰراﻋﺔ وﻓــــﻲ اﺳــﺘــﻘــ­ﺒــﺎل اﻟــﻼﺟــﺌـ­ـﲔ وﻓــــﻲ اﻟــﺘــﻔــ­ﻮق اﻻﻗـــﺘـــ­ﺼـــﺎدي وﻓــﻲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ. وﻋﻨﺪﻣﺎ أرﻳﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻖ ﻋﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎﻧﺎ، أﻟﺠﺄ ﻏﺎﻟﺒﺎ إﻟﻰ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻗﻌﻬﺎ اﳌﺘﺮﺟﻤﺔ. ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت ﻧﺒﻌﺪ ٠٧ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا ﻋﻦ دﻣﺸﻖ. ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﺮف ﺳﻮى ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻪ ﺑﻼﻏﺎت اﻟﻔﺮﻗﺎء. واﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﻐﻄﻲ أﻧﺒﺎء ﺳﻮرﻳﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﻛﺎﻻت وﻣﻦ وراء اﳌﻮاﻗﻒ اﳌﺴﺒﻘﺔ، وﺣﺘﻰ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﺗﻐﻄﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﺮوت، وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺼﺎدرﻫﺎ ﻓﻲ أﻧﺤﺎء اﳌﻴﺪان، واﳌﻴﺪان أﺻﺒﺢ ﺳﻮرﻳﺎ ﻛﻠﻬﺎ.

ﻓﻲ اﻟﻌﺪد اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ »دﻳﺮ ﺷﺒﻴﻐﻞ« ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻄﻮل وﻣﻔﺼﻞ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻊ اﻷﺣﺪاث ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ وﺗﺮﻛﻴﺎ واﻷردن. ﺑﻜﻞ ﺻﺪق وﺑﺴﺎﻃﺔ ﻗﺮأﺗﻪ ﺣﺮﻓﻴﺎ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ أﺳﺘﻄﻊ »اﺳﺘﻴﻌﺎب« ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ أﺳﻤﺎء ﻓﺼﺎﺋﻞ، وأﺳﻤﺎء ﺟﺒﻬﺎت، وأﻧﻮاع اﻟﺪﻋﻢ، وﻣﻦ ﻳﻘﻒ وراء ﻣﻦ ﻣﻦ اﻟﺪول واﻷﻣﻢ واﻷﺣﺰاب و»اﻟﺤﺸﻮد«، ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ اﻵن ﻓﻲ ﺑﺎﺑﻞ اﻟﺪﻣﺎء اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺳﺎﺋﺮ اﳌﺪﻋﻮﻳﻦ.

ﻏﻴﺮ أن ﻋﻨﻮان اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﺑﻼﻏﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ، وﺣﺘﻰ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺪ اﳌﻬﻨﻲ اﻟﺮاﺋﻊ، وﻫﻮ ﺟﻤﻠﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ Syria» ‪a«، la carte‬ وﻫـﻮ ﻻﺋﺤﺔ اﻟﻮﺟﺒﺎت اﳌﺨﺘﺎرة ﻓﻲ اﳌﻄﺎﻋﻢ. أي أن ﻛﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﻓﺮﻗﺎء اﻟﺼﺮاع ﻳﺮﻳﺪ وﺟﺒﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ أو ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻨﺎزف. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺮأ أﺳﻤﺎء اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﳌﺠﻬﻮﻟﺔ واﻟﺪول اﻟﻜﺒﺮى واﻟﺼﻐﺮى واﻟﻮﺳﻄﻰ )ﺑﺎﻹذن ﻣﻦ ﻋﻤﺮ اﺑﻦ أﺑﻲ رﺑﻴﻌﺔ( ﻳﻬﻮﻟﻚ أن ﻻ وﺟﻮد ﻟﻠﻌﺮب ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺪة »ﻗﻠﺐ اﻟﻌﺮوﺑﺔ اﻟﻨﺎﺑﺾ«.

وﻳـﺸـﻚ اﳌـــﺮء ﻓــﻲ أن ﻳـﻜـﻮن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﻬﻤﲔ واﳌﺘﻮﺣﺸﲔ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﺣﻘﺎ ﻣﺎذا ﻳﺮﻳﺪون. أو ﻛﻢ. وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﺗﺮى اﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻘﻌﺪ وﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺎل أوﺑﺎﻣﺎ اﻟﺒﻄﻲء ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﻌﻮد. اﳌﺆﻛﺪ أن اﻟﺠﺎﻟﺲ إﻟﻰ رأس اﳌﺄدﺑﺔ ﻫﻮ ﺑﻮﺗﲔ اﻟـﺬي ﻛﺎن واﻟـﺪه ﻃﺒﺎﺧﺎ ﻋﻨﺪ ﺳﺘﺎﻟﲔ. ﻫﻮ اﻟـﺬي ﻳﻘﻄﻊ، وﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻮزع، وﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺪق اﻟﺠﺮس.

ﻟﻌﻠﻪ أﻛﺜﺮ اﳌﺸﺎﻫﺪ إﻳﻼﻣﺎ، ﻣﻨﺬ أن اﺣﺘﻠﺖ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻗﺒﻞ ٠٥ ﻋﺎﻣﺎ أراﺿﻲ ﻣﺼﺮ وﺳﻮرﻳﺎ واﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ واﻟﻘﺪس. أو ﻣﻨﺬ ﺗﻤﺨﻄﺮ اﻟﺜﻮر أرﻳﻴﻞ ﺷﺎرون ﻓﻲ اﳌﺴﺠﺪ اﻷﻗﺼﻰ، ﻣﺘﺤﺪﻳﺎ ﻛﺮاﻣﺔ وﻣﺸﺎﻋﺮ ﻣﻠﻴﺎر وﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﺎر ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ أوﻟﻰ اﻟﻘﺒﻠﺘﲔ.

ﺿﺎع اﻟﻌﺮاق وﺗﻀﻴﻊ ﺳﻮرﻳﺎ واﻟﺪﻋﻮة ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ. واﻟﺠﻨﺮال ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ ﻳﺄﺧﺬ اﻟﺼﻮر اﻟﺘﺬﻛﺎرﻳﺔ. وﻗﺎﻋﺪة اﻟﺤﻤﻴﻤﻴﻢ ﺗﻨﺴﻖ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺜﺮ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﻢ ﺣﺮﻛﻲ ﺑﻌﺪ. رﺑﻤﺎ: ﻻﺋﺤﺔ اﻟﻮﺟﺒﺎت اﳌﺨﺘﺎرة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia